في ذكراه الـ 47 تعرف على الأغنية التى (سب) فيها فريد الأطرش سميرة توفيق !
كتب : أحمد السماحي
رغم كثرة الأغنيات التى قدمتها المطربة اللبنانية (سميرة توفيق)، وتعاونها مع أساطين الكلمة واللحن، وتكوينها لثنائيات غنائية معهم فى أغنيات كثيرة، إلا أنها لم تتعاون إلا مرة واحدة مع الموسيقار المبدع (فريد الأطرش) الذي نحيي اليوم ذكرى رحيله الـ 47، حيث رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 26 ديسمبر عام 1974، لكن لماذا اقتصر التعاون عن مرة واحدة؟ وما هى الأغنية الوحيدة التى لحنها الموسيقار الكبير لمطربة البادية؟ هذا ما سنعرفه خلال السطور القادمة:
في بداية السبعينات كانت لبنان قد أصبحت المقر الدائم تقريبا للموسيقار (فريد الأطرش)، وعندما طالت إقامته بها واستقر به الحال في منزله بدأ يتعاون مع الأصوات اللبنانيه مثل (وديع الصافي، عصام راجي، فدوى عبيد) وغيرهم، ووقتها اقترح أحد الأصدقاء عليه فكرة تمليك (ملهى ليلي) ليعينه أولا على متطلباته الماليه للعلاج وليقضي فيه وقته، ويجد تسلية تنسيه مرضه ووحدته وقد استطاب الموسيقار للفكرة ونفذها على الفور.
وأثناء ذلك زارته المطربة (سميرة توفيق) ومعها المنتج الشهير (تيودور خياط) صاحب شركة الأسطوانات الشهيرة، وطلبت منه التعاون في عمل غنائي مشترك، ورحب الموسيقار الكبير بمطربة البادية خاصة أنه من المعجبين بصوتها، وكان قد تعرفا عليها عن قرب في باريس أثناء قيامها عام 1964 ببطولة فيلم (بدوية في باريس) مع رشدي أباظة، وهو كان يصطاف هناك فى هذه الفترة، وبدأ الموسيقار (فريد الأطرش) يبحث عن كلمات مناسبة لتكون بداية التعاون بينه وبين المطربة السمراء، ولم يطل بحثه كثيرا حيث وجد ما يبحث عنه عند الشاعر اللبناني الشهير (ميشيل طعمة) الذي أعطاه كلمات أغنية (بيع الجمل يا علي) وبدأ يشتغل عليها، وبدأ (الأطرش) يترد على منزل المطربة (سميرة توفيق) حيث تعيش مع أسرتها المكونة من والداها وأشقائها.
وبعد انتهاء موسيقارنا المبدع من تلحين المطلع والكوبليه الأول، اتصل بالتليفون بالمطربة اللبنانية وأسمعها ما لحنه فأعجبت به وحفظتهما، وأثناء ذلك طلب منها أن تزوره في منزله ليقوم بتحفيظها باقي الكوبليهات، لكنها رفضت بأدب، وطلبت منه أن يزورها هو في بيتها، خاصة أنه رجل ولن يتحدث أحد عن زيارته لها خاصة أنها تعيش مع أسرتها.
ونترك السيدة (سميرة توفيق) تستكمل الحكاية كما حكتها في أحد البرامج التليفزيونية في التسعينات فتقول: بعد أن حفظت المطلع والكوبليه من أغنية (بيع الجمل يا علي) أصر (فريد الأطرش) أن أزوره في بيته لأحفظ باقي الكلمات واللحن، وأنا أصريت على عدم زيارته، وقلت له إذا كنت تريد أن أحفظ باقي الكلمات واللحن، شرفني في منزلي، وتوتر الجو بيننا هو أصر أن أزوره، وأنا أصريت على موقفي، وعدم زيارته!.
وهنا تدخل موزع الأغنية الموسيقار (رفيق حبيقة) وقام بتهدئه الأمور بيننا وجاء إلى منزلي وقام بتحفيظي اللحن كما لحنه الموسيقار (فريد الأطرش)، لكن بقيت مشكلة فالأغنية بها (موال) في منتصفها، وأصر (فريد الأطرش) أن يعرف كيف سأغنيه؟!، وهنا تدخل منتج الأسطوانات (تيودور خياط) وطلب من الموسيقار (فريد الأطرش) أن يحضر يوم التسجيل ويسمع الموال بنفسه في الاستديو، ووافق (الأطرش).
وتضيف مطربة البادية : ويوم التسجيل أصر (فريد) أن أحضر قبل منه، وأنا أصريت أن يحضر هو قبلي، وطلبت من العاملين في الاستديو أن يتصلوا بي فور حضور (الأطرش)، خاصة أن بيتي فى (الحازمية) قريب جدا من الاستديو، وهو فعل نفس الشيئ، وحتى ينقذ المنتج (تيودور) الموقف وينتهي تسجيل الأغنية على خير، اتصل بي دون علم أحد، وطلب مني سرعة الحضور نظرا لوصول (الأطرش)، وعمل نفس الشيئ مع الموسيقار الكبير، حتى أننا فوجئنا بوصولنا في نفس اللحظة، وتقابلنا عند باب الاستوديو فضحكنا فى نفس اللحظة وأحتضنني (فريد الأطرش) وقال لي: (حتى دى مقدرتش عليكي فيها) وانتهى الموقف .
وتستكمل البدوية العاشقة التي احتفلنا أمس بعيد ميلادها باقي الحكاية فتقول : بمجرد أن دخل (فريد الأطرش) الاستديو دب فيه النشاط، وتحول إلى شاب صغير، وجلس على الأرض واحتضن عوده، وبدأ يجري البروفات النهائية مع (الكورس)، وجاء عند الموال الموجود فى منتصف الأغنية، وطلب مني أن يسمعه لأنه لم يحفظه لي، فقلت له أفضل أن تسمعه مع الأغنية، ونظرا لطيبة قلبه وافق، ودخلت أنا الاستديو، وجلس هو مع والدي في الغرفة الملحقة للاستديو يسمعونني.
وعندما بدأت غناء (الموال) عملت حركة بصوتي مع وجود (بحة) معينة، ففوجئت بأن الموسيقار (فريد الأطرش) يصرخ ويسب في ولم ينتبه لوجود والدي بجواره من كثرة إعجابه بما فعلته، وعندما تنبه لوجود والدي اعتذر له وقال له : (أصل سميرة عملت شيئ خارق وهى تغني الموال) فضحك والدي وسامحه على سبه لي!.
وكان من المقرر أن يكون بيننا لقاء ثاني وبالفعل اتفقنا على أغنية مازالت كلماتها موجودة عند أخي، لكن الموسيقار (فريد الأطرش) انشغل بأعمال الغنائية والسينمائية، وبعدها رحل دون أن يحدث اللقاء الثاني بيننا.