حماقي .. نغمة نشاز في حفل الافتتاح المبهر لطريق الكباش !
كتب : أحمد السماحي
جاء احتفال افتتاح طريق الكباش بمدينة الأقصر الذي حضره الرئيس (عبدالفتاح السيسي) يوم الخميس الماضي، مبهرا في كل التفاصيل، حتى أننا يمكن أن نقول أننا عن طريق هذا الحفل، وحفل (نقل المومياوات الملكية) من متحف التحرير إلى متحف الحضارة، أصبحنا نسير نحو العالمية بثقة فى احتفالاتنا، ولقد استمتعنا بالحفل استمتاع المستيقظ لتوه بعد غفوة إغماء طويلة، وكشف الحفل عن طاقتنا الخلاقة في التفكير والتنظيم، وإننا لدينا كل الإمكانات التى تجعلنا عالميين ولا ننقل عن أي بلد أوروبي.
وهنا لابد من تحية المايسترو العالمي (نادر عباسي) ومعه الموسيقار (أحمد الموجي) على ما بذلوه من جهد خرافي في التأليف الموسيقي والغنائي لهذا الحفل المبهر الذي زخر بمجموعة من الأصوات المصرية الشابة الرائعة مثل (شهد عز، هايدي موسى، هند الراوي، عز الأسطول، وائل الفشني، لارا اسكندر)، هؤلاء الوجوه الغضة، والأصوات الرائعة المليئة بالحماس، والتى كانت بمثابة الزهورالتى تفتحت في الحفل، وأزاحت عن النفس كآبتها وفرحت قلوبنا جميعا.
الشيئ الصغير جدا الذي يؤخذ على الحفل كلمات أغنية (بلدنا حلوة، الكون بحاله، وبجماله مش في جمالها)، والتى قام بادائها المطرب (محمد حماقي) ببساطة ورشاقة وعذوبة، وجاء لحن الموهوب (إيهاب عبدالواحد) رائعا وفيه مزج بين أغنية (الأقصر بلدنا) مع اللحن الحديث، وهو شيء ليس بالسهل، خاصة في ظل وجود جزء باللغتين الإنجليزية والفرنسية، بأصوات (محمد حماقي ولارا إسكندر)، كما كان للموزع (نادر حمدي) دور كبير في خروج الأغنية بالشكل المناسب مع الصورة بهذا الشكل.
لكن كانت السلبية الوحيدة مع الكلمات التى كتبتها الشاعرة (منة القيعي) التى جاءت بسيطة للغاية، وليست على مستوى الحدث العالمي، خاصة الكلمات التى غناها (حماقي)، فالجزء الخاص بالفنانة (لارا اسكندر) والتى أدته باللغة الإنجليزية كان أفضل بعض الشيئ.
وكنت أتمنى أن يكتب هذا الجزء أحد شعرائنا الكبار، ولدينا العديد من الشعراء أصحاب الكلمة الحلوة المختلفة منهم (مدحت العدل، جمال بخيت، عوض بدوي، وائل هلال، هاني شحاته، نادر عبدالله، هاني عبدالكريم، محمد جمعه، نصر الدين ناجي) وغيرهم من الموهوبين الذين أمتعونا من قبل بالعديد من الأغنيات الوطنية التى سكنت ذاكراتنا ولم تبرحها حتى الآن خاصة (مدحت العدل، وجمال بخيت)، واللذين عبرا عن مصر بقوتها وعظمتها في كثير من كلمات الأغاني التي تحمل مشاعر وطنية صادقة كانت تليق أكثر بهذا الحدث الأسطوري الذي يعكس حضارة مصر التي أذهلت العالم.
وفى النهاية لابد أن نرفع القبعة ونحيي المنتج الكبير (سعدي جوهر)، والمشرف العام على الحفل (محمد السعدي) وفريق العمل بقيادة المخرج الرائع (أحمد المرسي) الذي أخرج لنا هذه التحفة الفنية التى نالت إعجاب العالم كله.