كتب : أحمد السماحي
طبيعي أن يغيب النجوم عن ندوة الفنانة الجميلة (نيللي) في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الحالية، على هامش حصولها على جائزة (الهرم الذهبى لإنجاز العمر) في الدورة 43 من المهرجان، والتي سلمها لها الفنان الكبير والقدير سمير صبري، فـ (نيللي) ليست الآن بطلة ترشح من يشاركها البطولة، ولا في يدها سلطة ولا مال، والنجوم الحاليين مثل الفراشات يجذبهن المال والسلطة والأضواء، لهذا كان طبيعيا إلا يحضر أحد، باستثناء (الفنانة بشرى)، والمخرج والممثل (عمر زهران).
رغم غياب (نيللي) عن الساحة الفنية منذ سنوات طويلة، لكنها تسكن وجدان المصريين، حيث قدمت مجموعة من الأعمال التى مزجت فيها لنا فى كأس بللورية واحدة كل دموعنا وضحكاتنا وآمالنا وأحلامنا ورؤانا، وما نريده أن يكون، كل هذا سقتنا إياه (نيللي) بجرعة واحدة، وكأنه شراب من الجنة، وتركتنا أسرى لها ثم ابتعدت كالطيف، كالحلم، كالرؤيا تاركة إيانا غرقى حلم لا وصف له ولا بداية له ولا نهاية.
عرفناها طفلة فى الخمسينات من خلال أفلام (الحرمان، عصافير الجنة، حتى نلتقي، توبة، رحمة من السماء)، ومراهقة فى الستينات من خلال شقاوتها في (المراهقة الصغيرة، نورا، بيت الطالبات، زوجة بلا رجل، الرجل الذي فقد ظله، صباح الخير زوجتي العزيزة)، وشابة مليئة بالرومانسية والعاطفة فى السبعينات فى (كلمة شرف، نساء الليل، الشحات، إمرأة زوجي، طائر الليل الحزين، العذاب إمرأة)، واستمتعنا بنضجها كإمرأة مليئة بالتمرد والأنوثة فى الثمانينات فى (الغول، العاشقة، إمرأة بلا قيد، حادث النصف متر) وغيرها من أفلامها التى وصلت إلى 70 فيلما.
لم يقتصر نشاط (نيللي) على السينما فقط، ولكنها قدمت فى الإذاعة مجموعة قليلة من التحف الإذاعية أشهرها (شيئ من العذاب) مع الموسيقار (محمد عبدالوهاب)، وإخراج المبدع محمد علوان، و(سنة أولى حب) مع شادية، و(رصاصة في القلب) مع أحمد زكي، و(هيام وفارس الأحلام) مع عبدالمنعم مدبولي.
كما وهبتنا هذه الفنانة الرائعة أجمل الاستعراضات التى شاهدناها من خلال فوازيرها (الساحرة) التى قدمتها لسنوات طويلة، مع (فهمي عبدالحميد، وجمال عبدالحميد، ومحمد عبدالنبي)، وكانت فيها مثل الفراشة الجميلة المطرز جناحها بألف لون، والتى رسمت على قلوبنا كوشم النار شارتها وشخصيتها.
لا تحزني يا (نيللي) من غياب نجوم الفن، فمن المعروف أن معظم العاملين في الوسط الفني يتميزون بالجحود والنكران، وقلة الأصل.
