بقلم : محمد حبوشة
من أهم صفات الممثل القادرة على اجتذاب الجمهور وإجبارهم على الإصغاء له، امتلاك مهارات صوتية أدائية خاصة جدا، وهذه تعد واحدة من أهم صفات الممثل الناجح، حيث تمكنه من التحكم بدرجة صوته وتنويع نبرته وإيقاعاته، كما أنها ملكة تشي بمدى التطور الذي أحرزه الممثل في تطوير ذاكرته العاطفية التي يختزن من خلالها صور تجسدات الأصوات المختلفة وتلوناتها، ومن أصحاب تلك المهارات الفنانة القديرة (سهير المرشدي) التي تملك بالأساس قدرة فائقة على التحكم في صوتها الإذاعي الذي لا تخطئه الأذن بطريقة احترافية للغاية، حتى قال عنها الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب أنه من أعذب الأصوات، لأنها تعرف كيف تلعب بنبرات صوتها باحترافية عالية بحيث يعلو وينخفض الصوت عندها بميزان حساس، فتارة يكون رقيقا معبرا عن الشخصية التي تلعبها، وتارة أخرى يكون شجيا عذبا يعكس أعماق شخصيتها في (الإذاعة والمسرح والسينما والتلفزيون)، ومهما بدت في أدائها قوية فإنه يسكنها ضعف ورقة وعذوبة لا تضاهى في تاريخ الفن المصري الحديث.
وضيفتنا في باب (بروفايل) لهذا الأسبوع الفنانة القديرة (سهير المرشدي)، يتكون اسمها من جملة موسيقية لسيفونية مصرية الملامح والتفاصيل، لذا فلها خصوصية مميزة من بين كل رائدات التمثيل المصري، فقد وهبت جل حياتها للمسرح، ولهذا حينما تقف على خشبة المسرح أو حتى من وراء الميكروفون في الإذاعة لاتستمع إلا لصوت الصمت وخشوع الأنفاس فتملأ بإبداعها قلوب عشاقها بفن يطهر بقدسيته الآثام التي ارتكبت باسم الفن، وذلك لأنها فنانة من طراز خاص، فضلا عن كونها إنسانة قوية، مخلصة إلى حد لفنها الرفيع، وهى التي قدمت أعمالا أثرت المسرح العربي، فكانت تلك الأعمال محطات مضيئة في حياته فوهبها المجد والخلود وصفق لها الجميع مرات ومرات جراء فتنة إبداعها وأنوثتها الطاغية – كما قال عنها الراحل الكبير (أنيس منصور) – وربما انزعجت لهذا الوصف، وقالت لم يصفني ممثلة قوية أو ذات أداء مختلف، ولكنه حتما كان يقصد أن أنوثتها تطغى من خلال انصهارها حتى الذوبان بكل جوارؤحها في شخصياتها الفنية فتبدو غولا تمثيليا لانظير له عبر التلوين ولغة الجسد بحرارته وجبروته الفاتن.
أيقونة الأداء الرفيع
ولهذا فأنا أعتبر (سهير المرشدي) أيقونة من أيقونات الأساطير في الأداء الرفيع، فعندما تستمع لصوتها العذب الرخيم فإنك تشعر بخشوع في النفس وكأنك في محراب مقدس من فرط تأثيرها الروحي على الجماهير المتطلعة لفنها الراقي، فعبر مسيرتها الفنية في (المسرح والإذاعة والسينما والتلفزيون)، ومن خلال ما قدمته من أعمال تؤكد (سهير المرشدي) أنها واحدة من أولئك الممثلين الذين يعملون بتكنيك خاص من خلال لحظات موحية تتطلب الصمت أو التركيز لجذب انتباه الجمهور ومن الممكن بأفعال كهذه تدميرها، فإن أي تصرف للممثل خارج عن السياق العام للمعنى أو أية لفظة أو حركة مفتعلة لا معنى لها تشير إلى أن الممثل فوق خشبة المسرح لا يدري ماذا يفعل بالضبط!.
