بقلم : علي عبد الرحمن
علي مدار ثلاثة أسابيع ماضية تجمع أبناء ماسبيرو في البهو الرئيسى عند مدخل المبني العتيق، مبني الاذاعه والتليفزيون، وما أن تكرر التجمع والهتاف حتي امتد ليشمل مبني الشريفين بوسط البلد وكذلك مباني القنوات المحلية بمحافظات مصر، وكانت المطالب أولا خاصه بأصحاب المعاشات الذين لم يصرفوا مستحقاتهم منذ عام 2017 وحتي الآن، ثم شملت المتأخرات المالية للعاملين من علاوات ومستحقات مالية تأخر صرفها كثيرا، وتزايدت أعداد المتجمعين يوما بعد يوم.
وتنوعت الهتافات من (عايزين حقوقنا) ثم إلى (معا ضد الفساد)وحتي (لا إله إلا الله .. فلان الفلاني عدو الله) وتدخلت جهات عديد في الأزمه منهم نواب البرلمان، ثم وزارة المالية ثم اللجان النقابية بماسبيرو، ثم رموز العمل النقابي من كوادر ماسبيرو، وطبعا استغلت أبواق الإخوان الأمر وصورته على أنه حراك سياسي بمناسبة ذكري 25 يناير، إلا أن أبناء ماسبيرو الفاهمون في السياسه المعجونون بالوطنية، الغارقون في حب وطنهم فطنوا إلى هذه اللعبة ونصحوا بعضهم البعض، بألا يدعوا أحدا خائنا يركب موجة حقوقهم، واتفق الجميع علي وقف هذه التجمعات فترة الاحتفالات بذكري 25 يناير حتي لايستغلها متاجر أو خائن، وحسنا فعل عقلاء ماسبيرو، فهل ينصفهم عقلاء الوطن ؟!
ولنعود لأسباب الأزمة، فهل يعقل أن يظل الموظف في ماسبيرو يعمل بجد وتفاني تحت أحلك الظروف ويتم استقطاع جزء شهري من دخله لحين خروجه علي المعاش لينعم بمدخراته لشراء ما حرم منه نفسه، أو لشراء سكن تمناه، أو لتزويج أولاده، أو لحج بيت الله الحرام، أو حتي للقيام برحلات نهاية الخدمة والعمر كمكافأة لنفسه، وأمام كل ذلك تتأخر مستحقاته خمس سنوات! .. في أي مصلحة يحدث مثل هذا!.
الإجابه ولا في أي مكان تحت الشمس، وكذلك كيف تقرر الدولة علاوة دوريه لملائمة الدخل لحالة السوق وتحريك الأسعار ويتأخر ضمها سنوات خمس كهذا؟، وعند سماع المبررات تجد أن الموازنة ليس بها بند لنهاية الخدمه، أو بند للعلاوات، وهذا كلام غير مسئول لأن مكافأة نهاية الخدمة وبدل الأجازات والتأمينات وصناديق التكافل كلها أموال سبق استقطاعها والمفروض استثمارها، وهى تتزايد منذ بدء سنوات الاستقطاع، أما العلاوات وضمها فهي عندما تقرها الدولة تودع قدرها في موازنة كل وزارة وهيئة ومصلحة، إذن لماذا كل هذا التأخير حتي التظاهر، وأين ذهبت إستقطاعات العاملين وبنود علاواتهم؟، ولماذا لم يتم توفير ذلك كما يتم توفير نفقات التطوير الكاذب.
وإذا كان ماسبيرو قد شهد خمس محاولات تطوير فاشله كلفت خزينة الدولة مايقرب 350 مليون جنيه ولم تضف شيئا سواء جماهيريه أو دخل إعلاني أو فوائد معنويه لخدمة الوطن وأهدافه، وإذا كان الإنفاق على تحديث المعدات وتجديد الديكورات وإصلاح بيئة العمل والتدريب والبعثات قد توقف، فأين تذهب موازنة ماسبيرو التي تفوق الـ 225 مليون جنيه شهريا؟!، وإذا كان ماسبيرو دائما متهم بأنه فقد بريقه وريادته وجماهيرته وكوادره وقدرته على المنافسة، فماذا فعل الإعلام شبه الرسمي الذي كلفنا مليارات الجنيهات دون فائدة تذكر للوطن أو المواطن؟!
