الفلكي رضا العربي يكشف سر شفافية أحمد زكي !
كتب : رضا العربي
الفنان أحمد زكي حالة خاصة بين كل فناني جيله حالة شديدة الخصوصية والتفرد والشذوذ أيضا، ومقصدي بالشذوذ هنا هو خروجه عن المألوف في كل شي سواء في اختياراته الفنيه أو ملابسه أوحتي في نهجه الحياتي كل شي كان يقوم به كان يتميز بالغرابة لكننا كنا نصدقه وبشدة.. لكن هو نفسه عندما أدلي بهذا الاعتراف قال بالحرف الواحد: أنه لو سمعه من أي أحد آخر لم يكن ليصدقه.
ففي أحد البرامج الحوارية التي تم فيها استضافة الفنان أحمد زكي أدلي بالاعتراف التالي الذي لم يكن ليبوح به لولا إصرار مقدم البرنامج .. وتركيزه علي الدخول إلى هذه المنطقة في حياة أحمد ذكي، ذكر زكي أنه في أحد أيام شهر أغسطس شديدة القيظ كان نائما فوق السرير وبحكم العادة في أنه ينام نهارا ويستيقظ ليلا.. وعند الظهيرة تحديدا فتح عينيه فوجد نفسه نفسه بشحمه ولحمه وأبعاده في سقف الحجرة ينظر لنفسه من السقف ويري نفسه وهو نائم علي سريرة.
ولكن هذه الطيف الموجود بسقف الحجرة كان أبيض علي شكل غزل البنات.. وأخذ يقترب منه شي فشيا حتى دخل في جسده.. وإذا بأحمد زكي يسقط من فوق سريره ويهرول جاريا حافي القدمين إلى الشارع لا يدري كيف فعل هذا وكيف صعد مرة أخري ودخل الحمام وفتح الدش على نفسه وهو مرتدي البيحاما.. حتي يفيق مما ألم به من فزع وخوف.
وبعد هذا الموقف ذهب أحمد زكي إلى العديد من الأطباء النفسيين لاستشارتهم وأخذ رأيهم فيما شاهد ورأى.. حتى أنه ذهب للشيخ الشعراوي لأخذ رأي الدين ورأي الشيخ فيما حدث له لعدم اقتناعه بما قاله له الأطباء بأن ما رآه من أعراض الاكتئاب.. لكن الشيخ طمأنه وقال له هى رؤيا وكرامه وهبها الله إياه فينبغي أن لا يصرح بها لأحد.
ثم مرت السنون والأيام.. ونسي (أحمد) هذا الموقف حتي جاء يوم تعرض فيه العبقري صلاح جاهين لوعكة صحية شديدة.. وصلاح جاهين يعتبر لأحمد زكي بمثابة الأب.. وكان دائما يقول أحمد ابني اللي ما خلفتوش.. فكانت العلاقة بينهما شديدة التفرد، لكن من مساؤئ القدر أيضا أن أحمد في نفس الفترة شعر بألم أسفل منطقة الكبد.. وهو الذي لم يشتكي من شي قط طيلة 35عاما.. فطلب منه الطبيب المعالج له أن يسافر إلى لندن فورا لإجراء بعض الفحوص هناك وليطمن علي نفسه اكثر.
ذهب أحمد بالفعل الى لندن وفي عقله وذهنه صديق عمره وأبيه الروحي صلاح جاهين فطلبه تليفونيا للاطمئنان عليه فردت عليه زوجته وأخبرته انه بخير، ولم تشأ أن تخبره بتعب صلاح لعلمها أن أحمد يعاني تعبا هو الآخر.. بعدها دخل أحمد ذكي نفس المستشفي التي كان يعالج بها العندليب عبد الحليم حافظ، حتي إنه تعجب أن وجد نفسه موجود في نفس الحجرة وبين يدي نفس الطبيب المعالج لحليم.. فقال (بس كملت).
وضحك أحمد زكي من سخرية الأقدار.. فقام الطبيب المعالج لأحمد زكي بإعطاء الأوامر بتجهيزحجرة العمليات فورا له لأن حالته خطيرة وتستلزم إجراء جراحة فورية وعاجلة.. فامتثل أحمد لأوامر الأطباء وأجرى الجراحة بالفعل، إلا أنه بعد خروجه من حجرة العمليات كان في باله صديقه وأبيه الروحي صلاح جاهين.
وإذا به يري صلاح جاهين بنفس غزل البنات الذي راه من قبل في سقف الحجرة ينظر إليه بشدة ويدور حوله بالغرفة.. فطلب أحمد زكي من المرافقين له التليفون ليطمن بنفسه على صديقة.. لكن الأطباء رفضوا طلبه حرصا علي حياته.. ولعدم إخباره بأن أبوه الروحي قد رحل وترك الحياة منذا لحظات.. وأخفى الجميع الخبر عن أحمد زكي عدة أيام إلا أنهم تحت إصراره أخبروه بخبر رحيل ووفاة صلاح جاهين فلم يستطع أحمد زكي الصراخ.. أو البكاء إلا أن ماحدث كان أعجب.
فإذا بالغرز الخاصة بالعمليه الجراحية التي أجراها أحمد زكي تفتح وتفر كخيط التريكو، وإذا بالأطباء يصرخون ويهبون لنجدته ولا يدرون تفسير لما حدث رغم غرابة الموقف.. بعد فترة عاد أحمد زكي إلى مصر وبعد شفائه لم يبحث ولم يسال أحد عن تفسير لما رآه مكررا في حجرتة في المستشفي لكنه صعق عندما سمع من زوجه صلاح جاهين يوم وميعاد وساعة وفاة صلاح فإذا بها نفس اللحظة ونفس الساعة ونفس اليوم التي رأى فيها أحمد زكي صلاح جاهين بسقف حجرته يطوف حوله وينظر إليه.
ويضحك أحمد زكي ويزكر لمقدم البرنامج أن آخر مرة رأى فيها غزل البنات كان علي صورة ابنه هيثم.. وهو يستحم.. ولكنه لا يتحرك. ويعلوا ضحكه…. لكن الغريب أنه بعدمرور السنين وبعد وفاة أحمد زكي نفسه وجد هيثم أحمد زكي ميتا في حمامه.. تماما كما رأه والده.. تري ما تفسير ذلك.. وكيف نحكم علي هذا النجم الذي حيرنا حيا وميتا.