إنه وبحق تعتبر القديرة (سهير المرشدي) عاشقة المسرح التي حققت نجاحات مذهلة في الإذاعة والسينما والتلفزيون، هى عملاقة مبدعة بل تعد نموذجا للفنان الجاد والمترفع عن كل ما هو ساقط أو دون المستوى، وربما يرجع ذلك لكونها عشقت المسرح في بداياتها فتجلى عشقها فى ملامحه وأدواره فاحترمها الجمهور، والحق يقال أن (المرشدي) كانت و مازلت هى الفنانة الرائعة بمعنى وحق الكلمة، كما أنها تعد أحد عمالقة المسرح المصرى الذين عاشوا بيننا وأسعدونا بفنهم الجميل على مدار سنوات طويلة، بعد أن استطاعت أن تحفر اسمها بحروف من نور فى تاريخ المسرح المصرى والعربى أيضا، وذلك بفضل براعتها فائقة الجودة والنظير فى مجمل أعمالها المتنوعة، سواء فى (المسرح أو الدراما التليفزيونية أو على الشاشة الكبيرة أو الإذاعة)، ومع ذلك لم تستغل قدراتها الكبيرة على النحو الأمثل رغم فرادتها في الأداء الصعب حتى الآن.
فن يرتبط بالفكر والهدف
إنها من الممثلات اللاتي يتقن أداءها بشكل تلقائي وعفوي، فتزدوج شخصيتها بالشخصية الأدائية، تؤثر في جمهوره تأثيرا مباشرا، وذلك انطلاقا من أن أداء الممثل له من الأسس والقواعد التي تجعل منه فنا، وليس تقليدا أو نسخا للواقع المعاش؛ أي أنه عندها هو فن يرتبط بالفكر والهدف المراد تجسيده وطرحه على الخشبة أو الشاشة في إطار فني ممتع، إنه أداء الممثل الذي يعتبر عنصرا أساسيا في خلقه، وليس مجرد حركات أو إشارات لتسلية الجمهور وإضحاكه بدون هدف، وعلى الممثل، خاصة إذا أراد أن يعبر بشكل علمي وفني يتفق مع طبيعة العلوم والفنون أن يدرك أدوات مهنته، وجميع متعلقاتها التي تتيح له عملا ناجحا يتسم بالجدية؛ لهذا يفترض في الممثل أن يكون مثقفا واعيا متشبعا بمدارس المسرح المختلفة وأن تكون لديه معرفة عملية أساسها الاحتكاك والممارسة والتجريب.
تعلمت (المرشدي) قبل أن تطأ قدماها خشبة المسرح أن فن الإلقاء عاملا مهما على خشبة المسرح، والإلقاء كما نعرف وندرك ونعي هو جزء لا يتجزأ من فن التمثيل، بل هو أحد أدواته الفنية، فالهدف الرئيسي الذي يصبوا إليه الممثل من خلال وسائله الفنية خاصة الإلقاء الذي يولد القناعة لدى الجمهور بأبعاد الشخصية التي يجسدها وبالأقوال والمشاعر التي تقدمها تلك الشخصية، فـ (ليست مهمة الفنان أن يعرض مجرد الحياة الخارجية للشخصية التي يؤديها، بل لابد أن يتلائم بين سجاياه الإنسانية وبين حياة هذا الشخص الآخر، وأن يصب فيها كلها من روحه هو نفسه، إن الهدف الأساسي الذي يهدف إليه فننا هو خلق الحياة الداخلية للروح الإنسانية ثم التعبير عنها بصورة فنية).
