بقلم : محمد حبوشة
يرجع غياب الفيلم الاستعراضي عن السينما المصرية إلى عدم وجود فنانين لديهم القدرة على أداء هذا النوع من الفن الذي يتطلب قدرات فنية وحركية عالية لا يجيدها معظمهم، بل يجهلونها من الأساس، ولعل أشهر الأفلام الاستعراضية العالمية يقدمها ممثلون ليسوا راقصين لأن التمثيل هو الأساس ثم القدرة على التعبير الحركي، وبالطبع هذه المفاهيم غائبة عنا وكل ما نعرفه عن الأفلام الاستعراضية أنها أعمال غنائية أو رقص شعبي، وتتعلق الأزمة بالأساس بالإنتاج لأن الأغنية والاستعراض الواحد يكلفان كثيرا، وتكلفة فيلم استعراضي تساوي تكلفة فيلمين من نوع الحركة، ومن هنا غياب النجمة التي تقدم الاستعراض تلعب دورا في ابتعاد السينما عن هذا النوع من الأفلام، كذلك لا نجد لدينا فنانا يستطيع الغناء والتمثيل والاستعراض مثلما فعلت (لبلبة) في تجاربها القليلة.
نعم فهى الطفلة المعجزة.. أيقونة السينما المصرية.. جميلة الشاشة.. ألقاب أطلقها النقاد والجمهور على النجمة لبلبة، كما أطلقوا عليها ألقاب أخرى عديدة، عملت في الفن منذ طفولتها، عن طريق تقديمها لفقرات تقليد الفنانين التي اشتهرت بها، وقدمت العديد من الأعمال منذ بداية مسيرتها الفنية أبرزها أدوارها كطفلة معجزة، جراء مواهبها المتعددة في الغناء والرقص والتمثيل، ولم تتوقف ألقابها هنا أيضا لتحصد في شبابها لقب (فراشة السينما المصرية) .. إنها الفنانة القديرة لبلبة، والتي تقول انها اختارت أن تكون فنانة منذ كان عمرها خمس سنوات، وإنها لم تر شيئا في حياتها سوى الفن، وعن استمراريتها كنجمة منذ أن كانت طفلة وحتى الآن، تقول: (حبي للفن هو الأساس واختيار ما يلائمني ويليق بي من مرحلة إلى مرحلة فكل مرحلة لها اختياراتها ونجاحها ولم أختر سوى الفن أما النجاح فبيد الله).
كانت تغنى مع العندليب
اسمها الحقيقي (نينوشاكا مانول كوبليان)، ولدت في القاهرة يوم لأسرة أرمنية من أصول سورية وتحديدا من مدينة حلب، شعرت أسرتها بموهبتها عندما كانت في عمر الثلاث سنوات وساعدتها على تنميتها وتوجيهها ضمن نطاق العائلة، حيث كانت بارعة في تقليد المشاهير الأمر الذي لفت الأنظار إليها، فاكتشفها متعهد الحفلات (المعلم صديق) ودفعها للمشاركة في الحفلات التي كانت تقام على المسرح القومي، فنانة مصرية، تمتعت بخفة الظل وليونة الجسد، اقتحمت عالم الفن بالصدفة وهى لا تتجاوز الخمسة أعوام من عمرها، فكانت تغنى مع العندليب وتمثل مع أنور وجدى إلى الزعيم عادل إمام، وعندما كانت تقدم أى دور تستطيع أن تتربع على عرش قلوب الجمهور بجدارة، حتى أصبحت نجمة وهى لا تتجاوز الخمسة عشر عامًا، قدمت موسوعة من التراث الفنى الذى يجعلها من نجمات الوسط الفنى فى الوقت الحالى اللاتى أثرن فى تاريخ الفن المصرى الحديث.
