الإعلام الديني غائبا، والفتنه مستمرة !!
بقلم : علي عبد الرحمن
مصر أرض التوحيد من قديم الأزل وشعبها عبد الإله الواحد ورسالتها للعالم أجمع أنها مهد الحضارة ومشرق شمسها، وأنها مسرى الأنبياء والرسل وأنها موطن شعب سمته الاعتدال والتسامح وأهل مصر متدينون، ولما دخلها الإسلام دعم ثقافة التعايش والتسامح ومصر بلد الأزهر قبلة أهل السنه في العالم وبها الجامع والجامعه والمشيخة والإمام، ومنها خرجت قوافل الأزهر للتنوير إلي كل بلدان العالم.
ولكن بعد حروب الحدود والاستقلال في منطقتنا ثم حروب النفط والثروات وحروب الأعراق والإنتماءات كان التخطيط لحروب دينية تفرق بين المسلم والمسيحي، ولكن وعي الشعوب ووطنية القاده الدينيين أفسدت هذه المخططات فكان التخطيط لتقسيم دول المنطقه إلي دويلات صغيره ضعيفه علي أساس مذهبي، سواء بين المسلمين (سنة وشيعة) أو بين المسيحيين (كاثوليك، أرثوذكس، بروتستانت)، وكان اليهود أو الإسرائيليين هم محركوا وممولوا كل هذه الفتن للتفرقه بين حدود وشعوب دول منطقتنا.
وعلي عكس المعلن من عداء بين إيران وإسرائيل إلا أن الواقع عكس ذلك تماما، فإيران تبث سموم الفتنه لفكرها الشيعي من خلال سلسلة من القنوات الفضائية الدينية المتخصصة والتي تقف ورائها شركة بث يمتلكها يهودي وتذاع علي ترددات للقمر الصناعي الإسرائيلي (عاموس)، وقد بات جليا التحالف الإيراني الإسرائيلي في دعم 19 قناة دينيه شيعيه متخصصه في بث سموم الهوس الديني عند الشباب تروج لأفكار تدفع للإقدام علي الانتحار تارة وأخري تبرر فكرة الإلحاد وثالثه تشكك في كل ثوابت الدين ،معتقداته وأئمته ورموزه النسوية وتطال صحابة رسول الله (ص) وأمهات المؤمنين رضوان الله عليهن، وقد رصد هذا التحالف مايقرب من أربعمائة مليون دولار لإنتاج برامجي ودرامي وسينمائي ومسرحي يدعم مخططه وينفذ أفكاره ويدمر استقرار شباب المنطقه من أهل السنه في العالم الإسلامي.
وتجدر الإشارة إلي أن هذا التحالف لديه مخطط مرحلي، ففي مرحلته الأولي كان إطلاق القنوات عبر شركات وأقمار يهودية، والمرحله الثانية هى الإنتاج البرامجي والدرامي والسينمائي والمسرحي وبثه علي نطاق أوسع، والمرحله الثالثه هى استكمال إنفاق خمسة عشر مليار دولار على هذا المشروع الإعلامي ذو الأفكار الخبيثه بهدف تفرقة وتشتيت شعوب المنطقة وتقسيم أراضيها وتدمير شبابها، ورغم كل مايذاع من فتن ومايحاك من مؤامرات ومايروج له من هوس ديني،وإلحاد وشرك وتطاول على رموز أهل السنة.
ورغم أن مصر وأزهرها هى كعبة أهل السنه وإمامها الأكبر هو إمام أهل السنه في العالم، إلا أن ظهور قناة دينية متخصصة تدعم الاعتدال وترسخ للوسطية وتقدم خطابا دينيا مطلوبا وتجابه هذا التحالف المدمر ووسائله، هذه القناة لم تر النور حتي الآن رغم كثرة المحاولات لظهورها رغم امتلاكنا لأول أقمار المنطقة الصناعية وأول مدن إنتاجها، وأول نفوذ طاغ لقوة ناعمة وأول كوادر وأول رواد، وأول كل شئ في عالم الدعوة والاعلام والفن، ورغم أن لدينا مايقرب من ستمائة قناة للدراما والغناء والرقص والدجل والشعوذة والسحر،إلا أننا ليس لدينا قناة دينية متخصصة، ورغم أن لدينا مجلس وهيئه ونقابه وخبراء ومجتمع مدني وجمعيات، إلا أن كل ذلك عجز أمام ظهور قناة دينيه متخصصة.
ورغم ان الهيئة الوطنية تبث مايقرب من ثلاثين قناة وتسعى لإطلاق قنوات للشباب والرياضة وغيرها إلا أنها لم تفكر في مجرد التخطيط لقناة دينية متخصصة، ورغم أن إعلامنا له شق رسمي وآخر شبه رسمي ينفقون سنويا مايقرب من عشرين مليارا من الجنيهات، ويحتكرون كل شاردة وواردة في الفن والإعلام (إنتاجا وبثا وتسويقا وأخبارا ومعدات وكوادر وأحداث وغيرها)، إلا إنه أيضا لم يفكر في إطلاق هذه القناة أيضا، لقد أصبح إطلاق قناة دينية وسطية متخصصة في بلد الأزهر وبلد الرياده لغزا! لانفهم أسبابه؟!
إن غياب الإعلام الديني الوسطي وترك عقول شباب المنطقة لسموم الإعلام الشيعي ومآرب وسائل التحالف الإيراني الإسرائيلي سيؤدي إلي مزيد من التفكك والفتنة والهوس الديني ونعرات التعصب المذهبي والتطرف.. فيا أهل الأزهر، يا أهل ماسبيرو، يا أهل المتحدة أهلنا أمانة ووسطيتنا مسئولية، فعليكم بحفظ الأمانة وتحمل المسئولية .. وحمي الله مصرنا وأهلها.. وتحيا دوما مصر مشرق سمش التسامح والتوحيد في أراضي المعمورة، وللحديث شجون وبقايا..