الإلقاء وسيلة فعالة
ومن أجل ما مضى فإنه منذ أول لحظة وطأت فيها قدمي الفنانة (سهير المرشدي) أدركت حقيقة أن الإلقاء يعتبر الوسيلة الوحيدة والفعالة في مخاطبة الجماهير كونه يجسد الأفكار والأحاسيس والأهداف بشكل معين، كما تجلى ذلك من خلال عملها الإذاعي مسلسل (ست الحسن)، الذي كتبه محفوظ عبدالرحمن وسليمان فياض إخراج عصمت حمدي، بطولتها مع كرم مطاوع عام 1973، وتحكي كل حلقة عن شخصية من الشخصيات القومية التى قدمت جهدها إلى مصر.
وقدمت للإذاعة أيضا مسلسل (أغنية للحب والقمر) للبرنامج العام بطولتها مع كرم مطاوع، وإخراج محمود يوسف، كما قدمت شخصية كوكب الشرق (أم كلثوم) في مسلسل يحكي قصة حياتها للبرنامج الثقافي، وقد حرصت في أعمالها الإذاعية تلك على إن يتلائم أسلوبها الخاص وجمال نبرات صوتها مع السامعين من حيث ثقافتهم وتقبلهم للموضوع المطروح، فالأسلوب الذي نتعامل به مع عامة الناس غير ذلك الذي نتعامل به مع طبقة مثقفة منهم، حيث أن في هذه الحالة لا نحتاج إلى تبسيط الأسلوب وإلى إيراد تفاصيل لا ضرورة لها، ولذا رسخ في ذهن (المرشدي) دوما إن الإلقاء التمثيلي (فن من الفنون)، وأن لكل فن مؤهلاته وأصوله والفن التمثيلي يعتمد أولا على الموهبة التي لابد من توافرها في الشخص لكي يكون فنانا، وثانياً يعتمد على الإبداع والمقصود هنا بالإبداع هى التلقائية في تنفيذ العمل الفني.
وفي المسرح قدمت في بدايتها التمثيلية واحدة من أجمل مسرحياتها التى فجرت كثير من مواهبها وهى (الحب في حاراتنا)، إخراج كرم مطاوع وبطولتها مع نبيل بدر وبدر الدين جمجوم وسكر، وكانت المعادل المسرحي لسعاد حسني، حيث رقصت وغنت ومثلت، ومن أغنياتها في هذه المسرحية (يا حب يا محسود) و(اليوجا) و(جو يا جو)، ولقد آمنت (سهير) بأن الإلقاء لا يعتبر فنا إذا لم يوضع في موضع خاص أي عندما يكون هناك من يتلقى ذلك العمل ويستجيب له، إن لغة المسرح مثلها مثل اللغة في بقية الفنون، فإذا رجعت إلى كتاب (أرسطو) فن الشعر لوجدته يتناول بتحديد الخصائص اللغوية لفن المأساة وبدقة متناهية، كما ويتناول أساليب الصياغة والأوزان الشعرية التي تنصب جماليات التراجيديا في قوالبها، وتنبع خصوصية لغة المسرح من طبيعة فن المسرح ومن أسلوبه في التواصل مع المتلقين، فالمسرح ليس فنا مقروءا أو مسموعا، بل فن مرئي أيضا ويخاطب في لحظة واحدة جمعا كبيرا من الناس بمختلف الأذواق والثقافات والانتماءات.
لا تستهين بحالة التمثل
وأستطيع القول إن الممثلة (سهير المرشدي) تمتلك موهبة خاصة من خلال ملاحظتي لتجاربها الأدائية المختلفة، إنها لا تستطيع أن تستهين بحالة التمثل التي تسبق لحظات التمثيل؛ إذ أن التمثل هو دراسة استبطانية للشخصية من الداخل والخارج في نفس الوقت، وترديد الحوار الذي تنطق به ليس هو ترديد كلمات فقط، وليس هو فعل أو شروع في فعل فقط، إنه عنده حالة من التلبس كاملة؛ هى استعادة لتجسد ونبض حياة يستعين عليها الممثل بما في أعماقه من أحاسيس متجسدة.
