* عام 1960 شاعت في الوسط الفني ظاهرة (الحسناء والمذيع)
* صباح قابلت أحمد فراج أول مرة بجفاء شديد، وسفر (طاهر أبوزيد) لسوريا ولد الحب بينهما !
* لمياء الشقيقة الكبرى لـ (صباح) تزور مصر لتخبر شقيقتها برفض الأسرة للزواج.
* صباح تفجر مفاجأة كبرى وتعتنق الدين الإسلامي، وتؤدي الصلوات في وقتها وترتدي ملابس محتشمة !.
* في العيد الأول لزواجهما صباح تهدي سيارة لأحمد فراج.
كتب : أحمد السماحي
على مدى مشوارها الفني كانت (صباح) تغني لأنها هى نفسها أغنية على شفتي الحياة، هذه الأغنية التى تتجاوب مشرقة مع آذان الملايين، لم تفقد تفاؤلها منذ أن وجدت نفسها على بداية طريق النغم، كان كفاحها شاقا ومريرا، وحياتها الخاصة مليئة بالعذاب، ومع هذا كان غناؤها متفائلا وفيه أمل، وظل إحساسها بالتفاؤل ينتزع أشواك الطريق من تحت خطواتها، حتى أصبحت هذه المطربة تعنى عند جمهورها الشباب والجمال والزهرة المتفتحة، ولا أحد يدري كم الكوارث والخيانات والقهر والمعاناة التى تعرضت له!، بداية من مقتل شقيقها لوالدتها، مرورا بطمع والدها في مالها، وصولا لزيجاتها الكثيرة الفاشلة التى سببت لها صداع دائم.
ظاهرة الحسناء والمذيع
غنت (صباح) ونجحت، ومثلت في السينما فتفوقت، وأصبحت تجمع بين الغناء والتمثيل لا تغض من أحدهما شيئا على حساب الآخر، عام 1960 شاعت في الوسط الفني ظاهرة (الحسناء والمذيع) أعني الحسناء التى يفتنها المذيع، والمذيع الذي تفتنه الحسناء وينجذب السالب إلى الموجب، ويلتئم الشمل في بيت سعيد، وفى القائمة عندنا قصتان لمذيعين وفنانتين، وينبغي طبقا للاتيكيت أن نقدم الفنانتين على المذيعين، ونقول أنهما (صباح، وليلى فوزي)، يقابلهما (أحمد فراج، جلال معوض).
بعد شهور قليلة من زواج (ليلى فوزي وجلال معوض) في يناير عام 1960، أعلنت المطربة (صباح) في التاسع من أبريل، زواجها من المذيع المتألق آنذاك (أحمد فراج)، وكان الخبر صادم ومفاجئ للجميع، والكل تسأل بدهشة: صباح، وفراج كيف؟! صباح الدلع والدلال والحرية والملابس المكشوفة، و(فراج) صاحب البرنامج الديني (نور على نور) الذي يستضيف أهل القرآن، الملتزم، الذي يستحي من خياله، كيف؟ (أحمد فراج) الذي كان ينتقد بشدة الأداء الفني للمطربة الشهيرة، وكان يرفض مشاهد الآهات والتقصاعات ولعب الحواجب والعيون، وقبل أن يفيق الجميع من الصدمة، أعلنت (صباح) قنبلة أخرى مدوية أطلقتها في المجتمع المصري والعربي حيث أشهرت إسلامها.
جفاء وفتور
تعالوا نعود لبداية قصة الحب، كانت (صباح) بعد طلاقها من (أنور منسي) ومن بعده الأمير الكويتي (عبدالله المبارك الصباح) تبحث عن الرجل المهذب الذي يحترمها ويناديها يا سيدتي، كأنه أحد رجال البروتوكول في قصر بكنجهام، وابتسامة من طرف فمه وضحكة متحفظة، وفوق هذا كله يكون يمتلك قلبا طيبا، في شهر يناير عام 1960 حضرت فرح زميلتها (ليلى فوزي)، ولم تكن تدري أن القدر يخبأ لها مفاجأة من العيار الثقيل مع واحد من الذين (لا تستخف دمهم!) لأن قلبها لا يعرف الكره.
