أعمال أثارت جدلا بسبب أسمائها على غرار (المومس الفاضلة)
كتب : أحمد السماحي
الضجة التى أثارها إعلان النجمة (إلهام شاهين) عن نيتها تقديم المسرحية العالمية (المومس الفاضلة)، والتى صاحبها اعتراض من أحد أعضاء مجلس الشعب، وكثير من السلفيين، جعلنا نسترجع بعض الأعمال الفنية والمسرحية التى أثارت جدلا كبيرا فى الشارع المصري ليس بسبب مضمونها أو أحداثها أو أبطالها، ولكن بسبب أسمائها.
شمشون ولبلب
أول هذه الأعمال الفيلم الشهير (شمشون ولبلب) الذي ما زال يعرض بنجاح حتى الآن على الفضائيات، هذا العمل أثار جدلا واسعا في الوسط السياسي والديني بسبب أسمه، وإذا كانت (المومس الفاضلة) لم تعرض ولا حتى بدأت بروفاتها، ففيلم (شمشون ولبلب) بعد عرضه عام 1952 لمدة أسابيع، تم سحبه من دور العرض بدون سبب معروف للجمهور العادي، وبعد قيام ثورة يوليو، واستقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية أعيد عرض الفيلم مجددا فى نهاية العام لكن باسم آخر هو (عنتر ولبلب).
ولاحظ الجمهور أنه كلما ورد اسم (عنتر) على لسان إحدى الشخصيات في الفيلم يجده يُنطق بصوت يختلف في نبراته وطبقته ودرجة تطابقه مع حركة الشفاه، حيث تم استبدال اسم (شمشون) باسم (عنتر) عن طريق عملية مونتاج لشريط الصوت شملت حذف اسم (شمشون) من على لسان العاملين في الفيلم!.
إذا ماذا حدث لتغيير اسم الفيلم من (شمشون ولبلب) إلى (عنتر ولبلب)؟، الحكاية ببساطة أن يهود مصر في هذا الوقت انزعجوا جدا من أن يطلق اسم (شمشون) وهو أحد الأنبياء لهم على شخصية شريرة في الفيلم، وما أزعجهم أكثر أن الفيلم حقق نجاحا كبيرا في الأيام الأولى لعرضه، وكان الجمهور يخرج من دور العرض وهو سعيد جدا بانتصار (لبلب) الطيب ابن البلد على (شمشون) الجبار المتكبر!
وأبلغ يهود مصر اعتراضهم لحاخام اليهود وقتها (حاييم ناحوم) أفندي الذي تقدم بمذكرة إلى مجلس قيادة الثورة، يطلب فيها تغيير اسم الفيلم، ونظرا لأن الثورة كانت في أيامها الأولى والضابط الأحرار لا يريدون فتح النار عليهم من كل الأبواب، خاصة أن هناك فئة من الشعب المصري كانت رافضة للثورة، فاستجابوا لطلب (حاييم ناحوم)، وبالفعل تم تغيير اسم الفيلم.
القاهرة الجديدة
من الأفلام أيضا التى أثار اسمها جدلا كبيرا فيلم (القاهرة 30) الذي عرض عام 1966 ويعتبر واحد من كلاسيكيات السينما المصرية، وقد بدأ اهتمام المخرج (صلاح أبوسيف) بالرواية منذ نشرها عام 1945، وعن ظروف خروج هذه الرواية لفيلم يقول (صلاح أبوسيف) فى كتاب (يوميات فيلم القاهرة 30): أحببت الرواية جدا منذ قرأتها أول مرة وقدمتها للرقابة للحصول على تصريح بها، لكن الرقابة رفضت وكررت تقديمها للرقابة أربع مرات وتكرر الرفض، رفضتها الرقابة قبل الثورة لأنها تكشف عن عفونة الوضع الاجتماعي وتنذر بانهياره، كما رفضتها بعد الثورة لبشاعة تصرف شخصياتها.
وفي المرة الخامسة وافقت الرقابة وكان ذلك عام 1964 أي بعد حوالي عشرين عاما من إصدار الرواية، لكنها اشترطت تغيير اسم الفيلم من (القاهرة الجديدة) إلى (القاهرة 30) حتى لا يوحي بأنه ينتقد أوضاع (القاهرة الجديدة)، أي فيما بعد ثورة يوليو 1952.
