شهر عسل غامق .. !
بقلم النجمة الكبيرة : فريدة سيف النصر
بعد ما أخدت المفتاح وجريت على بيت ستي ودخلت أوضتها وهات ياعياط .. كان متحوش كل السنين دي .. ممنوع أعيط من بعد ماماتت ستي .. وإلا كنت أبقى نكدية وصباحي وحش .. ويوووه ياما سمعت كلام من مرات أبويا قبل مايشحنوني عالأسكندريه بلد أمي عند الخالة .. ياللا مايجيش منه .. (ده كلام ماما لوزة بالحرف اللي جاي قالت لي وأنا فريده باسمع بقلبي).
لوزة وهى بتحكي لقيتها طفلة صغيرة بعيون بتلمع كلها ذكاء وشقاوة .. قالت : من كتر ماقعدت مع كبار بقيت قرشانة صغيره .. بأقول أمثال وحاجات غريبة .. ولما لقيت أبويا سي محمد أفندي .. وليه بأقول سي محمد أفندي لأني قررت أحرمه من كلمة بابا زي ما انحرمت من كلمة ماما .. حسيت اني غيرانة علي أبويا اللي مش عارفة اتهني بيه .. وافتكرت كلام (أم كامل شغالتهم اللي اسمها حربية) .. وكنت دايما أقول لها حربية يعني ايه .. تقوللي يعني حرب ولها أخت اسمها حرية .. كانت بتسليني لما اقف علي ايدها وهى بتنظف أو بتعمل أكل .. المهم افتكرت مثل بتقولوا ( اللي تغلب به العب به) .. يعني ماتفرطش في طريقه تنجحك.
ما أنا كنت غلباوية كل حاجه أسأل واستفسر وافهم .. وقولت لنفسي لما باعيط بيسمعوا كلامي ونزلت عياط كان بجد والله علشان هايوحشني .. و فضلت أقول عايزه ستي عايزه ستي .. جم كلهم ورايا والست أم (ف) قالت لهم اتوكلوا على الله انتم سافروا وانا هاراضيها .. وأنا أزود في العياط .. (المفاجأه) ان (ف) مرات أبويا قالت :لا وغلاوة سيدنا النبي ما أنا متحركه غير لما لوزة ترضى وأن مارضيتش مش مسافرة .. وإلا رجلي علي رجلها .. دي حبيبتي أنا دي.
أنا خرست ولقيتها جنبي بتمسح دموعي وخدتني في حضنها .. بصوا أنا كتير حضنوني لكن (ف) غريب حضنها شبه حضن ستي .. أنا خوفت وبعدت عنها.. قالت لي خلليكي في حضني يالوزة علشان أنا مش هاسيبك أبدا .. أنا عارفه انتي شوفتي ايه ثقي فيا وجربيني .. أنا وستك كنا بنحب بعض هى مربياني قبلك .. وعلي قد حبي لها هاتشوفي هاعمل معاكي ايه من قلبي .. كل ده وأنا مذهولة .. وكملت : قولي يالوزه نسافر ولا لأه .. أنا مارديتش .. قالت لي تحبي تيجي معانا وأهو أول مرة نسافر عيلة مع بعض .. أنا بصيت لها وبصيت لأبويا اشوف موافق ولا لأه ما أنا عايزه أروح معاه .. لقيته .. بيقوللي اللي تقول عليه فاطمة يمشي ياللا لبسيها .. أنا جريت فتحت الدولاب بتاع ستي اللي بقي دولابي وأوضتي .. وسألتهم هانروح فين؟ : قالوا اسكندريه وهو في أحلي منها .. بلد امك يالوزة.
فقولت لأبويا هانزور الخالة (س) قال أكيد لازم أعرف أهل أمك على أمك الجديدة .. روحت من غير ما احس مطلعه الفستان الأصفر .. أبويا قال ماعندك حاجات أجدد قولت له أنا عايزه أخده معايا مش هاروح بيه .. وكنت غريبة أوي وعارفه هاعمل ايه .. تقريبا كده مابنساش .. ولبسنا ونزلنا ووش أم (ف) مش مبسوط لكن أنا بصيت لها بانتصار .. والحقيقه مرات أبويا مسكت إيدي واحنا بننزل لدرجة أنا بصيت في عينيها عايزه أقول أول مرة حد يمسك إيدي حتي أبويا أنا اللي باتشعبط فيه.
وركبنا حنطور وبعدين تروماي، وبعدين قطر .. وكل ما أبص على حاجة من غير ما اتكلم .. تقول له هات ياسي محمد كازوزة للوزة .. هات أرواح (يعني بومبوني) وهات وهات ونعست صحيت علي صوت أبويا لقتني في حضنها راسي علي كتفها مغطياني بشالها ونايمة .. راسها علي راسي .. أبويا قال ياللا ياهوانم وصلنا .. كنت فرحانة ومزقططهة .. وكنت مرة شفت بنت ماشيه في النص ماسكه إيد ابوها وأمها.. روحت عامله كده أول مرة إيديا الاتنين يمسكوا في حد.
الحنطور وشكل البحر الأزرق وجماله خدنا من المحطه ودانا فندق اسمه متروبول .. أبويا حاجز فيه جناح عرسان .. حلو أوي فندق كله خشب والناس بقت مستغربه إزاي شهر عسل وأنا فيه؟ .. الراجل سأل ردت مرات أبويا دي بنتنا واحنا جايين نحتفل بيوم ما اتجوزنا .. وفتحنا الجناح حلو أوي والفراندة عالبحر .. أنا باعشق الأسكندريه .. الدم يحن أهل أمي وبلدها .. لكن دلوقتي بقي مادام فاطمة حلوة معايا كده مش هاضايقها الباب خبط جايبين سرير صغير أنا لوحدي قولت له هاته هنا وخلليته حطه في الصاله وخدت حاجتي حطتها جنبي.
أبويا قال لا يالوزه انتي تنامي جنبها وأنا هنا .. قولت له لأه أنا اتعودت أنام لوحدي في أوضة ستي .. وأنا كبرت خلاص .. ضحك وحضنني وقال نتغدي هنا ولابره إيه رأيكم؟ .. إيه رأينا أنا بيتاخد رأيي أنا مبسوطة أوي .. يارب تفضلي كده يافاطمة وتفضل كده ياسي محمد .. وقال نتغدي ونعدي علي قرايب أمك يالوزة .. وأنا أخدت الفستان الأصفر معايا في شنطه .. قالولي ايه ده قولت لهم أصله كان عاجب بنت (س) وانا كان لازم أسيبهولها .. وخرجنا وأكلنا في بحري .. أنا مبسوطه أوي .. وقال لنا ياللا نعدي علة خالة (س) نسلم عليهم ونعرفهم علي فاطمة .. والحقيقه أنا بس اللي كنت باتكلم .. ولأقول رأيي..اما الست فاطمه كل حاجه تقول اللي تشوفه ياسي محمد .. وجبنا حلويات وهريسة من عالبحر محلات كتير .. وروحنا لهم .. ووالله العظيم فعلا ياريتنا ماروحنالهم.
اللي حصل عيب ولأول مرة أرد وأحس إني وفاطمه وأبويا شخص واحد .. (كل ده أنا والله باختصر) لسه بقي مشاكل ورث أمي ليا أنا .. وقلة ذوق مع أبويا .. وربنا معاهم لأني أنا فعلا بقيت واحده تانية طبعا .. سن المراهقه يالوز. واحنا لسه شوفنا حاجة .. ؟!.