ولأن ماسبيرو يحتاج إرادة سياسية لتصويب مساره لتحديث معداته وتجديد ستديوهاته وإصلاح بيئة العمل فيه وتوفير أدوات التنافس وعودة التدريب العصري والبعثات الجادة وتوفير إدارة واعية ملمة بعالم البث والإنتاج والتسويق وإحتياجات الوطن والمواطن؟!، ليعود بساط الرياده إلى مصر وتعود مصادر القوة الناعمة إليها، وينهض ماسبيرو لينافس،ويتقدم،ل أن كل كوادر السوق المتميزه هم أبناء ماسبيرو ومعظم مديري الشبكات والقنوات هم كوادر ماسبيرو المهاجرة، كما أن أوراق العمل لإصلاح ماسبيرو تقدم بها الكثيرون.
لكن صراع الأجهزه علي ماسبيرو أفسد جهود الإصلاح ودعاوى التطوير الفاشلة التهمت ميزانية ماسبيرو وأثقلته بالديون وشدة المنافسه أضعفت ماسبيرو، وغياب أدوات التسويق والترويج وجودة المحتوي وملائمة القائم بالرسال أخرت ماسبيرو، وتعدد الضغوط على ماسبيرو أنهكته، وغياب الخطط والرؤى ساهمت في إضعافه، وهجرة عقوله وتوقف تعييناته جعلت ماسبيرو كهلا.
يا أهل الحل والحزم والعقد في مصر: ماسبيرو يمكن أن ينهض ويقدم جديدا وينافس ويدعم وطنه ويرضي مواطنيه، ولكن بلا إرادة سياسيه أوخطة قومية أو محتوي مدروس أو شكل عصري أو بيئة ملائمه أو أدوات تسوي أو تدريب فاعل أو بعثات منتقاة أو كوادر ملائمة أو دعم سياسي وشعبي.. لا وألف لا.. لن ينهض بدون ذلك أبدا!.
إنه صوت مصر وصورتها، تراثها ومستقبلها قوة الوطن الناعمة هو الذي علم المنطقه معنى البث والإرسال، معني الإنتاج والتوزيع، معنى التسويق والترويج، معنى الكوادر والخبرات، معنى التدريب والإبتعاث، معني الصوت والصورة، معني القوة والتأثير، معني الرسالة والتوجيه، وكل معاني الميديا ومفرداتها، فهل نحن جادون في إصلاح ماسبيرو، أم نريد له أن يموت واقفا، ولمصلحة من؟.
لاتوجد دوله بدون صوت رسمي، بل إن الدول حولنا تطور صوتها الرسمي رغم امتلاكها لإعلام خاص، ماسبيرو إعلاما للخدمة العامة والتنوير ودعم الهوية والانتماء وليس مشروعا استثماريا فقط، ويمكن له أن يدر دخلا ماديا مناسبا بشرط أن يقدم إعلاما خدميا هادفا.. إنها معادلة الخبراء وذوي الاختصاص.. إرحموا ماسبيرو ودعوه ينهض.. رحمكم الرحمن، وأعلى الله دوما صوت بلدنا مدويا.. وتحيا دوما مصر.
برافو ا/ علي لمست الحقيقه التي غفل عنها الكثيرون لقد كان وسيكون ماسبيرو هو القلعه التي تحمي الاعلام الوطني الذي لابد من وجوده بقوه للدفاع عن الوطن امام الغوغاء والمتربصين بالوطن. وان جميع الكفاءات من ابناء ماسبيرو هم الذين اقاموا ومازالوا يديرون عجلة الاعلام الخاص وبحرفيه عاليه. فليس من المعقول ان يتم اهماله بهذه الطريقه حتي ان العاملين واصحاب المعاشات وصلوا لتسول مستحقاتهم المشروعه .. وكفي 4 سنوات من العذاب في طلب مستحقاتهم والدوله لا تحاول حل المشكله التي لاذنب لهم فيها…هل هناك منصف يسمع ويري ويقوم بالحل السريع لحل هذه الازمه.والله الزملاء استنفذوا كل طاقه لديهم لكي يحيوا حياة كريمه.. اتمني ان تقوم الدوله بتدبير المبالغ المطلوبه لجميع المستحقات بدون تأجيل ليس لدينا رفاهية الوقت للانتظار لعرض تقارير علي الرئيس او عمل لجان للتفكيرفي حل .. الحل موجود بتدخل الدوله وصرف المستحقات من اي بند في الموازنه او الصناديق. او حتي شغل فناة السويس لمدة 8 ساعات ..فلماذا التاجيل والتسويف ومشاء الله عندنا خبراء في الاقتصاد والماليه يقدروا يوجدواحل سريع .. والله الموفق