بعد 75 عاما من غنائها نكشف لأول مرة ما فعله (محمد عبدالوهاب) فى (خطايا) كامل الشناوي
المطرب الحقيقي يمتلك حساً استثنائياً بالكلمة التي يغنيها، فهي لابد أن تتسرب إلى أعماقه، وتذوب في وجدانه، ويجب ألا تكون زائدة، أو مكررة،أو ثقيلة على الأذن، وإلا رفضها على الفور وطلب من الشاعر مؤلف الأغنية تغيير هذه الكلمة أو ذلك المقطع، فى هذا الباب سنتوقف مع بعض الأغنيات التى تم تغيير بعض كلماتها، أوحذفها .
كتب : أحمد السماحي
خلال الأيام القادمة وبالتحديد نهاية شهر نوفمبر الجاري نحيي الذكرى الـ 56 لرحيل الشاعر (كامل الشناوي) الذي رحل عن حياتنا يوم 30 نوفمبر عام 1965، والذي قال عنه شقيقه الشاعر المبدع (مأمون الشناوي) فى مقدمة ديوان (لا تكذبي) : كانت سخريات (كامل الشناوي) تملأ المجتمع الذي يعيش فيه مسرة ومرحا، أما دموعه وأحزانه فقد كان يسكبها في شعره إيقاعه نبض قلبه، وكلماته فيض مشاعره، وحبره دم فؤاده).
وبهذه المناسبة نكشف في باب (محذوفات الأغاني) هذا الأسبوع الكلمات التى حذفها وأضافها موسيقار مصر الكبير (محمد عبدالوهاب) من قصيدة (الخطايا) التى قام بغنائها فى فيلمه الأخير (لست ملاكا) إخراج محمد كريم.
حيث حذف محمد عبدالوهاب كلمات من بداية القصيدة التى يقول فيها (والخطايا مالها من غافر، فترفق وتمهل في الخطايا)، فقد اعتبر البعض أن هذه الأبيات تدخل في مشيئة الخالق سبحانه وتعالى، وأضاف كلمات من وحى القصيدة فى الكوبليه الثاني حيث أضاف ثلاث كلمات هي (ذكريات عصفت بي) وبعدها مباشرة جاء بالبيت الذي يقع في منتصف الكوبليه الثاني وهو (ذكريات لم تدع من أجلي إلا بقايا) وقدمه وجعله البيت الثاني للكوبليه الثاني، وحذف كلمتين هما (ذكريات حطمتني).
ثم رجع إلى أبيات القصيدة وغنى (ذكريات رسفت فى أدمعي) كما كتبها (كامل الشناوي)، وحذف شطرين من أبيات القصيدة التى يقول فيها (أنا لا أعرف حد لهواها، أنا لا أعرف حد لهوايا)، ثم حذف أيضا الكلمات التى تقول (ضمها صدري ومست شعرها راحتي)، واستبدل كلمة (قلبي) بـ (شوقي) فى جملة (شدة شوقي)، واستبدل كلمة (فإذا ما) بكلمة (كلما) في جملة (كلما نفضت عيني الكرى)..
وإليكم كلمات القصيدة كاملة كما كتبها الشاعر مرهف الحس والإحساس (كامل الشناوي) وستجدون الكلمات المحذوفة هى المكتوبة باللون الأحمر في القصيدة..
زعموا حبي يا قلب خطايا
لم يطهرها من الإثم بكايا
والخطايا مالها من غافر
فترفق وتمهل في الخطايا
حسبنا ما كان وإهدأ هاهنا
في ضلوعي، واحتبس خلف الحنايا
لا تثر لي ذكرياتي أنها شيبتني
وشيبت حتى صبايا
ذكريات رسفت في أدمعي وشجوني
وتمشت في دمايا
ذكريات حطمتني
ذكريات لم تدع من أجلي إلا بقايا
أنا لا أعرف حدا لهواها
أنا لا أعرف حدا لهوايا
كم يريني النوم منها عجبا
فتنة يقظى، وروحا وسجايا
ضمها صدري، ومست شعرها راحتي
وارتشفتاها شفتايا
وعليها من ذراعي وثاق
شدة قلبي، وأرخته يدايا
فإذا ما نفضت عينى الكرى
لم أجد بين ذراعي سوايا
آه من نومي ومن صحوي
ومن ساعة تعلن أو تخفي أسايا
آه منها، أنا لم أدرك مداها
آه مني، هى لم تدرك مدايا
حطمتني مثلما حطمتها
فهي مني وأنا منها شظايا.