عاصي الحلاني وديانا حداد يعيدان الأغنية البدوية مجددا .. ولكن !
كتب : أحمد السماحي
يوم الخميس الماضي طرح كلا من المطرب (عاصي الحلاني) والمطربة (ديانا حداد) أغنية جديدة عبارة عن (ديو) مشترك بينهما بعنوان (عين القلب) كلمات الشاعر البداوي، و الشاعره البداويه!، ألحان وماسترينج سليم سلامه، توزيع غسان المرهج، ميكس مصطفى عبد الرضى، والأغنية تنتمي إلى اللون البدوي الذي غاب عن الساحة الغنائية بابتعاد رائدة هذا اللون مطربة البادية (سميرة توفيق)، وإن كان (عاصي) قدم في بداياته وعلى مدى مشواره بعض الأغنيات البدوية القليلة التى حقق من ورائها نجاحا كبيرا.
رغم جمال وعذوبة صوت وأداء كلا من (عاصي وديانا) ومحاولتهما التجديد، والخروج من نفق الأغنية العربية المظلم الذي تعيش فيه هذه الأيام، بسبب التكرار والملل والمفردات المستهلكة والألحان الرتيبة المقتبس معظمها من ألحان غربية وتركية وإيرانية، لكن جاءت كلام الأغنية البدوية صعب للغاية لا يفهمه غير أهل البدو والعشيرة، ويحتاج مترجم لترجمته حتى يصل للجمهور العادي.
وكنت أتمنى أن نستفيد من جماهيرية (عاصي الحلاني وديانا حداد) الواسعة، وجمال صوتهما، ونعيد تقديم الأغنية البدوية بكامل جمالها وبساطتها وإيقاعاتها، من خلال أغنية بدوية مفهومة الكلمات، كما جاءت كل أو مغظم أغنيات (سميرة توفيق) التى حلقت بالأغنية البدوية إلى السماء وأرست قواعدها، لكن يبدو أن الأغنية مجرد (سبوبة) أو نحتية لأحد الأمراء العرب الذي يرفض كتابة اسمه وكأن كتابة اسمه عار سيلحق به إلى يوم القيامة، رغم أن الغناء برئ من هؤلاء براءة الذئب من دم ابن يعقوب، والمطربين عادة لا يسألون عن سر عدم وضع هؤلاء لأسمائهم، المهم أن (أميرنا، أو شيخنا) أعطى (صرة) الدنانير لـ (عاصي وديانا) فسارعا بتقديم الأغنية، طالما سموه هيسعد بصوتهما وبالكلمات التى كتبها، والتى أبدع حقيقة الملحن (سليم سلامه) في تقديمها، وساعده الموزع الذي أسمع به لأول مرة (غسان المرهج) الذي وزع توزيعا فخما وشيك يليق بغناء الأغنية على المسارح.
تقول كلمات الأغنية التى لم أفهم ماذا تريد أن تقول وإن كنت قد استمتعت باللحن و بصوت (عاصي وديانا)! :
يتوسلّك صبحي بليل اقماره
وانه يلاقي م الغوا ويشليها
الليل يسأل نجمك وسمّاره
كيف الهوا طاب أوغدى يغريها
لبيك يا جهر الهوى و سراره
ونجوم ليلي والسما ومافيها
ما دون وصلك يا الموّد بشارة
ولا دون طلّك ظلةٍ نعنيها
والّا فتونك داج ليل أنوارا
يشعّ من ساقك تحت موطيها
كلما تصوّب عين قلبي انظاره
تميّز روح المغرم و مخفيها
انت الحياه إبروحي المحتارة
اللي تريدك لا تبغي تجفيها
وانت النظر و اللي سكنه و جاره
وانتَ النصخ و عروقي و ساقيها
ما كل فيه العشق كفو جدارة
ولا كل وجدٍ للروح بيسليها
صَوّبتني و شلّيت ألبي شارة
يللي تفكّ جروحي وتشفيها
بعد استماعي إلى الأغنية التى لم تحقق نجاحا ورواجا على موقع الفيديوهات الشهير (اليوتيوب) قلت بيني وبين نفسي خسارة أن يأتي التجديد ناقصا أو غير مكتملا، خاصة وأن الأغنية البدوية لها تاريخ طويل جدا عند الشعوب العربية بداية من مطربنا الكبير (محمد الكحلاوي) الذي كان أول من تخصص في مصر فى هذا اللون الغنائي بعد أن عاش سنوات في بلاد الشام، وعمل على نشره من خلال السينما الغنائية التى قدمها في أفلام مثل (رابحة، وأحكام العرب، وأسير العيون، وبنت البادية، وابن الفلاح، يوم في العالي) وغيرها.
وجاء بعد ومع (الكحلاوي) مجموعة من المطربيين والمطربات وقدم كل واحد منهم عدة أغنيات بدوية متميزة مثل المطربة التونسية (حسيبة رشدي) التى غنت اللون البدوي في السينما المصرية في نهاية الأربعينات وبداية الخمسينات في أفلام (طريق الشوك، ودماء في الصحراء) ومن أشهر أغنياتها (أيش بتريد من قلبي يا خاين)، كما غنى هذا اللون كلا من (لوردكاش، ورفيق شكري) فى فيلم (بنت البادية) للكحلاوي، وتخصصت المطربة (شافية أحمد) فى غناء هذا اللون في أفلام الفنانة (كوكا) التى كانت تستعير صوت (شافية) وتغني به في أفلامها البدوية.
ولا يمكن أن ننسى ونحن نتحدث عن الأغنية البدوية كوكب الشرق (أم كلثوم) التى كانت أول من قدم الأغنية البدوية في الثلاثينات من خلال فيلم (سلامة) حيث غنت أكثر من أغنية بدوية مثل (جولي ولا تخبيش يا زين، ايش تجول العين للعين)، و(عن العشاج سألوني).
وقد تخصص بعض الشعراء في الأغنية البدوية منهم المبدع الكبير (بيرم التونسي)، والملحن والشاعر اللبناني (عبدالغني الشيخ).