وبعد أن حصلت على الجائزة الأولى في مسابقة (أوبرج الأهرام)، عرض عليها الكاتب أبو السعود الإيباري أن تشارك في فيلم سينمائي، ورحبت والدتها بهذه الفكرة على خلاف والدها الذي تردد قليلا، فعمرها كان لا يزال ست سنوات، بعد ذلك وافقت أسرتها على هذا الاسم، مع أنهم لم يتوقعوا أن تستمر في المجال السينمائي، وكانت لا تزال تشارك في الحفلات بتقديم فقرة تقليد الكبار، وتحصل على 10 جنيهات عن كلّ حفل تقدمه في ذلك الوقت، ونتيجة لذلك حرمت لبلبة من أن تعيش طفولة عادية، أو أن تلعب مع أقرانها وتكوّن صداقات ككل الأطفال، وكانت والدتها تشترط عليها ألا تتأخر عن الحادية عشر، وعلى عكس الأطفال الذين يدخلون الفن في الطفولة ولا يستمرون، ظلت لبلبة متواجدة في الساحة الفنية بقوة، فكانت في عمر 14 عام تقدم برنامج (صندوق الدنيا) ببث مباشر على التلفزيون المصري.
وبدأت مشوارها الفني وهى بسن صغيرة بتقليد الفنانين، ثم اكتشفها متعهد الحفلات (المعلم صديق) فقدمها في الحفلات كمونولجيست تقلد الفنانين وتغني، لتلفت نظر الكاتب أبو السعود الإبياري ليقول عنها (دي لبلبة) ويمنحها لقبها الفني، ثم قدمها في أول أفلامها عام 1951 والذي حمل اسم (حبيبتي سوسو)، من إخراج نيازي مصطفى وبطولة محسن سرحان، وليلى فوزي، وقدمت بعده فيلم (البيت السعيد) (1952) بطولة ماجدة وحسين صدقي وإخراج حسين صدقي.
قدمها أبو السعود الإبياري
انطلاقة لبلبة الحقيقة كانت عام 1954 حينما رشحها أبو السعود الإبياري لأنور وجدي لتقدم دور إحدى صديقات نعيمة عاكف في الفيلم الشهير (أربع بنات وضابط)، من بطولة وإخراج أنور وجدي وتأليف أبو السعود الإبياري وأنور وجدي، وفي عام 1960، انطلقت لبلبة مجددا بفيلم (النغم الحزين)، ثم قلت أعمالها السينمائية نوعا ما حتى مطلع السبعينات، ووقتها تحولت من تلك الطفلة الى الشابة الناضجة فشاركت في بطولة أفلام: (البنات والمرسيدس، السكرية، الشياطين في إجازة، شيء من الحب، 24 ساعة حب، احترسي من الرجال يا ماما، في الصيف لازم نحب، مولد يا دنيا، المزيكا في خطر، بص شوف سكر بتعمل إيه؟، سيقان في الوحل).
وتميزت لبلبة بمجال الغناء والرقص، تطورت أدوارها في الستينات ، وبدأت تأخذ أدوار أكثر بروزوا ، وكانت من جميلات السينما المصرية في هذا الوقت ، ومن ابرز أعمالها (النغم الحزين ، نمر التلميذة ، شنطة حمزة)، وفي أواخر السبعينات ومطلع الثمانينات، شاركت لبلبة الفنان عادل إمام في عدد من أفلامه فقدمت (البعض يذهب للمأذون مرتين، خلي بالك من جيرانك، عصابة حمادة وتوتو، احترس من الخط)، وغيرها، لتلاقي نجاحا واسعا بين الجمهور العربي، أما مع بداية التسعينات، فقدمت فيلم (الشيطانة التي أحبتني)، والذي اعتبر واحد من علامات الكوميديا في التسعينات من حيث الطرح والسخرية من فكرة الجريمة المنظمة والعصابات، لتتوالى بعدها أفلامها بينها (ضد الحكومة 1992، ليلة ساخنة 1994، جنة الشياطين) للمخرج أسامة فوزي وشاركها البطولة فيه محمود حميدة، وعمرو واكد، وقيل عنه إنه الفيلم الذي يعد مغامرة سينمائية جريئة للفنانة لبلبة.
وبعد فترة انقطاع عادت لبلبة بقوة الى السينما عام 1999 بعد اختيار المخرج يوسف شاهين لها دور بهية في فيلمه (الآخر)، ثم تعاملت مع المخرج سمير سيف أمام النجم أحمد زكي في (معالي الوزير 2002، أما عام 2004 فشاركت بفيلم (إسكندرية نيويورك) للمخرج يوسف شاهين أيضا، لتزيد هذه الأعمال من رصيدها الفني الزاخر وتتألق في عالم النجومية، ومنذ عام 2000 قدمت أكثر من فيلم ، إسكندرية نيويورك ، حسن ومرقص، الفيل الأزرق ، وقامت بدورها الغنائي في فيلم (بكرا أحلى من النهاردة) ، وفيلم 24 ساعة حب) ، ولم تقف عند ذلك بدخولها في الأعمال الدرامية مسلسل الحفار ، وصاحب السعادة، ومسلسلها الإذاعي (يوم مالوش آخر) ، ومسلسل (عاشور رايح جاى).
