رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

أنور وجدي والمليجي والنابلسي وحسن فايق وحكايتهم مع (القرش الأبيض) !

كتب : أحمد السماحي

أجرت مجلة (الكواكب) في العدد السنوي لها الذي صدر يوم 11 نوفمبر عام 1952، تحقيقا مصغرا مع مجموعة من نجوم الفن عن علاقتهم بالفلوس من خلال تحقيق بعنوان (القرش الأبيض) جاء فيه الآتى: يقول المثل الشعبي: (القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود)، وبين أهل الفن الكثير من الذين مروا بأيام سوداء كانوا لا يجدون فيها (القرش الأبيض) وفيما يلي يتحدث البعض منهم عن المآزق الحرجة التى وقع فيها كل منهم وأحوجتهم إلى القرش الأبيض.

الفنان أنور وجدي

الأزمة الاقتصادية

في البداية يقول الفنان (أنور وجدي): عندما اشتدت الأزمة الاقتصادية العالمية سنة 1931 وما بعدها، اضطرت المسارح إلى إغلاق أبوابها وتسريح ممثليها، وكان علي أن أبحث عن عمل أستطيع أن أعيش منه لأن أسرتي تبرأت مني بعد أن رفضت الاستماع إلى نصائحها بترك التمثيل، وعز على أن أعود مقهورا مهزوما، ففضلت أن أجوع وأتشرد على أن أعود إلى بيت الأسرة.

وفي يوم الأيام رفضت صاحبة البنسيون الذي كنت أسكن فيه أن تدخلني إلى غرفتي إلا إذا سددت الإيجار المتأخر، ورفض البقال أن يبيعني ما أحتاج إليه بالشكك إلا إذا سددت المتأخر علي، وكان يوما أسود حقيقة، فقد أمضيته جالسا على قهوة (الفن)، وأنا أحاول أن أقنع عصافير بطني التى ازداد صياحها بأن تنتظر حتى يفرجها ربنا.

وفى الساعة الثامنة من مساء هذا اليوم أراد الله أن يفرجها عندما ساق إلى طالبا من هواة التمثيل فى إحدى المدارس الثانوية، وقد جاء بطلب أن أخرج رواية لفرقة التمثيل المدرسية، ولم أتركه إلا بعد أن أخذت العربون وقدره جنيهان مصريان.

الفنان حسن فايق

30 قرش

الفنان (حسن فايق): كنت أعمل مع إحدى الفرق المسرحية سنة 1929، وكانت الحالة المالية (مش ولابد)، وقد اختلفت مع إدارة الفرقة بسبب مماطلتها فى الدفع، ورفضت ذات يوم أن أستمر في العمل إلا إذا دفعت لي الفرقة جزءا من حسابي المتأخر، ولما كان هذا أمرا يستحيل تنفيذه فقد غادرت الفرقة وليس في جيبي مليم واحد، وذهبت إلى قهوة (الفن) بشارع (عماد الدين)، وأمضيت فيها النهار بطوله دون أن يدخل في جوفي غير واحد قهوة طلبه لي صديق من المعجبين بي، وفي المساء جاء صراف الفرقة وعرض علي أن يعطيني ثلاثين قرشا إذا عدت إلى العمل، ولم أستطع أن أرفض هذا العرض الذي أعتبرته إنقاذا لي من الجوع الذي كدت أذهب ضحيته.

الفنان محمود المليجي

متعهد الفرقة

أما الفنان (محمود المليجي) فيقول : أدركت أهمية (القرش الأبيض) يوم قضيت ثلاثة أيام سوداء مع إحدى الفرق التمثيلية فى إحدى بلاد الوجه البحري، فإن متعهد الفرقة جاء معنا إلى البلد ثم اختفى فجأة بعد أن جمع إيراد الحفلات التى تقرر أن تقيمها الفرقة فى هذه البلدة، وعبثا حاولنا العثور عليه، وكان علينا أن نعمل لأننا لا نستطيع مغادرة البلد فقد كنا جميعا لا نملك أجرة السفر، وفى هذه الأيام الثلاثة السوداء عرفت قيمة (القرش الأبيض).!

الفنان عبدالسلام النابلسي

شرط النجمة

يختتم التحقيق الفنان (عبدالسلام النابلسي) فيقول: كان ذلك أيام أن كنت ممثلا صغيرا أعمل مع الفرق المسرحية واتفقت مع بعض الزملاء على تشكيل فرقة تمثيلية وأعددنا رواية الافتتاح ولم يبق إلا قيمة إيجار المسرح، ولجأت إلى كل وسيلة وطرقت كل باب للحصول على قيمة إيجار المسرح بغير جدوى.

وفى هذه الأثناء سمعت أن إحدى الممثلات علمت بحاجتنا إلى مبلغ صغير لنستأجر به المسرح فعرضت أن تقرضنا هذا المبلغ بشرط أن تقوم بدور البطولة في الرواية، ووافقت على هذا الشرط، وافتتحنا الفرقة، وكانت ليلة الافتتاح ليلة أشد حلكة من الهباب، فإن الممثلة المذكورة نسيت دورها و(الميزانستين) الخاص به، واضطرب العمل واضطررنا إلى إنزال الستار بين تصفيق الجمهور وهتافاته الغنائية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.