هى إذن حالة ميلاد جديدة، ومن هنا نتذكر ملاحظة لأفلاطون الذي يقول: (أنه يوقظ الإحساسات ويغذيها ويقويها ويعرقل (حركة العقل)، إن رأي أفلاطون في الشاعر ينطبق تماما على الممثل في حالة التمثيل، إنها لحظة ولادة الفعل على المسرح والسينما والتلفزيون حين تتسارع الأنفاس ويسكن الصمت دهاليز الاعتياد القادم من شوارع الحياة وتنوعها وأنفاسها المكتظة، إنه ذلك الشعور المختلج في حنايا الذاكرة العاطفية حين يظهر الممثل للجمهور في لحظة من نشوة الفن المشرق من نافذة العدم المظلم نحو (المتعة.. الضحكة.. التعاطف.. الضجيج.. السعادة.. الكآبة).
الممثلة الفديرة (سهير المرشدي) ونفسها وكيانها هو الوسيلة المهمة والضرورية عندها، لذا توجب على نفسها استخدامها واستغلالها بدقة بارعة تقنيا وفنيا، ولا تنسى أن هناك ممثل ووسيلة معا، وهنا وجب عليها استخدام كل ما أتيح له من وسائل وتوظيفها لأن استعمالها ليس اعتباطا وعبثا، ولهذا تركز على عقل (سهير) وخبرتها وخيالها وقدرتها كلها طاقات توظفها للقيام بدورها في جو فعال حتى تشعر وتفهم الشخصية وتوصل ما أريد إيصاله للجمهور عن طريق جسمها وصوتها بشكل مرئي ومسموع، حيث يستوجب عليها معرفة كيفية استخدام صوته وجسمه للغرض القوي والهدف المحدد، لتجسيد الآثار التي يريدها (الحقد – الغضب – الحب – الدهشة – الخوف – البهجة – الشفقة – تأنيب الضمير – الفزع)، كل هذه الأحاسيس يعبر عنها الممثل من خلال تقنية ومهارة الخيال والتنوع الذي يستعملهما كوسيلة .
عيون مبهرة أذن صاغية
تبدأ عملية الإبداع عند الممثلة (سهير المرشدي) أثناء التمثيل، فعيونها وأذناها وكل أعضاء حواسها يجب أن تعيش على خشبة المسرح، كما تعيش في الحياة الحقيقية، ويجب أن نراها ونحسها ونلمس تأثيراتها على الحالة المسرحية، وفي هذه الحالة فقط سيستقبل المتفرج الحياة المسرحية كأنها حقيقة، وهذا ما يعرف اصطلاحا بتحقيق عملية الإيهام المسرحي التي تجعل الجمهور يصدق تماما أن كل ما يراه على المسرح، هو حقيقة بالفعل وهو اصطلاحا عملية السيطرة على شعور المتفرج عن طريق المجاهدة في جعله يحس أثناء وجوده في المسرح، أو أثناء قراءته لنص درامي، بأن ما يراه فوق خشبة التمثيل هو حقيقي وواقعي وصادق إلى درجة تدفعه إلى الاندماج في الأحداث والشخصيات، وكذلك تحقيق الحضور المسرحي للممثل، والحضور كما عرفه اصطلاحا الدكتور إبراهيم حمادة في كتابه (معجم المصطلحات الدرامية) على أنه تلك الطاقة المعنوية الشخصية للممثل القادرة على اجتذاب الجمهور.
إن الإيماءة عند (سهير المرشدي) هى شكل آخر من أشكال الحركة وهى جزء لا يتجزأ منها، وتعبير دقيق لما يريد أن يقدمه المخرج من خلال حركات موضعية تعبر عن أفكارها وطروحاتها، إذ تأتي أهمية هذه الحركة من قدرتها العالية على بناء وترصين العلاقات والصراع بين الشخصيات، فضلا عن أنها تعطي قيمة فكرية وجمالية وتقنية للصور المتوالية في العرض المسرحي، وكل ما يتم تقديمه من إيماءات وشغل مسرحي لابد أن يكون مرتبط بمرجعيات معرفية أو اعتقادية وغالبا ما تكون منظمة وفق حركات تقنية من قبل المخرج ومرتبطة بالفعل الإرادي أو اللإرادي، إذ تجسد الإيماءة الفاعل الدرامي وعالمه وتؤكد على هويته من خلال جسد حقيقي وفضاء حقيقي، يوجهه المخرج وفق أساليبه المتعددة في ابتكار (سلسلة من الحركات التمثيلية التي لها دلالاته).
