نفذت قنينة الغاز، ومر القطار فولدت أغنية (بابوري رايح، بابوري جاي) لـ موفق بهجت
كتب : أحمد السماحي
أجرى مطربنا السوري الكبير (موفق بهجت) – متعه الله بالصحة – خلال الأيام القليلة الماضية عمليه زرع (بيس ميكر) لتنظيم دقات القلب، وقد أعرب صوت (الغربة المتفائلة) لـ (شهريار النجوم) أنه الآن بصحة جيدة وقد تمت العملية بنجاح، وبهذه المناسبة يشكر الفريق الطبي الذي أجرى له العملية، ويرسل تحياته وسلامه لكل من سأل عن سر غيابه خلال الفترة الماضية.
وبدورنا نرسل لصوت البهجة المطرب الذي أمتعنا بأغنياته وأعماله الخالدة باقة ورد بلدي محملة بأرق الأمنيات الطيبة والآمال، متمنين له الصحة والسعادة فى عزلته التى اختارها بملء إراداته، ونتوقف بقدر من التأنى أمام حدوتة واحدة من أشهر أغنياته التى قدمها في بداية مشواره الفني وهى (بابوري رايح، بابوري جاي) منذ أسابيع قدمنا لكم نسختين من كلمات الأغنية، الأصل أو الكلمات الأولى للأغنية، والنسخة الثانية التى أجرى عليها (موفق بهجت) تعديلات بحيث جعلها أغنية وطنية تطالب بالوحدة العربية.
وقد روى الملحن الكبير (عبد الفتاح سكر) قصَّة أغنية (بابوري رايح رايح) فى أحد البرامج التليفزيونية، وقد اتصلت بمطربنا الكبير للتحقيق من الحدوتة فأكد صحتها، حيث يقول الملحن السوري الكبير: عام 1968 كنت أنا وشاعر الزجل اللبناني (عبد الجليل وهبي) والمطربين (فهد بلاَّن) و(موفق بهجت) نقيم في بيروت في شقة بإحدى الأبنية التي تطل على سكَّة القطار الذي كان – آنذاك – يعمل في لبنان، ولم يكن في جيبنا أية نقود لأنَّها كانت آخر همنا فنحن نعمل ونغني ونلحن ونبذِّر ما نقبضه، لذلك لم نكن نسكن في الفنادق.
وفي أحد الأيام اشتهى (فهد بلان) – أو الفهد كما كنا نطلق عليه – شرب كأس من الشاي، حاول عبثاً أن يبحث عن (صبحة) التي كانت تقوم بخدمتنا، ولكنه لم يجدها لأنها ذهبت لجلب الخبز، فقام من فوره ليعد بنفسه (برَّاد أو إبريق) الشاي، حاول إدارة فرن الغاز ولكنه وجد أنَّ قنينة الغاز قد نفذت!، فما كان منه إلا أن أخرج من من أحد أركان المطبخ (بابور جاز) وأخذ يدكُّ فيه، وما هي إلا لحظات حتى علا صوت ذلك البابور، بنفس الوقت وبنفس اللحظة مرَّ القطار على السكة التي كانت تشرف الشقة التي نسكنها عليها فأخذ صوت (بابور الجاز) الذي يضع الشاي عليه يختلط مع صوت صفير البابور (القطار) الذي يمر على السكة الحديد.
جاء (الفهد) سريعاً إلى الشرفة ليشاهد مرور القطار (البابور) وبيده إبريق الشاي الذي كان قد لونه ببقايا السكروالشاي، وفي هذه اللحظة لمعت الفكرة في رأس الشاعر (عبد الجليل وهبي) فاستلَّ قلمه وكتب:
بابوري رايح رايح
بابوري جاي
بابوري محمّل سكر وشاي
ليجمع ما بين كلمة البابور الخاصة بـ (القطار) وكلمة (البابور الجاز)، ولتكون كلمتي (سكر وشاي) موجودتين بالأغنية لمشاهدته آثارهما على الإبريق الذي أعدَّه (الفهد)، وما هى إلا فترة زمنية بسيطة أتت (صبحة) من مشوارها جالبة معها الخبز الطازج وأخذت تعد الإفطار، وعندما أتتنا به كانت قد وضعته على طبق، وقد وضعت كؤوس الشاي على (صينيّة) فاستغل (عبدالجليل) الموقف مرة ثانية، وكتب مطلع أغنية: (يا صبحة هاتي الصينية صبي الشاي ليكي و ليَّا)، و كان أن غناهما (موفق بهجت) وحققتا نجاحا ساحقا، وأغنية (يا صبحة) أذيعت فيما بعد في مسلسل (ملح وسكر) عام 1973 للنجم الكبير (دريد لحام) و(نهاد قلعي، وناجي جبر، ونجاح حفيظ) وغيرهم من النجوم.