أحمد الجميري .. وفرة النغم، وجمال الغناء في (يكبر علينا العشق)
كتب : أحمد السماحي
يرى الملحن الرائد (كامل الخلعي) في كتابه (الموسيقى الشرقي) الذي صدر في العشرينات من القرن الماضي، (أن المغني المتمكن هو من كان صوته شجيا، وصورته مقبولة، وكلامه سليما، يسلم من عيوب النطق والتشدق، وله قدرات التحكم في طاقاته الصوتية)، وكل هذا الكلام ينطبق على مطربنا العربي الكبير من دولة البحرين الشقيقة (أحمد الجميري)، الذي يجيد الغناء مثلما يجيد التلحين، والذي لم يغن إلا كل ما هو جميل وراقي، ويتمتع بصوت مشرق، واضح النبرات، سليم النطق، صريح القسمات، يتميز بالصفاء ووفرة النغم.
وهو كفنان عربي يؤمن ببعث التراث العربي والتأثر بجديد النغم، وهو في اختياراته لكلماته يميل إلى الكلمة المعبرة، ويبتعد عن الكلمة الهابطة، واستفاد في هذا من نشأته البحرانية حيث عراقة النظام العربي وجمال الكلمة المستمد من موقع البحرين الخليجي المتوسط كمعبر مهم بين الموروث والمستحدث، بين الوافد من الشرق، والوافد من الغرب، من دون تجاهل لقيمة الاستلهام التراثي العربي.
لقد بدأ الصعود اللحني والأدائي لـ (أحمد الجميري) منذ أوائل السبعينات، وهو بهذا ينتمي إلى الجيل نفسه الذي بدأ مع السنوات الأخيرة من عطاء العندليب الأسمر (عبدالحليم حافظ)، وهو جيل نذكر من أسمائه (هاني شاكر، عفاف راضي، وليد توفيق، ماجدة الرومي، محمد منير) وغيرهم.
وفي الأغاني التى أداها (الجميري) من ألحانه يهتم بالعودة إلى مخزون الشعر العربي الرصين، فيلحنه ويقدمه في تناول وشكل فني جميل ورائع، وهو في تلحينه لهذا اللون من الأعمال الغنائية يبدو واضح التأثر بأستاذ فن تلحين القصيدة في اللحن العربي الموسيقار (رياض السنباطي).
وكما ينجح (الجميري) في تلحين القصائد، ينجح أيضا في تلحين الأغنية الخفيفة، ويحقق المستوى نفسه من النجاح والجماهيرية في تنويعه لألحانه التى قدم منها عشرات الأعمال العاطفية التى حرص فيها على التناول المحترم للكلمات التى تميل للأسلوب الرومانسي، مع الاهتمام بالتعبير اللحني المناسب مثل (يا الزينة ذكريني لي غيبتني بحور، وبشوق ناديني يمكن الدنيا اتدور)، و(هلا باللي لفاني يا هلا به، عدد دقات قلبي في غيابه)، و(يا حبيبي هزني يوم الوداع، وافترقنا عقب ما كنا جميع، تحكم الاقدار وامر الله مطاع، ماكتب ملزوم حنا له نطيع، هكذا الدنيا فراق واجتماع)، و(لو جريت جري الوحوش، غير رزقك ما تحوش)، وغيرها من عشرات الأغنيات الباقية في وجدان عشاق الطرب والغناء الأصيل.
هذا الأسبوع في باب (غلاف ألبوم) سنتوقف عند ألبومه الممتع المشغول بالتنوع والجمال (يكبر علينا العشق) الذي طرح عام 1999، وكان نقلة نوعية للمطرب البحريني من حيث الكلمات والألحان الشجية الممتعة المليئة بالتنوع الشديد، بين المقامات اللحنية المختلفة.
يتضمن الألبوم الذي أنتجته شركة (النظائر) ستة أغنيات هى: (ما طاعني) من الحان الدكتور عبدالرب ادريس، و(يكبر علينا العشق) من كلمات علي عبدالله خليفه، وألحان أحمد الجميري، و(ولد عم القمر) من كلمات مساعد الرشيدي، وألحان صالح الشهري، ويتضمن الوجه الثاني ثلاثة أعمال من ألحان الجميري جميعها وهى (حبيب بر الشمال) كلمات الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، و(لا ترجعين) من كلمات حسن سلمان كمال، و (الكرز) من كلمات فهد عافت.
تميز غلاف الألبوم بالشياكة والجمال، وتضمن صورة جميلة للمطرب مع كتابة عنوان الألبوم بشكل واضح، وكذلك اسم أحمد الجميري.