ولدت في مدينة طنطا
ولدت (سهير المرشدي) ونشأت في مدينة طنطا في محافظة الغربية قرية (خرسيت)، كما أنها نشأت تنشئة دينية، وانتقلت عائلتها إلى القاهرة إلى حي الحلمية الجديدة والتحقت بمدرسة الحلمية الثانوية للبنات، واكتشفتها ناظرة المدرسة في الثانوية العامة وأدت دورا في مسرحية (الأميرة العمياء) وحصلت منها على شهادة تقدير، وبعد انتهاء دراستها الثانوية التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية ورغم اعتراض والدها على عملها في مجال التمثيل إلا أن عمها قام بتشجيعها وحاول إقناع والدها والذي قام بشراء تلفزيون لكي يشاهد أعمال ابنته الفنية بعد أن اقتنع بما تفعله، وكانت قد حصدت أثناء دراستها الكثير من الجوائز جراء تفوقها العلمي، حيث كانت تحصل على تقدير ممتاز في كل سنوات الدراسة والأولى على دفعتها، وبدأت مسيرتها الفنية على خشبة المسرح في المعهد عندما شاركت في أول عمل لها حيث قدمت دور في مسرحية (زقاق المدق) والتي تم عرضها ، ثم قدمت بعدها مسلسل (قصة مدينة) وذلك في عام 1964.
أما على صعيد السينما – فبحسب ما كتبه الدكتور عمرو دوارة في جريدة مسرحنا – شاركت في فيلمي (المشاغب، وصبيان وبنات)، واللذين تم عرضهما في عام 1965، وظهرت كضيف شرف في فيلم (القاهرة 30) عام 1966 للمخرج صلاح أبو سيف، المأخوذ عن رواية الكاتب العالمي نجيب محفوظ، الخروج من الجنة، شنطة حمزة، جريمة في الحي الهادي، الزوجة الثانية، السيد البلطي عام 1967، جزيرة العشاق، مجرم تحت الاختبار – 1968 وتعاونت في نفس السنة مع المخرج الكبير حسين كمال في فيلم (البوسطجي)، وجسدت واحدا من أهم أدوارها خلال مسيرتها السينمائية وهو شخصية (الغازية ناعسة) خلال أحداث الفيلم، وقدمت دور أيضا في فيلم (الزوجة الثانية)، والذي يعتبر من أبرز وأهم الأدوار التي قدمتها حيث جسدت دور زوجة شقيق العمدة (محمد نوح)، من أجل حفنة أولاد، الناس إللي جوه، الحرامي – (1969، سارق المحفظة، هروب – 1970)، بنات في الجامعة، بلا رحمة، السكين (1971)، ومن أشهر أفلامها أيضا هو فيلم (حكاية بنت اسمها مرمر)، وجسدت فيه دور (مرمر) بطلة الفيلم وتم عرضه في عام 1972.