قابلت (أحمد فراج) لأول مرة وجها لوجه، كانت تعرفه كنجم إذاعي شهير يقدم واحد من أشهر البرامج الدينية وهو (نور على نور) – قبل أن يتحول إلى برنامج تليفزيوني مع بداية التليفزيون – وكانت علاقتها به يشوبها بعض الجفاء، بسبب قسوته في نقدها لشخصها ومظهرها وفنها، وفي ليلة (فرح ليلى وجلال) حاول أن يقترب منها ويسلم عليها فسلمت عليه بطرف أصابعها وأعرضت عنه، وذهبت وعانقت صديقتها (برلنتي العشري) زوجة المنتج الشهير (حسن رمزي)، وتبادلا الهمس والضحكات العالية.
وأثناء حديثها مع (برلنتي) حضر صديقها المذيع (طاهر أبوزيد) وسلم عليها، وبعد الترحيب به سألته عن مصير إذاعة أغنياتها الجديدة التى سجلتها للإذاعة المصرية؟ فقال لها: أنه لا يدري متى ستذاع؟!، والمشكلة أنه سيسافر بداية من غدا إلى سوريا لتسجيل بعض حلقات من برنامجه (جرب حظك) هناك، وفجأة صرخ بخفة دمه وقال: وجدت من يستطيع أن يتابع لك أمر الإذاعة مع المسئولين في الإذاعة، ويخبرك بموعد إذاعة أغنياتك؟! فقالت له الشحرورة بلهفة: من؟! فقال : أحمد فراج! فقالت: يا ساتر ملقتش غير ده!، ده مش بيحبني ولا بيحب أغنياتي!، فقال لها: ده فراج طيب جدا والله، استني ما أعرفك عليه!.
ونادى بالفعل على زميله، وحضر (فراج) وتم التعارف بينه وبين (صباح)، وفي نهاية التعارف الذي تم على مضض من الشحرورة، طلب منها رقم تليفون منزلها ليتصل بها عندما يعرف موعد الإذاعة!، وأعطته رقم التليفون، وفي اليوم التالي اتصل بها ليخبره الموعد، دون أن يتوقع أنها البداية نحو الحب الكبير، تكرر الاتصال كالعادة، واكتشفت مع الأيام أنه طيب جدا ومليئ بالحنان، وولد الحب بينهما وقررا أن يتزوجا!.
ثورة في بيت الشحرورة
أرسلت (صباح) برقية إلى أسرتها في لبنان تخبرهما بقرب زواجها من المذيع (أحمد فراج)، وعارضت الأسرة بشدة، ويوم إتمام الزواج جاءت (لمياء) الشقيقة الكبرى لـ (صباح) من لبنان لتخبرها رفض الأسرة، لكنها عادت إلى لبنان على الفور وكان شيئا غريبا فـ (صباح) تحب شقيقتها (لمياء) جدا وتعتز برأيها في كل شيئ وترضيها في كل ما تشير به عليها، ولكن (صباح) تركت شقيقتها الكبرى تعود إلى لبنان دون أن تسعى لإرضائها وقالت لها: أنا سعيدة بزواجي من (أحمد) وسعيدة جدا.
صباح تعلن إسلامها
قررت (صباح) أن يتم الزواج والإقامة في شقتها في عمارة برج النيل في الجيزة، وبعد الزواج مباشرة بدأت تتلقى باقات الورود من زملائها، وترد على التليفون في سعادة، وتسرب الخبر إلى الصحافة، وهبت رياح عاصفة على الحبيبين، وانتقد الشارع المصري الزيجة بقوة، لكن (صباح وفراج) وقفا في وجه الريح بقوة حبهما حتى هدأت تماما بعد شهور قليلة، وإذا كانت سفينة حبهما لم تمض على صفحة رائقة من كلام الناس والحساد فإن الحب كان أقوى من كل شيئ، وحتى تهدأ العاصفة تماما فجرت (صباح) مفاجأة من العيار الثقيل حيث أعلنت اعتنقاها الدين الإسلامي!، وكانت هذه المفاجأة سبب في فتح النار على (الشحروة) من أسرتها، ومن بعض الأقباط المتشددين!
