رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

ننفرد بنشر الأغاني الفرعونية  للملحن الكبير (أحمد صدقي)

مع المطربة نجاة علي التى غنت له رائعتها فكراك ومش هنساك

كتب : أحمد السماحي

منذ أيام أبهرنا العالم باحتفالات افتتاح طريق الكباش، الذي حضره الرئيس (عبدالفتاح السيسي) والسيدة حرمه، ومجموعة كبيرة من كبار الشخصيات فى الدولة المصرية، وتم في هذا الحفل المبهر الذي أشادت به وسائل الإعلام العالمية، عرضا فنيا يحاكي بعضا من جوانب احتفال المصريين القدماء بعيد (الأوبت)، وغنى فى هذا العرض المتميز للغاية مجموعة من الأصوات المصرية الرائعة وهم (شهد عز، وهايدي موسى، وعز الأسطول) قدم هؤلاء الثلاثة مجموعة من الأغنيات الفرعونية أبهرت العالم، حيث قدمت باللغة الفرعونية، ومن خلالها تم محاكاة لـ الاحتفالات عند المصريين القدماء في عيد (الأوبت).

الموسيقار الشاب أحمد صدقى

من المعلومات التى لا يعرفها الكثيرين أن الملحن الكبير (أحمد صدقي) كان أول من أكتشف كنز الأغنيات الفرعونية، وكانت أول أغنياته في الإذاعة المصرية مجموعة من الأغنيات الفرعونية والتى قدمها في مثل هذه الأيام وبالتحديد يوم السبت 12 ذوالقعدة، الموافق 23 ديسمبر عام 1939، وقد ترجمها عن الإنجليزية المنقولة عن الأصل الهيروغليفي زميله (أحمد يوسف) الفنان بالمتحف المصري.

وكانت أول أغنية بعنوان (عروس النيل) تقول كلماتها:

يا نيل نحمد أصلك يا نيل، يا نيل نشكر فضلك يا نيل

أنت لنا من القدم، يا نيل يا مصدر النعم

إن فضت، فضت بالكرم، والزرع إن فضت ابتسم

والأرض بالخصب تعم، يا نيل أنهضت الهمم

شرفتنا على الأمم وجعلتهم لنا خدم

كم ذمة للنيل كم، ونحن نرعى للذمم

الكورس : يا نيل يا نيل

يا نيل هذي عروسك يا نيل هذى أنيسك

جاءت تزف إليك، وترتمي في يديك

تبغى الخلود لديك

الكورس : يا نيل، يا نيل

وهبت لواديك طميا أصيلا، وجدت على القطر خيرا جزيلا

تروى الظمأ وتشفي العليلا، فكنت الطبيب يداوي العليلا

ولم تقف يا نيلا جيلا فجيلا، فجئنا نرد إليك الجميلا.

……………………………………………

اجتماع جمعية المؤلفين والملحنيين مع الموسيقار محمد القصبجي والموسيقار فريد الأطرش

الأغنية الفرعونية الثانية التى قام بتلحينها وغنائها الملحن الكبير (أحمد صدقي) من كلمات (أحمد يوسف) كانت بعنوان (لحن السرور) تقول كلماتها:

إفرحوا، إفرحوا ملء الصدور

إنما العيش سرور، أفرحوا

إشربوا، إشربوا وانشرحوا

قبل أن يأتي غد

الكورس بصوت حزين: قبل أن يأتي غد

أحمد صدقي بصوت حزين:  فيعز الفرح، حيث لا يلهو أحد

الكورس ممزجا بين الحزن والفرح: حيث لا يلهو أحد، اشربوا

أحمد صدقي بحزن: وغدا سوف نموت والقبر يطوينا

الكورس بحزن شديد: والقبر يطوينا

أحمد صدقي بفرح: فليكن من الفرح قوت، فالفرح يدعونا

الكورس ضاحكا: الفرح يدعونا

أحمد صدقي: اغنموا الفرح شيوخا وشبابا

قبل أن يحرمنا منه الرقود

قبل أن ندخل حين الموت بابا

كل من يدخله ليس يعود

الكورس : كل من يدخله ليس يعود

أحمد صدقي: افرحوا، واشربوا واهنئوا

………………………………….

يعزف على العود أقرب صديق له

جدير بالذكر أن (أحمد صدقي) تخرج من المدرسة السعيدية الثانوية بالجيزة، ثم التحق بمدرسة الفنون التطبيقية قسم النحت بسبب عدم وجود أماكن في قسم النسيج الذي كان والده يتمناه له، وأحب (صدقي) النحت وتتلمذ على يد أستاذه الإيطالي (ميدوري) وبرع فيه، وكان يعرض أعماله في صالون القاهرة الذي كان يشترك فيه فنانون عرب وأجانب.

ويحضره نقاد عالميون، فاشترك بتمثال (محمدين النوبي) فأثنى عليه الناقد الفرنسي (ميريل)، وأعجب الملك (فؤاد) بهذا التمثال واشتراه بمبلغ عشرون جنيها، وظل (صدقي) يعرض أعماله في صالون القاهرة، والدولة تشتري منه هذه الأعمال لمدة خمس سنوات متتالية.

وتخرج موسيقارنا الكبير مهندسا عام 1935، ثم التحق بعدها بمعهد (ليوناردو دافنشي) ليدرس اللغة الإيطالية لأنه كان ينوي السفر لإيطاليا لاستكمال دراسة النحت، وحصل على شهادة اتمام الدراسة سنة 1937.

ثم جاءت الحرب العالمية الثانية فمنعته من السفر وتبددت كل أحلامه، وأغلق صالون القاهرة، وتوقف الفن، في نفس السنة تخرج من معهد الموسيقى العربية سنة 1937 قسم أصوات، ثم عين مهندسا رساما بالمتحف المصري وتعلم اللغة الهيروغليفية، وأتقنها ورسم 45 كتابا في الآثار، وكان ينقل الآثر من على جدران المعابد والمقابر بمنتهى الدقة وبنفس الألوان، ولذلك كان رئيسه الألماني (يونكر) يتمسك به لدقة خطوطه، ويده الذهبية التى تنقل الأثر كما تركه قدماء المصريين، فكان يعتبره ذراعه اليمنى لا استغناء عنه.

يطمئن على الاستديو قبل التسجيل

وكان أهم أعمال (أحمد صدقي) رسم سقف كنيسة بيزنطية بالواحات بمنطقة البجوات، وهذه الرسمة موجودة بالفاتيكان ومكتوب عليها الرسام العالمي (أحمد صدقي)، وظل يعمل بالمتحف المصري حتى سن المعاش لارتباطه وحبه الشديد للآثار حتى أصبح كبير رسامي المتحف المصري.

وبدأ (أحمد صدقي) حياته مطربا فى الإذاعة المصرية وخصصت له الإذاعة ركن اسمه ركن الأغنية الريفية فكان يغني فيه هو وزملائه، ونجحت له أغنية بعنوان (شلبيه)، أما التلحين فكان صدفه عندما طلب منه رئيس الإذاعة أن يجرب حظه ويلحن الكلمات التى عرضناها عن (نهر النيل) المأخوذة من الفراعنة، فلحن ونجح وبدأ المشوار الذي قدم فيه حوالي 5000 لحن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.