وتوالت أعمالها السينمائية التي برعت في تجسيد كثير من الأدوار فيها، مثل أفلام: (يارب توبة، عودة الابن الضال – 1975، وعادت الحياة، حكمتك يا رب – 1976)، التلاقي – 1977، بنت غير كل البنات، امرأة بلا قلب – 1978، المغنواتي – 1979)، مطاوع وبهية – 1982، كدابين الزفة – 1986، احتيال – 1990)، رغبة متوحشة، لحظة خطر – 1991)، حكاية مدينة – 1999، العشق والدم – 2002)، العشق والدم – 2002)، وشاركت (سهير المرشدي) في إثراء الشاشة الصغيرة بما يزيد عن مائة مسلسل وسهرة تلفزيونية ومن بينها المسلسلات التالية: (الحب في زمن الإيدز، لص الثلاثاء، الظلال، أسير الماضي، خذوني معكم، خولة بنت الأزور، الوعد الحق، ليالي الحصاد، وحش البراري، الجريمة، الذئب الأزرق، جواري بلا قيود، ليالي الحلمية ، بوابة الحلواني، بيت العائلة، أرابيسك، قصة مدينة، حكاية بلا بداية ولا نهاية، عطشان يا صبايا، محاكمة الليالي، المرسي والأرض، لا أحد ينام في الإسكندرية، طريق الخوف، موعد مع الوحوش، النار والطين، أريد رجلا، طايع)، وذلك بخلاف بعض التمثيليات والسهرات التلفزيونية ومن بينها: (نصف شقة، لا عزاء للأقارب، الرحلة، رصاصة في العقل، جاهز وتفصيل، الشيخ شيخة، الرحلة، رصاصة في العقل، نصف شقة، لا عزاء للأقارب، موعد مع الزمان.
وعلى صعيد المسرح، يقول دوارة: قدمت (سهير المرشدي) مع فرقة (مسرح الجيب): يا طالع الشجرة (1963)، سهرة مع تشيكوف (1963)، بستان الكرز (1964)، المشخصاتية (الجيب 1971)، وبفرقة (المسرح القومي): رحلة خارج السور (1964)، حدث في أكتوبر، السؤال (1973)، النسر الأحمر (1975)، هي ومراتي (1977)، رقصة سالومي الأخيرة ( (1999، وبفرقة (المسرح الحديث): في سبيل الحرية (1965)، ليالي الحصاد (1968)، جواز على ورقة طلاق (1972)، الثأر ورحلة العذاب (1982)، الحامي والحرامي (1989)، للأمام قف ( (199، وبفرقة (المسرح العالمي): وراء الأفق (1964)، الأرملة الشابة ( (1964، وبفرقة (المسرح الكوميدي): معروف الإسكافي (1967)، الحب في حارتنا (1972) ومع فرق الدولة الأخرى: روض الفرج (وزارة الثقافة 1982)، إيزيس (وزارة الثقافة 1986)، دنيا المولد (الشباب 1990)، سوناتا الحب والموت (الطليعة 1997)، يوم من هذا الزمان (الغد 2003، أما مع فرق القطاع الخاص فقدمت: زقاق المدق (المسرح الحر – 1958)، المراية (المسرح العسكري – 1966)، يامالك قلبي بالمعروف (المدبوليزم – 1979)، وذلك بخلاف بعض المسرحيات المصورة أيضا ومن بينها: لعبة شهر العسل (1973)، الكراسي الموسيقية (1985)، التاج المسحور).
كما ساهمت في إثراء الإذاعة المصرية ببطولة عدد كبير من برامج المنوعات والأعمال الدرامية على مدار ما يقرب من نصف قرن، ومن بينها المسلسلات والتمثيليات التالية: ( الورثة المحترمون، أريد هذا الرجل، الأبيض والأسود، أهلا يا حب، مدرسة المشاغبين، الخطاب، ودارت الأيام، الفلوس والحب، بنت مدارس، الليل طويل، الطوفان)، وجدير بالذكر أنها تزوجت من الفنان الكبير كرم مطاوع وأنجبت منه ابنتها الممثلة الموهوبة جدا (حنان مطاوع).