دنيا الله
من الأفلام التى تؤكد وقائعها إننا نرجع للخلف ولا نسير للأمام، والتى تشبه ما حدث لمسرحية (المومس الفاضلة) فيلم (دنيا الله)، هذا الفيلم مأخوذ عن قصة بنفس الاسم للأديب العالمي (نجيب محفوظ) جاء ضمن فيلم (3 قصص) الذي أنتج عام 1968 وكان يتكون من ثلاثة قصص كتبهم ثلاثة أدباء هم (يوسف أدريس) صاحب قصة فيلم (5 ساعات)، و(يحيي حقي) صاحب قصة فيلم (إفلاس خطبة)، والقصة الثالثة هى (دنيا الله) التى قام ببطولتها (صلاح منصور، ناهد شريف، ملك الجمل)، وتحكى عن فراش بإحدى المصالح الحكومية اقترب من سن المعاش ولم يستمتع بحياته مطلقًا فيقرر اختلاس مرتبات الموظفين ليستمتع بحياته مع عشيقته.
رغم أن الفيلم قدم باسم (دنيا الله) عام 1968، إلا أن الرقابة رفضت الاسم عندما قرر النجم (نور الشريف) إعادة تقديم القصة عام 1985، وبعد الانتهاء من تصوير الفيلم وطبع الأفيش اعترضت الرقابة على اسمه، فتم استبداله بعنوان (عسل الحب المر).
ولا فى النية ابقى فلبينيه
عام 1999 أثار فيلم (ولا فى النية أبقى فلبينية) هذا الفيلم الكوميدي الجميل الذي قام ببطولته (أحمد آدم، هاني رمزي، طلعت زكريا، وفاء عامر) أثار اسمه وزارة الخارجية الفلبينية التى أصرت عبر سفارتها بالقاهرة على تغيير الاسم، وإلا اعتبرت ذلك إساءة للفلبينيين، وبالفعل اضطر مخرج الفيلم (كريم ضياء الدين) وصناع فيلم (ولا في النية أبقى فلبينية) الرضوخ لتهديدات الخارجية الفلبينية وتم تغيير اسم الفيلم بحذف كلمة (فلبينية)، وتحويله إلى (ولا في النية أبقى)!.
الناظر صلاح الدين
بعد عام من واقعة فيلم (ولا فى النية أبقى فلبينية) أثار فيلم (الناظر) بطولة (علاء ولي الدين، هشام سليم، محمد سعد، باسمه) أزمة بسبب اسمه حيث كان اسمه في البداية (الناظر صلاح الدين)، ثم طلبت الرقابة تغيير اسمه، بسبب الاشتباه في تشويهه للتاريخ، وسخريته من القائد المسلم (صلاح الدين الأيوبي) الذي يعرف عنه أنه قاهر الصليبيين ومحرر بيت المقدس، وبالفعل استجاب صناع الفيلم لرأي الرقابة وقاموا بتغيير الاسم.
منتهى اللذة
هذا الاسم أثار حفيظة العاملين بالرقابة وأصابهم الأسم بشلل رعاش، ورفضوا عرض فيلم عنوانه (منتهي اللذة) حيث أعتبروا العنوان غير لائق، ويوحي بمعني جنسي، وأمام تعنت الرقباء، قرر صناع الفيلم خداع الرقابة والجمهور معا باختيار عنوان بديل وهو (الحياة.. منتهي اللذة)، وابتسم الرقباء وقتها بينهم وبين أنفسهم لأنهم استطاعوا تغيير اسم الفيلم الذي كان أول وآخر بطولة للمطرب اللبناني (يوري مرقدي) في السينما المصرية، وشاركه البطولة عام 2005 كلا من (حنان ترك، منة شلبي، زينة، مجدي كامل، سعاد نصر).
