(شهريار زاد) .. الفستان الأصفر !
بقلم النجمة الكبيرة : فريدة سيف التصر
اتعرض عليا أفكار كتير أكتب عنها، نقد أغنية، مواقف مع أو ضد، أعمال أوضاع اجتماعية، قرارات.. وفضلت كمان أكتب بالعاميه علشان ماتفلسفش .. الحياة مش ناقصه فلاسفة وفرد عضلات، ما أنا لسه هاكتب لكم أشعاري بالفصحي.
ماعلينا قررت أنا مالي بغيري خلليني في نفسي، ده أنا قاموس مليان عناوين كل واحد تحته حدوته طويله ومعاني كتير أوي، وأكيد احترت ماهو مش ممكن كمان، أبدأ بنفسي وكأني طلعت لوحدي كده من الشباب على طول.. لأه لحظه لو سمحت ياللي بتقرا.. أنا ليا جذور وحدوته تعالوا ندخل من باب الذكريات اللي ماحضرتهاش لكن أمي حكيتهالي.. هاحكيلكم عن أمي الأول وأبويا وباختصار قد ما أقدر لحد ماجيت الدنيا، وهما برضه معايا في كل المراحل.
ياللا بينا نخبط ويفتح لنا الباب أرواح ساكنه فينا.. أنا سميت المرحله دي (فستان أصفر) وهاقول لكم ليه أمي الطفله الجميله أم عيون واسعه وشعر تقيل أسود ليل الذكيه اللي أمها ولدتها وماتت، والأب موظف ميسور الحال وشاب حليوه أمه قالت له اتجوز، قال لها: طيب والبنت اللي هى (أمي) قالت له الجدة خليها معايا.. ماشي إتجوز هو والجدة بعد خمس سنين ماتت.. ياحبيبتي يا أمي حتي دي كمان إتحرمتي منها، أما أبوها مراته ماوافقتش تاخدها مع إنها ماخلفتش.. فجدي حب إنه يسايس بنته ويجبر بخاطرها قال لها يالوزة ها ننزل نشتري حاجات حلوة.
المهم خدها وجاب لها لأول مرة حاجات العيد بنفسه وهى معاه كانت سعيدة أوي، إشترالها لبس نوم بيجامة بمبي مش بينك زي مابنقول دلوقتي. وبلوزة وجونلة (هما كانوا بيسموهم كده)، وبقي كل اللي عايزاه يجيبوه لها ووقفت البنت الحلوه قدام الفاترينة والمانيكان وتنحت وعصلجت ماتتحركش عايزه الفستان، وكان فستان أصفر بكرانيش وركامة بيضا والقماش أورجانزا حاجة كده زي الأميرات وطبعا جزمة بيضا وشراب أبيض، ووافق ولبستهم ومارضيتش تقلعهم، وقال لها ده لبس العيد يالوزة قالت له هالبسهم لحد العيد، وماكانتش مصدقه نفسها وهى ماسكه إيده وكل شويه تبوسها، وفرحتها بالفستان عجيبه وجاب لها حلويات وكانت كأنها عصفورة محبوسة وبدأت تصوصو.
(أمي قالت لي أول مرة أفرح بالعيد، وكان نفسها تقول ماما أو بابا).. بقت طول ماهي ماشيه بين كل كلمة وكلمة تقول له بابا، وكانت من ذكائها عارفة شكل شارع جدتها وبيت أبوها وشكله من زياره واحده.. لكن لقته ماشي طريق تاني خالص، قالت له رايحين فين يابابا هو أنا مش هاروح بيتك.. ماردش وودا وشه الناحية التانية ونزلت دمعة.. وقفته وحضنته وهو نزل لتحت مسحت له دمعته وقالت له مالك يابابا إنت زعلان علشان تيتا وماما ماتعيطش، أنا أهو هاحبك أوي وهانام جنبك ياللا نروح.
كل ده من طفله عندها أقل من سبع سنين.. قال لها معلش يالوزة إحنا هانروح عند خالتك (س)، قالت له هانزورها؟، قال لها لأه هاتقعدي عندها دي أخت ماما كأنها ماما يالوزة.. قالت له بس أنا عايزاك.. قال لها وأنا كمان بس إحنا مسافرين ومش هانقدر ناخدك معانا فهاتستني شوية هناك.. وكالعادة أمي بتحكيلي: إنها عمرها ماكانت من الأطفال اللي بيعيطوا.. ودت وشها الناحية التانيه وسرحت في إيه هى مش عارفة، ماشفتش غير وش جدتها ماهي ماشفتش أمها وسكتت وهو اليتيم له رأي.
ووصلوا بيت خالتها وحضنتها وباستها وولاد خالتها بنات وولاد في نفس عمرها أخدوها البنتين وراحوا يلعبوا، والخاله قالت للأب خلاص إتوكل إنت علي الله علشان ماتشبطش فيك ومشي.. (أمي كانت بتحكي وهى بتبكي).. ماسلمش عليها ماقالش جاي إمتي.. وبرضه ماعيطتش.. فتحوا الحاجات وأكلوا معاها الحلويات وشالوا الباقي.. هي كانت عايزه تشيلهم لكن ماتكلمتش.. طلعوا البيجاما الجديدة وخالتها قالت خلليها لما أحميكي بكره العيد.. ردت لوزة طيب حميني وأنام بيها.. قالت لها الخالة: ماقدرش أحميكي دلوقتي الدنيا ليل وتبردي وشالتها من قدامها.. وجابوا لها واحده من بتوع بنات خالتها ماهما حجم وسن واحد.. بس لوزه قالت مش عايزه أقلع الفستان أنا بحبه وببصه واحده قلعته وسمعت كلام خالتها حبت تحضن الفستان الأصفر أول مره أبوها ينزل يشتري معاها حاجات.
لكن الخالة قالت لها ماينفعش يتوسخ ويتبهدل ده حلو أوي ممكن يالوزة نشيله لبكره الصبح.. برضه ماتكلمتش هزت راسها وخلاص.. نامت وسلمت أمرها لله ومش فاهمة ليه جدتها مشيت وليه هى بس اللي أمها ماأستنتش لما تشوفها وليه أبوها مش بياخدها.. هى طيبه ومش هاتضايقهم.. ونامت، ولأول مره(أمي بتقول إنها بكت بحرقه وبصوت عمرها ماعملت كده أبدا لأنها لما صحيت الصبح ولقت بنت خالتها بتلعب مع صحابها وإخواتها وخالتها قاعدة مع جارتهم عادي.. وبنات خالتها واحده لابسة بيجامتها الجديدة والتانيه الفستان الاصفر..هانقف هنا لأني أنا كمان عيطت وافتكرتها وهى بتحكيلي وكل مرة أتخيلها وهى طفلة مقهورة عاليتم ولا فراق أمها وجدتها وأب مستسلم ولا علي أول فستان إختارته هى .. الفستان الأصفر…😢