في مدرسة شاهين الفنية
وهى تصرح بأنها كانت محظوظة للعمل مع المخرج العالمي يوسف شاهين ، الذي قدمها في دور بهية بفيلم (الآخر) ، كانت نقلة مميزة لها في مدرسة شاهين الفنية، ثم قدمت (زنقة ستات، المرأيات، حبيبتي سوسو، البيت السعيد، يا ظالمني، قاضى الغرام، نمر التلامذة، أجازة بالعافية شنطة حمزة، زواج بالإكراه، رحلة شهر عسل، برج العذراء، بنت بديعة، الشياطين في أجازة، حكايتي مع الزمان، شيء من الحب، البنات والمرسيدس، البنات والحب، عريس الهنا، عجايب يا زمن، احترس من الرجال يا ماما، سيقان في الوحل، الف بوسه وبوسه، بص شوف سكر بتعمل إيه، حب فوق البركان، البعض يذهب للمأذون مرتين، الحساب يا مدموزيل، القضية المشهورة ).
قدمت لبلبة أيضا (مغامرون حول العالم، خلى بالك من جيرانك، سطوحي فوق الشجرة، رجل في سجن النساء، إحنا بتوع الإسعاف، لك يوم يا بيه، صديقي الوفي، محطة الأنس، شيطان من عسل، المخبر، امرأة تحت الاختبار، ضحية حب، الكداب وصاحبه، الشيطانه التي أحبتني، ضد الحكومة، لهيب الانتقام، الآخر، معالي الوزير، النعامة والطاووس، فرحان ملازم آدم، بوحة، وش إجرام، يوم ما اتقابلنا، ألوان السما السابعة، هز وسط البلد، الأسرة المثالية، عائلة ميكى، كازابلانكا)، والعروض المسرحية: (شهر زاد – المتشردة – مصر بلدنا – راجل ومليون ست)، وكان آخر أعمالها الدرامية (الشارع اللي ورانا).
عن حياتها تقول: ولدت فى مصر الجديدة وأشقائى بمدينة الإسكندرية، ولكن موهبتى الفنية بدأت بالظهور لأهلى أولًا، وكنت أبلغ من العمر وقتها ثلاث سنوات فقط، حيث كنت أقلد أى ضيف يأتى إلى المنزل بعد أن يغادر على الفور، وكنت أقلد بائع الفول الذى كان يمر أمام المنزل، كان عمرى وقتها خمسة أعوام فقط فكنت مع أمى بحفل للهواة، وأثناء الحفل وجدت الأطفال يرقصون ويؤدون مشاهد فنية صغيرة جدًا، فتركت أمى وأديت مشهدا على طريقة التقليد، وحصلت على الجائزة الأولى وقتها، وفجأة أصبحت أمام الكاميرات الفنية، وأمام كاست عمل فنى بالكامل، وكنت سريعة الانتباه وأشعر بالمسئولية.
بدأت الفن منذ الصغر
وتضيف: لا أنسى ما أقدمه على الإطلاق فكانت أول أغنية فنية لى وأنا طفلة هى (هو إحنا فراخ فى العشة)، فالغناء بالنسبة لى غذاء للروح والعقل فأنا أسترخى استرخاء تاما عندما أغنى، وليس الغناء فقط فأنا أعشق الفن بجميع أنواعه المختلفة سواء كان غناءً أو رقصًا أو تمثيلًا منذ الصغر، فأنا غنيت مع العندليب الأسمر، واستطردت: أكيد بالفعل الفن أثر كثيرا على طفولتى؛ لأنى بدأت الفن منذ الصغر، فأنا كنت لا أمتلك الألعاب مثل الأطفال على الرغم من أنى فنانة، فدائما أمى كانت لا تجعلنى ألعب مع أطفال الجيران لأنى كنت مشغولة بالفن والحفلات مع العندليب الأسمر، حتى أصبحت أنا لا أهتم بلعب الأطفال، وفى بعض الأوقات عندما أحن للطفولة كنت أستعين بالفوطة على أنها عروسة، وكل هذا بسبب الفن، وكانت أول
عروسة أمتلكها كانت من فيلم الفنان القدير أنور وجدى؛ لأنها كانت مكافأة بسبب أدائى المتميز وهو كان فنانًا مخلصًا للفن وتعلمت منه الإخلاص، ومازلت محتفظة بتلك العروسة حتى الآن.