صباح تؤدي الصلاة في أوقاتها
مضت الأيام بالزوجين السعيدين، مضت وسعادتهما تزداد يوما بعد يوم، وفي أحد الأيام سألها أحد الصحفيين ماهي أسعد اللحظات التى تمر بحياتك اليومية؟، قالت في سعادة: إنها اللحظات التى استيقظ فيها قبل صلاة الفجر لأؤدي الصلاة مع أحمد، هو يؤمني، ثم استمع إليه بعد الصلاة وهو يقرأ قرآن الفجر، ولم تنته المفاجآت فقد ظهرت (صباح) فى إحدى الحفلات العامة وقد ظهرت بملابس لا تكشف إلا عن يدها ورأسها فقط وقالت يومها أنني أرتدي هذه الملابس الحشمة نزولا على رغبة (أحمد فراج).
اختفاء من الوسط الفني
هكذا مضى العام الأول والزوجان يتمتعان بأحلى ألوان السعادة الزوجية، وقد لوحظ أن (صباح وأحمد فراج) قد أختفيا عن سهرات الوسط الفني، وأن (صباح) قد بدأت تعرف سهرات من نوع جديد، سهرات تضم مجموعة من رجال الدين والثقافة، وتطرح فيها الموضوعات التى يناقشها (أحمد فراج) في برنامجه (نور على نور)، كانت (صباح) تتحدث عن سعادتها مع كل من تلقاه من زميلاتها وزملائها، وفي أول عيد زواج لهما أهدت زوجها سيارة، لكنها لاحظت مع مرور الأيام انه يترك السيارة ليركب سيارتها هى فقالت له : إن ركوبك لسيارتي يعرضك للقيل والقال! فقال لها: أنه يجد سعادة في القرب منها مهما قيل!.
3 رجال وإمرأة
وأحب منتجي السينما أن يوثقوا قصة حب (صباح وأحمد فراج) من خلال فيلم سينمائي فعرض الكاتب والسيناريست الكبير (السيد بدير) على (صباح وفراج) بطولة فيلم (ثلاثة رجال وإمرأة) بطولتهما مع (كمال الشناوي، وسعاد حسني، وعبدالسلام النابلسي)، وأعجب الاثنين بالقصة وبدأ تصوير الفيلم في أجواء مليئة بالحب والسعادة، وفيه غنت الشحرورة لـ (فراج) أغنيتها الشهيرة (الحلو ليه تقلان أووي، باين عليه زعلان أووي)، كلمات فتحي قورة، وألحان محمد الموجي، وعرض الفيلم وحققا نجاحا كبيرا، وحققت أغنية (الحلو ليه تقلان أووي) نجاحا ساحقا، ومازالت من الأغنيات الناجحة والمطلوبة للشحرورة.
أول عاصفة
في أحد الأيام عاد (أحمد فراج) مبكرا إلى المنزل كعادته وكان وجهه مكفهرا وغاضبا أشد الغضب وسألته (صباح) مالك: وهنا انفجر كالبركان!
…………………………………………………………………….
فى الحلقة القادمة
* صباح ترفض تأدية فريضة الحج لهذه الأسباب!.
* أحمد فراج يطلب من صباح إنجاب ذرية تحمل اسمه.
* أحمد فراج يطلب الهداية لزوجته فطلبت صباح الطلاق.
* صباح تتصل بجريدة أخبار اليوم وتخبرهما خبر الطلاق قبل أن يقع!.