في ذكرى ميلاد فيروز : نتعرف على أغنيتها المصرية التى غنتها قبلها 4 مطربات
كتب : أحمد السماحي
نحتفل اليوم بعيد ميلاد جارة القمر (فيروز) وصوت الملائكة على الأرض، فيروز التى قالت فيها ابنتها (ريما) :
صوتك عم يغني للعياد وللأولاد
للناس كلها عم بيغني، عم يزرع
محبة وسعادة وفرح، صوتك عم ينده العيد
صوتك هو العيد، عيد اللي ما عندن عيد
صوتك عم بيشتي تلج وفرح عالكل
بس أنا بيزعلني، بيذكرني بحزنك العميق
وحدي أنا من بين الناس بعرف أنك حزينة
وحدي بعرف أنو الغنية غنية، ومش حقيقة.
كانت المدرسة الابتدائية الرسمية التي التحقت بها (نهاد حداد أوفيروز) منذ صغرها، المنطلق الأول في بداية رحلتها مع الغناء، حيث برعت في أداء الأناشيد المدرسية، وحازت لقب أجمل صوت في المدرسة، وفي إحدى الحفلات المدرسية سمعها أستاذ الموسيقي (محمد فليفل) تنشد بعض الأناشيد، فأعجبه صوتها أشد الاعجاب، وأشارعليها أن تلتحق بالمعهد الموسيقي اللبناني حيث كان مدرساً فيه، وفي هذا المعهد علمها الغناء والنوتة الموسيقية، وفيه تجلت موهبتها الغنائية، وتميزت بسرعة التقاطها للألحان الموسيقية وجودة تأديتها.
بعد ذلك دخلت في فرقة (الأخوين فليفل) التي كانت تقدم الأناشيد المدرسية والوطنية في الاذاعة اللبنانية، وقدم الأخوان فليفل (نهاد) إلى لجنة الاستماع التي كانت تتألف من الموسيقار (حليم الرومي، وميشال خياط، ونقولا المني، وخالد أبوالنصر)، وكان ذلك في أوائل شهرفبرايرعام 1950م.
وأعجب (حليم الرومي) رئيس القسم الموسيقي في الإذاعة آنذاك، بصوتها، وطلب منها مقابلته في المكتب، وسألها ان كانت تجيد غناء غير الأناشيد، فردت بالإيجاب، وغنت له موال (ياديرتي مالك علينا لوم) الذي تغنيه أسمهان، والمقطع الأول من أغنية (يازهرة في خيالي) لفريد الأطرش، فازداد إعجابه وتقديره لصوتها، وعرض عليها أن تشتغل في الإذاعة فكانت تلك أمنيتها التي تحققت بعد موافقة والديها أولا، وموافقة مديرالإذاعة يومئذ الأستاذ (فائزمكارم)، فعملت فى البداية ككورس في الإذاعة اللبنانية، ونستطيع أن نقول أن هذه الفترة كانت فترة تدريب عملي هامة أو دروس (صولفيج) يومية كما يقول الشاعر المصري (فؤاد بدوي).
ثم تعهدها (حليم الرومي)، فأولى عنايته بمخارج الحروف والكلمات حيث اتضح له أن هذه الناحية بحاجة ماسة إلى الصقل، فأعد لها أغنية بعنوان (تركت قلبي وطاوعت حبك) على غرار الأغاني المصرية التى كان متأثرا بها بعد دراسته فى مصر وجلوسه فى مصر بضعة سنوات، وكانت هذه الأغنية هى الأولى التي حفظتها كمطربة خارج نطاق الأناشيد المدرسية، ولما عين لها موعد الحفلة كي تذاع على الهواء، اقترح عليها أن يكون اسمها الفني (فيروز).
وبعد نجاحها فى هذه الأغنية قدم لها الرومي أغنية ثانية مصرية الكلمات بعنوان (في الجو سحر وجمال)، وقدما معا ( ديو) بعنوان (عاشق الورد) يقول مطلعه :
أنا أبيع الورد، الورد قطف اليد
أبيض على أحمر، وجماله بلون الحب
ياورد يا أحمر يا فتان، ياحلو ياعنبر للخلان
ياعاشقين الورد بيطول الخد
ياشايلة الأزهار يابهجة الأنظار
أنتي تبيعي الورد، وحسنك يقيد النار
يامورده الخدود يابايعة الأزهار
منك زهور، وورود، ومنى عطف وجود.
وتلت هذه الأغنيات أغنيتان الأولى (أحبك مهما أشوف منك) كلمات (الأخوين رحباني) وكان الأخوين متأثرين فيها بأغنية الموسيقار محمد عبدالوهاب (أحبه مهما أشوف منه)، ويقول مطلعها:
أحبك مهما اشوف منك / ومهما الناس تقول عنك
أحبك … أحبك / مهما أشوف ..أِشوف منك.
والأغنية الثانية وهى موضوع عنوانا (ياحمام يا مروح بلدك متهني) كلمات الشاعر المصري (فتحي قورة)، والتى حصل عليها (الرومي) أثناء تواجده فى مصرويقول مطلعها :
يا حمام يامروح بلدك متهني خليني أنوح وإنت اللي تغني
آه ياحمام، ياحمام يامروح / خليني أنوح وإنتَ اللي تغني
آه يا حمام … ياحمام يا مروح
وهذه الأغنية سبقت (فيروز) فى غنائها أربعة مطربات مصريات حيث لحنها في البداية الملحن (خليل المصري) عام 1942 وأعطاها للمطربة (عزيزة جميل) التى غنتها مع فرقتها، وفى نفس العام باع (فتحي قورة) الأغنية للملحن (نجيب الصغير) الذي بدوره أعطاها للمطربة (زينب أحمد)، التى غنت لنفس الشاعر والملحن أغنية وطنية في نفس العام بعنوان (ياراية مصر الغالية) كما جاء في مجلة (أهل الفن).
وفى عام 1946 أعاد الملحن (خليل المصري) إعطاء لحنه للمطربة رائعة الصوت (شافية أحمد)، وعندما ظهرت المطربة (مديحة عبدالحليم) تلميذة (محمد عبدالوهاب) كما كان يطلق عليها، أعطى (المصري) لحن (يا حمام يا مروح بلدك) للمطربة الجديدة!