وفى الحقيقة الوسط الفنى أصبح صعبا للغاية الآن بسبب تطور التكنولوجيا، ولكنى أعانى من الخجل، فعندما كنت صغيرة كنت لا أخجل من أحد أو من أى موقف ما، ولكن الآن الخجل يجعلنى أتورط فى الكثير من الأشياء التى لا أحب أن أفعلها على الإطلاق، وأتمنى التخلص من الخجل، أما علاقتي بالفنان الكبيرعادل إمام فهو أكثر من صديق فهو أخى، وبالفعل أنا محظوظة لأنى تعاونت فى أكثر من عمل فنى مع الهرم الرابع لمصر، فعادل إمام هو التاريخ والموهبة التى يعشقها ويعترف بها العالم وليس مصر فقط، لذا أنا أرى نفسى أنى محظوظة للوقوف مع عادل إمام أمام الكاميرا.
بالفعل أنا كنت أخشى تلك التجربة، وعندما عرض على الزعيم عادل إمام أن أشاركه بمسلسل (صاحب السعادة) كنت قلقة للغاية؛ لأن العمل التليفزيونى يتم تصويره بأكثر من كاميرا، والسينما يتم تصويرها بكاميرا واحدة فقط، فكنت أخشى أني لا أتعود على تلك الخطوة ولكن تشجيع الزعيم هو من جعلنى أتخطى تلك المرحلة، والحمد الله دورى لاقى إعجابًا كبيرًا من الجمهور وأنا استفدت من عادل إمام.
حسين كمال وطريقة الأداء
كنت محظوظة أيضا لأنى اشتغلت مع كبار المخرجين بداية من أنور وجدى ونيازى مصطفى وحسين صدقى ثم حسن الإمام وحسين كمال ويوسف شاهين، وجميعهم عظماء فى السينما، واستفدت من الجميع، وسمير سيف، الذى عملت معه منذ أن كان مساعدا للمخرج الكبير حسين الإمام وهو مخرج استطاع أن يرانى جيدا فى عدد كبير من الأفلام شاركت معه فيها مثل (احترس من الخط) وفى هذا الفيلم طول الوقت كان لى لزمة فى الكلام وهى (البتاع وبتاع البتاع) وأيضا هناك أفلام (معالى الوزير، الشيطانة التى احبتنى، لهيب الانتقام) يعنى كل أدوارى مختلفة معه وتعلمت منه عندما أقدم الكوميديا لا أقصد أن أضحك وإذا عملت تراجيديا، لا أقصد أن أبكى وإنما أتعامل بطبيعية وتلقائية شديدة أما المخرج حسين كمال فقد استفدت منه أن يكون كلامى بإيقاع معين وبه طريقة فى الأداء لأنى وقتها كنت اهتممت بالغناء.
وقد تعلمت من يوسف شاهين كيف أشعر وأحس بالمشهد الذى أؤديه، وتعلمت منه أيضا كيف أتحكم فى دموع عيونى، ففى أحد المشاهد قال لى مع أول كلمة تكون دموع فى عيونك، وفى الكلمة الثانية تبدأ تظهر ومع الكلمة الثالثة الدموع تنزل من العين، وعملت ذلك بفيلم (الآخر) فى أول يوم تصوير معه، وأخذها مرة واحدة وقبلنى بعد المشهد وأيضا بفيلمى الثانى معه (إسكندرية نيويورك) كنت أقوم بدور زوجته، وقلت له هل أقلد مدام (كوكو)؟، فقال لى لا وإنما أريد أن تتقمصى الدور وتؤدى بطريقتك وإحساسك دون تقليد.
