بقلم : عمر علي
ضمن فعاليات مهرجان القاهرة في دورته الثالثة والأربعين عرض فيلم (House of Gucci) في القسم الرسمي خارج المسابقة ، وهذا الفيلم هو أحدث المخرج العالمي الكبير ريدلي سكوت ، والفيلم يضم مجموعة كبيرة من النجوم مثل (ليدي جاجا وآدم درايفر وجيرارد ليتو والممثل الكبير آل باتشينو).
يدور الفيلم حول (عائلة جوتشي)، والذين قام الجيل الأول فيها بتأسيس ماركة للأزياء والإكسسوات تحمل اسمهم وظلوا خلفها حتى أصبحت ماركة عالمية، ولكن مع الوقت حدثت صراعات وخلافات بينهم وبين أولادهم نتيجة جهل الأولاد بطبيعة العمل وكيفية إدارته حتى وصل الأمر الآن إلى أنه ليس هناك أحد من عائلة (جوتشي) يدير العمل وأصبحت الإدارة في يد شركاء آخرين.
كل تلك الأحداث تم تقديمها في سيناريو مثالي ومتماسك للغاية قام بكتابته (بيكي جونستون، روبورتو بينتيفيجينا) وإعتمدوا على البناء الدائري فبدأو من مشهد ثم عادوا لفلاش باك ورجعوا مرة أخرى لنفس مشهد البداية في تتابعات نهاية الأحداث ، رسم واضح وتفصيلي لكل الشخصيات ، حوار مناسب للبيئة التي تدور فيها الأحداث والأهم من ذلك الإيقاع المتوازن للمشاهد التي جعلت مدة مشاهدة الفيلم التي تتجاوز الساعتين ونصف ليست مملة على الأطلاق ، وفكرة الإيقاع هذه تعود إلى المونتاج أيضاً الذي نجح في خلق إيقاع سريع نسبياً.
الأزياء والملابس جاءوا مناسبين للغاية مع طبيعة الفيلم الذي يحكي عن قصة عائلة أهم مصممين أزياء في الأساس ، فكانت الملابس محافظة على أناقة كل شخصية وفي نفس الوقت مناسبة للتطور الملحوظ في الأحداث تحديداً في شخصية ليدي جاجا.
أما التمثيل فكان موفقاً أيضاً وكل ممثل كان مناسباً لدوره بشكل يصعب على الجمهور تخيل ممثل آخر يمكن أن يقوم بالدور واستفاد الفيلم من وجود نجم كبير بحجم (آل باتشينو) الذي جسد دور عم البطل وأحد ملاك ماركة (جوتشي) ونرى شخصيته وهى تتحول من قمة السطوة إلى قمة الضياع ، وأيضاً ليدي جاجا وهى مطربة بالأساس لكنها نجحت هنا في تقديم دور مركب وصعب أبرزت به قدراتها التمثيلية العالية، ونجحت في تجسيد كافة مراحل الدور العمرية باقتدار يرشحها بجدارة لجائزة الأوسكار هذا العام.
يحسب للفيلم جرأته في الأساس وكيف أنه يتناول شخصيات حقيقية وماركة ملابس معروفة على مستوى العالم، لكنه لم يحاول تقديمهم بشكل مثالي أو مخالف للواقع ولم يحاول تجميل صورتهم أمام الجمهور بأي شكل بل قام بتقديمهم بشكل واقعي و صادم إلى حد كبير وقام السيناريو بكشف عيوبهم وفضائحهم التي ظلت في الخفاء لسنوات.
كل تلك العناصر كانت تحت إدارة المخرج الكبير (ريدلي سكوت) الذي يثبت فيلماً تلو الآخر أنه واحد من أهم مخرجين هوليود ونجح في تقديم فيلم ممتع سينمائياً وفكرياً بشكل يجعله واحداً من أهم أفلام العام الحالي ويجعله أيضاً في تقديري في مصاف الأفلام التي سترشح للأوسكار.