ظاظا رئيس جمهورية
عام 2006 اعترضت الرقابة على المصنفات الفنية على اسم الفيلم الكوميدي (ظاظا رئيسا للجمهورية) وطالبت بسرعة تغيير الاسم الذي كتبه مؤلف الفيلم (طارق عبدالجليل)، لأنها اعتبرته يحمل نوعا من السخرية من رئيس الجمهورية، وبعد مباحثات ونقاشات، قرر القائمون على الفيلم تغيير اسمه إلى (ظاظا) وحذف جزء (رئيس جمهورية) من العنوان.
إسلام حنا
عام 2014 تردد المخرج والمؤلف (عمرو سلامه) على ردهات الرقابة كثيرا، بسبب فيلمه (إسلام حنا) الذي يناقش فكرة التعصب الديني والخجل من الكشف عن الديانة في مصر لدى بعض المسيحيين، من خلال قصة طفل مسيحي أخفى ديانته عن زملائه خجلا منهم، وظل الفيلم بمثابة أزمة للرقابة حتى تم تغيير اسمه إلى (لامؤاخذة)، وتم تغيير بعض مشاهده.
إلبس عشان خارجين
كما اعترض جهاز الرقابة على المصنفات الفنية على اسم فيلم (البس عشان خارجين) بطولة (إيمى سمير غانم وحسن الرداد)، حيث رأت اللجنة الفنية بالرقابة أن كلمة (البس) بها إيحاء قد يسىء البعض تفسيره، وطالبت المنتج (أحمد السبكى) بتغيير اسم الفيلم، وبالفعل قام بتغييره وجعله (عشان خارجين)!
الحسين ثأرا وشهيدا
من أشهر المسرحيات التى أشتهرت رغم عدم خروجها للنور هي مسرحية (ثأر الله) إخراج كرم مطاوع، وبطولة (عبدالله غيث، وسميحة أيوب)، والحكاية ترويها بنفسها السيدة (اعتدال ممتاز) رئيس جهاز الرقابة فى هذا الوقت حيث تقول: (حدث أن أرسل المسرح القومي إلى الرقابة بمسرحيتي (الحسين ثائرا والحسين شهيدا)، بغرض الترخيص بتأديتهما على المسرح جماهيريا، وكان المؤلف (عبدالرحمن الشرقاوي) قد خاطب الأزهر الشريف قبل أن يتوجه إلى الرقابة.
وأرسل إليه بنسخة من كل من المسرحيتين، ورأت إدارة البحوث والنشر بالأزهر الشريف ضرورة تصحيح اثنتين وعشرين صفحة حددتها من مسرحية (الحسين ثائرا)، كما اشترطت بعض التحفظات أهمها عدم ظهور شخصيتي سيدنا الحسين، والسيدة زينب رضي الله عنهما بشخوصهما على المسرح، بل يؤدي دورهما راوي وراوية، كما كان هناك شرط عرض المسرحية على الأزهر الشريف مرة ثانية بعد تأديتها على المسرح وقبل عرضها جماهيريا حتى يطمئن إلى تنفيذ ملاحظاته أو تحفظاته.
وبعد فترة اعترضت لجنة الأزهر على الاسم (الحسين ثأرا والحسين شهيدا) وانتهى اجتماع اللجنة المشرفة أن يتقدم المسرح القومي بعمل يضم المسرحيتين معا، وعليه تقدم المؤلف بعمل جديد أسماه (ثأر الله)، ورغم كل التغييرات التى حدثت للنص والإسم، لم تخرج المسرحية للنور.
حزمني يا بابا
أما مسرحية (حزمني يا بابا) التى عرضت عام 1994 فبعد عرضها بفترة اعترضت الرقابة الشعبية أو الجمهور على كلمة (بابا)، وقالوا أن العمل دعوة لأن يقوم الأب بتحزيم ابنته ليعلمها الرقص، هذه الحملة جعلت الرقابة تطلب من صناع المسرحية حذف كلمة (بابا) من العنوان لتصبح (حزمني يا) وبسبب هذه الحملة أقبل الجمهور على المسرحية فاكتشفوا أن المسرحية عمل كوميدي غنائي استعراضي رائع، ليس له علاقة من قريب أو بعيد بالعنوان فحققت المسرحية نجاحا كاسحا.