أما عاطف الطيب فلن أنساه فى حياتى وأهم ما كان يميزه إحساسه العجيب وواقعيته، وكان يساعد الممثل فى الأداء، وكان يهيئ له المناخ والأداء بداية من دخوله الاستديو فإذا أراد منى مشهد بكاء أو عصبية كان يتجاهلنى، ولا يسلم علىَّ ومنع نور الشريف أن يهزر معى فى الشغل.
7 أفلام مع محمد عبد العزيز
وبالنسبة لحسن الإمام فأهم ما يميزه هو خفة ظله وشعرت معه بالثقة لأنى أستطيع أن أقوم بتصوير مشاهد طويلة دون خلل ومحمد عبد العزيز أكثر مخرج عملت معه حوالى 7 أفلام من أحلى الأعمال، ومعظم أفلامى مع عادل إمام وتعلمت منه كيف أقوم بإخراج الكلمة من فمى وتضحك الناس وعلمنى كيف أقول الجملة على بعضها دون تقطيع، لأن فى الكوميديا طريقة إلقاء الإفيه هى التى تضحك الجمهور وتعلمت منه البساطة فى الأداء وألا أخاف من الكاميرا، وأن تكون صديقتى لأن مواجهة الجمهور بالنسبة لى كانت الأسهل ورامى إمام هو مخرج متميز وعبقرى ولطيف ومهذب ويأخذ من الفنان اللى هو عايزه دون أن يتعبه، وأنا سعيدة به لأنه تربى أمامى وبالنسبة لى مثل أولادى.
والراحل أسامة فوزى عملت معه بعد فيلم (ليلة ساخنة)، وعرض على فيلم (جنة الشياطين) وارتحت له، وأيضا كنت أخاف منه مثل الأستاذ عاطف الطيب وأعمل له حساب وهو قام معى بتحدى وغير لى لون بشرتى وقال لى (أدائك لازم يتغير) ودور (حُبة) من أصعب الأدوار وكان يأخذ (الشوت) طويل، والممثل يكون متمكنا ومخرجا متميزا ويعمل بأدوات شديدة التميز والإحساس، أما حسن الصيفى فهو والدى الثانى الذى تعلمت منه الكثير لأننى عملت معه وأنا طفلة وأنا شابة، وكان مؤمنا بموهبتى كما أنه رشحنى لفيلم (4 بنات وضابط) فى بداياتى للمخرج الكبير والجميل أنور وجدى عندما كان يبحث عن طفلة.. فهو بالنسبة لى كان مستشارى وأستاذى.
وأخيرا أنور وجدى هو كممثل ليس أنانيا بل يحب أن يخرج العمل بشكل لائق وجميل دون أى اعتبارات لمساحة دوره فكان دورى أكبر من دوره فى (4 بنات وضابط)، وكان يقف بجانبى وأتكلم كثيرا وأخطف الكاميرا وكان يعرف ماذا يعجب الناس ويقوم به وكان يقوم بالتخفى من أجل مشاهدة الفيلم فى السينما ويعرف ردود الأفعال بنفسه وعلى كل مشهد فهو كمخرج كان فنانا حقيقيا يحب الفن ويعشقه وبالتالى يريد أن يقدم كل ما لديه.
لا أحب السوشيال ميديا
وتؤكد الفنانة القديرة لبلبة: أنا لا أحب السوشيال ميديا على الإطلاق؛ لأنها بالفعل استطاعت أن تفكك الأسرة المصرية، وأنا أشاهد هذا الأمر بعينى، وليس هذا فقط، فإنها أيضا مصدر كبير لنشر الشائعات، فكل شخص لديه عدد من الأصدقاء ينشر لهم شائعة ويتم تداولها تصبح كارثة، فالسوشيال ميديا هى سبب تدهور الأسرة المصرية وانتشار الشائعات، لذا لا أمتلك أى صفحات عبر وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة، ولكنى أعلم أن هناك صفحات عبر الفيسبوك تحمل اسمى، وأحذرهم أن يفعلوا أى شىء لا يليق بسمعتى وتاريخى، وإن حدث ذلك الأمر سوف أقاضى من يتحكمون فى تلك الصفحات وسيدخلون السجن.