أشهر أقوال سهير المرشدي:
** الفنان محمد عبد الوهاب أشاد بصوتي وسعدت جدا بذلك، ومن وقتها أتمنى خوض تجربة الغناء.
** أخاف جدًا من السينما لأنها أشد خطورة من المسرح.
** إذا أمتلكت المال سأنتج فيلما عالميا خصوصا أن لدينا نجوما ومؤلفين ومخرجين عُظماء.
** اشتبكت مع كرم مطاوع بسبب مسرحية (الحامي والحرامي) وعملتها رغم نصيحته لي بعدم الاشتراك فيها، وندمت على مشاركتي في المسرحية بعد ذلك: (قولت ياريتني كنت سمعت كلامه).
** بكيت عندما قال عني الكاتب أنيس منصور إن أنوثتي طاغية، و(قابلته وقولت له لماذا لم تقل فنانة أو ممثلة).
** أؤيد النقد دايمًا وأرى أن الفن جزء لا يتجزأ من النقد.
** لا أستطع أن أفعل شيئًا لا أحبه، وهذا ينطبق على حياتي الشخصية أيضا.
** أشفق على هذه الأجيال التي لم تتواجد في زمن أفضل، ولم تأخذ حظها مثلنا، فنحن جيل محظوظ عاش في عصر مليء بالمفكرين والمثقفين على كل المستويات.
** أنا ضد هذا العنف فهو خطر كبير على المجتمع، والسينما أصبحت دعوة للبلطجة، وهذا العنف، لابد أن يكون مدروسا بشكل دقيق قبل تناوله في أي عمل، وخاصة أن الذي يرى هذه النوعية من الأفلام فئات وشرائح من المجتمع قابلة للتأثر بهذا العنف.
** اعتبر الإذاعة بيتي الثاني بعد المسرح، واستفدت من خلال تقديمي للبرنامج الديني (مع الذاكرين) الكثير من المعلومات، فهو يقدم لنا تاريخا مليئا بالأحداث، ويجب على الإنسان أن يعرف تاريخه من حروب ومطامع من بلاد أخرى وأيضا الشخصيات التي ساهمت في صنع هذا التاريخ.
** من عيوبي إنني عصبية، يظهر ذلك جليا عندما أتعرض للظلم أو عندما يقع الظلم على أحد، حينها من الوارد أن أتحول إلى مجنونة.
وفي النهاية لابد لي من تحية تقدير واحترام للفنانة القديرة (سهير المرشدي)، التي لقبت بـ (إيزيس المسرح المصري، وصاحبة الألف وجه)، والتي ظل المسرح هو مجال عشقها الأول والأساسي الذي تستمتع بالوقوف على خشباته والتبتل في محرابه – على حد قول الدكتور عمرو دوارة – ولذا فقد حرصت منذ أول مشاركاتها المسرحية على أداء تلك الأدوار الرئيسية التي تضيف إلى رصيدها وتضيف هي إليها، فاستطاعت أن تثبت وجودها وتضع لاسمها مكانة متميزة وسط سيدات المسرح العربي سواء بالأدوار التراجيدية أو الكوميدية، كما استطاعت الفنانة المبدعة خلال مسيرتها الفنية أن تحفر لنفسها مكانة خاصة في قلوب الجمهور بأدائها المتميز الذي يتسم بالبساطة والطبيعية، والذي لم يكن إلا تجسيدا واقعيا لشخصية الفتاة أو المرأة المصرية الأصيلة، خاصة وأنها تتميز بوجه مصري بشوش يتسم بالجمال والملامح المريحة،.
وتلك المكانة المتميزة لم يكن بالطبع من الممكن تحقيقها لولا دخولها المجال الفني مسلحة بموهبتها المؤكدة وثقافتها الحقيقية وأخلاقها السامية، فاستطاعت خلال مسيرتها الفنية أن تصبح نموذجا مشرفا للفنانة المصرية الجادة والموهوبة والمثقفة، أو للمرأة المصرية والعربية بصفة عامة، ورمزا للالتزام الفني والأخلاقي، وهى سمات لم يتم استغلالها في عز تألقها ونضجها الحالي، من قبل مخرجي ومنتجي هذا الزمان للأسف .. فهل من نظرة فاحصة على واحدة من أساطين الفن المصري الحديث.