فى ذكرى كامل الشناوي نكشف لأول مرة عن قصيدته لـ (نجاة) التى منعها عبدالناصر
كتب : أحمد السماحي
نحيي اليوم الذكرى الـ (56) لرحيل واحد من عمالقة الصحافة والشعر في مصر المحروسة، وهو شاعرنا العملاق (كامل الشناوي) الذي رحل عن حياتنا يوم 30 نوفمبر عام 1965، هذا الشاعر الذي أصبح جزءا من التاريخ، ولم يعد مجرد كيان بشري تتمثل فيه مجموعة من الصفات والخصائص، قصائده كانت مثل سنابل القمح، وأرغفة الخبز، وحبات الملح، وماء النيل، وقطرات العرق والدم، وهتافات الجماهير، ورصاص البنادق، عندما حدث الانفصال بين سوريا ومصر في ٢٨ سبتمبر عام ١٩٦١، كان الشارع المصري يغلي، خاصة عندما وقف الأبن البار لمصر (جمال عبدالناصر) يذيع بيان يدافع فيه عن تاريخنا ومستقبلنا وعن وحدة أمتنا وقوميتها العربية واشتراكيتها البانية.
وكان الشعب وراء (عبدالناصر) أمواج، جبال، بركان يفور، والفن كان أمينا للحدث خاصة الأغنية أسرع مجالات الفن للخروج للنور، فسجلت خلجات القلوب الدامية المؤمنة بعروبتها، يومها كتب (كامل الشناوي) قصيدة بعنوان (سمعته) بعد أن سمع خطاب الرئيس (جمال عبدالناصر) يعلن الانفصال ويتحدث عن الخونة المأجورين الذين كانوا سببا في الانفصال.
وأعجبت (نجاة الصغيرة) بهذه القصيدة جدا التى كان فيهاإاحساس (كامل الشناوي) وهو ينصت إلى بيان الرئيس (جمال عبدالناصر)، وأعطتها للموسيقار العبقري (بليغ حمدي) لتلحينها هى وأغنية أخرى كتبها الشاعر (مأمون الشناوي) بعنوان (انصر امتنا يارب)، وبالفعل لحن الموهوب (بليغ حمدي) القصيدة والأغنية في ساعات قليلة، وإذيعت القصيدة يوم 29 سبتمبر عام 1961، وكان مطلعها الذي ننفرد به يقول :
سمعته وكم أحب دائما أن اسمعه
يرفعني بصوته إلى الذرا المرتفعة
رأيته يواجه الأعداء، وسط المعمعة
فنالهم ولم ينالوا منه حتى أصبعه
قائدنا، زعيمنا، حبيبنا، ما أروعه
وما أعز موضعه، الله والشعب معه
وكان مطلع الأغنية الثانية التى غنتها (نجاة) أيضا يقول:
يارب انصر أمتنا، يارب احفظ وحدتنا
وحدتنا الوحدة القومية، على أعادينا نار
وحدة دم وقلب ، وأهل وعرب أحرار
بمجرد أن أذيعت قصيدة (سمعته) فوجئ الزعيم (جمال عبدالناصر) بسيل من الأغنيات تهاجم الخونة الذين كانوا وراء الانفصال، وبدأت بعض الأغنيات تخرج عن الإطار المرسوم لها، وتهاجم بعنف الشعب السوري، وهنا تنبه (عبدالناصر) إلى الخطر الداهم في هذه الأغنيات خاصة أن كبار وأساطين الغناء هم الذين يتغنوا بهذه الأغنيات فى مقدمتهم (أم كلثوم، عبدالحليم حافظ، نجاة، فايدة كامل، شادية) وغيرهم.
وهنا أصدر (عبدالناصر) أوامره لرئيس الإذاعة بمنع كل الأغنيات التى تغنت بالانفصال، وعدم إذاعتها إطلاقا، وبالفعل منعت هذه الأغنيات التى (لعلعت) فى الإذاعة ليوم أو يومين فقط، وظلت هذه الأغنيات ممنوعة حتى الآن، منها قصيدة (سمعته) أما بعض الأغنيات التى كانت تتحدث بحيادية فخرجت للنور بعد سنوات من منعها منها أغنية (باسم مين) كلمات أحمد شفيق كامل، وألحان رياض السنباطي، التى ظلت ممنوعة حتى ظهرت للنور عام 2000 ، ثم طرحت ضمن ألبومات أم كلثوم الوطنية، وبقيت قصيدة (سمعته) حتى الآن هى وأغنيات آخرى لدينا سجل كامل بها ممنوعة حتى الآن منها مفاجأت من العيار الثقيل!.