جدير بالذكر أن الفنانة القديرة لبلبة حصلت على أكثر من جائزة، ومنها جائزة بينالىي السينما العربية ، من معهد العالم العربي في باريس ،عن دورها في فيلم ليلة ساخنة ، من إخراج عاطف الطيب عام1996م ، وفازت بنفس الجائزة كأحسن ممثلة في مهرجان افريقيا ، بكيتتاون جنوب أفريقا عن دورها في نفس الفيلم ، اشتركت كعضو لجنة تحكيم في 6 مهرجانات دولية في باريس وفالنسيا ودبي وبيروت والمغرب والسويد ، وفى 16 مهرجان عربي كعضو لجنة تحكيم ، وجوائز أخرى عن أدورها في فيلم ضد الحكومة ، والآخر ، وإسكندرية نيويورك، وغيرها من تكريمات في مهرجانات مصرية وعربية ودولية.
أشهر أقوال الفنانة لبلبة:
** نفسى أقدم فيلما للأطفال ويكون دورى صغيرا والأطفال هم الأبطال مثلما فعل معى أنور وجدى، وأيضا أتمنى تقديم دور (معاقة) من ذوى القدرات الخاصة لأننى أحبهم وفترة كبيرة من حياتى كنت أزورهم ودائما ألتقى بهم وأعلم مدى الصعوبات التى يواجهونها والتحديات التى تواجههم.
** أحمد زكى فنان مبهر، فمثلا إذا قمنا بإعادة المشهد أكثر من مرة يقوم فى كل مرة بأداء مختلف ومبهر وعندما ننتهى من التصوير تظل الشخصية معه، فكان يتقمص الدور لدرجة غير معقولة ولا يتخلى عنها بسهولة ويتحدث معنا وكأنه الشخصية فكان يتقمص لدرجة المعايشة وفنان له طعم خاص.
** الجيل الجديد شاطر جدا ورائع ويتعامل بحرفية شديدة وبيتعلم بسرعة شديدة فبعد فيلم أو اثنين تجدهم نجوما كبار ومتمرسين على عكس جيلنا كنا نأخذ وقتا فى التعلم ومازلت أتعلم حتى الآن.
** الشائعات تطاردنى من وقت لآخر خاصة بعد ظهور الإنترنت لأنه ساحة مفتوحة كل من هب ودب يكتب ما يحلو له دون الرجوع للمصادر، ولذلك الكثير من المعلومات مغلوطة على الإنترنت وآخرها شائعة زواجى.
** لم أستطع أن أُكَوِّن أسرة، مثلى مثل أخريات، لكن شغلى أنصفنى، نعم اهتمامى الكبير بفنى وراء عزلتى التى أعيشها، وخاصة بعدما فقدت أمى، فقد كانت تشاركنى كل شىء فى الحياة.
** أنا سعيدة جدا بما تحققه السينما حاليا، فهناك أفلام تنجح وتحقق ملايين رغم أنها قليلة لكنها مميزة جدا، سعيدة بفيلم (الممر) وما حققه من إيرادات، وسعيدة بفيلم (كازبلانكا) الذي شاركت فيه كضيفة شرف، فهو عمل مميز وحقق نجاحا كبيرا، كما كنت قد شاركت فى الجزء الأول من (الفيل الأزرق) وحقق أيضا نجاحا رائعا، فهناك طفرة كبيرة فى الصناعة والإيرادات.
وفي النهاية لابد لي من تقديم تحية تقدير واحترام لهذه الفنانة القديرة التي أمتعتنا بأدوارها الرشيقة، فإذا كان من أسرار لوحة (الموناليزا) التى رسمها الفنان الإيطالى الشهير ليوناردو دافنشى ابتسامتها فحينما ستكون سعيدا سترى (الموناليزا) تبتسم لك، وحينما تكون حزينا ستراها حزينة لحزنك، وهكذا هى الفنانة لبلبة التى أضحكتنا فى الكثير من أفلامها وصنعت لنا البهجة وأبكتنا فى أعمال وشخصيات أخرى قدمتها، فلبلبة هى الفنانة الأكثر موهبة التى قضت عمرها فى الفن، فقد بدأت منذ عمر 5 سنوات ولم تعرف فى حياتها غير الفن وظلت موجودة فى كل مراحل عمرها وظلت على القمة تشارك النجوم بطولات أعمالهم وينتقيها كبار المخرجين فى أفلامهم من فرط موهبتها النادرة.