في ذكرى (ليلى مراد): نتعرف لأول مرة على سر تسمية (أنور وجدي) فيلمه (عنبر)
كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو ” سيلفي” بلغتنا الآن.
كتب : أحمد السماحي
الأساطير لا تموت ولا تذبل ولا ترحل عن عالمنا أبدا، و(ليلى مراد) أسطورة فنية عربية بدأت مبكرا، واعتلت القمة مبكرا، واعتزلت مبكرا أيضا، أدارت ظهرها للمجد والأضواء، واختارت الحياة الهادئة، وتربية ولديها (أشرف أباظة)، و(زكى فطين عبدالوهاب)، والهدوء والتمشي على كورنيش نيل جاردن سيتي، لكنها لم تختر أبدا الجلوس والتربع على عرش العقول والقلوب على امتداد الأرض العربية، فالجماهير هى من اختارتها بملء الإرادة، لذا تحولت من مجرد مطربة جميلة الصوت وممثلة رائعة الوجه والتعبير إلى أسطورة من أساطير الفن العربي الجميل.
اليوم نحيي الذكرى الـ (26) لرحيل سندريلا السينما الغنائية (ليلى مراد)، التى رحلت عن حياتنا فى مثل هذا اليوم 21 نوفمبر 1995، وبهذه المناسبة ننشر لها صورة من العرض الخاص لفيلمها الشهير(عنبر) تجمعها بفريق العمل وهم الموسيقار (محمد عبدالوهاب) ملحن جميع أغنيات الفيلم باستثناء دور (ملا الكاسات) الذي لحنه (محمد عثمان)، والنجم (أنور وجدي) بطل الفيلم، والفنان الكبير (عزيز عثمان) الذي شارك بدور (عم سكر)، والفنان الكوميدي (عبدالسلام النابلسي) الصديق المقرب من الجميع، والذي لم يشارك فى الفيلم وجاء لتهنئة زملائه.
كان فيلم (عنبر) هو الفيلم الرابع الذي يجمع (أنور وجدي وليلى مراد) وهو – كما يقول الكاتب صلاح طنطاوي – من الأفلام التى تخلت فيها (ليلى مراد) عن اسم (ليلى) وتسمت باسم آخر هو (عنبر)، وقد تم إنتاج الفيلم في نفس الفترة التى كان يعرض فيها في القاهرة بنجاح كبير وضجة صاخبة الفيلم الأمريكي (عنبر إلى الأبد) عن قصة الكاتبة (كاتلين ونسور)، وتمثيل (أندا دارنيل، وكورنيل وايلد).
ولا توجد علاقة من أي نوع بين الفيلم المصري، والفيلم الأمريكي، ولكن يبدو أن (أنور وجدي) أعجبه نجاح الفيلم الأمريكي، وأعجبه اسم البطلة فأسمى فيلمه الجديد على اسمها، حتى يستفيد من جماهيرية ونجاح الفيلم الأمريكي، وحتى يحدث للناس فضول فيقبلون على السينما لاعتقادهم أن الفيلم نسخة
مصرية من الفيلم الأمريكي.
ولم يكتف الفنان والمنتج العبقري عند هذا الحد بل أنه كان يردد طوال الفيلم جملة (عنبر إلى الأبد)، وإن كان يستعملها بمعنى مختلف عن المعنى الذى قصدته (كاتلين ونسور) مؤلفة الرواية الأجنبية، كان (أنور وجدي) يقصد بجملة (عنبر إلى الأبد) أن (عنبر هى اللي فيهم)، خاصة وأنه كان يغيظ بـ (عنبر) المطربة (حورية/ زينات صدقي) التى كانت تغني فى الكازينو الخاص به وهو (كازينو النجم الذهبي).!
عرض فيلم (عنبر) في مثل هذه الأيام وبالتحديد الأول من نوفمبر عام 1948 أي منذ 73 عاما بالتمام والكمال، وكان يتضمن مجموعة من الأغنيات التى مازالت ناجحة ومطلوبة حتى الآن وهى (سألت عليه قالوا مسافر، ملا الكاسات وسقاني، مين يرحم المظلوم، الشاغل والمشغول، دوس ع الدنيا، اللي يقدر على قلبي، موال يا سامعين صوتي)، كتب كلمات كل هذه الأغاني الشاعر المبدع حسين السيد.