(حكايات من زمن فات) .. تيتا ونادية
بقلم : سامي فريد
من منا يذكر مطربة اسمها تيتا صالح؟..
ولمن لا يعرف تيتا صالح فهي ابنة الثنائي الفكاهي الذي عشقه جمهور مسرح علي الكسار في عز تألقه: صالح ونعيمة ولعة واللذان كانا يقدمان الاسكتشات الفكاهية بين فصول مسرحيات الكسار.
بدأت تيتا صالح مشوارها الغنائي وعمرها 9 سنوات في برامج (بابا شارو) في (الراديو) ثم غنت كمطربة وعمرها 12 سنة لما اختارها الفنان السيد بدير اسم تيتا تشبها بفيلم (تيتا وبخ) أشهر أفلام تلك الفترة واستمرت تيتا تغني حتى سمعها كمال الطويل والموجي على مسرح كوبري الجلاء بعد وفاة بديعة مصابني، بعد أن انتقلت مكليته على أنطوان عيسي فرغلي فى مسرح الجلاء غنت مع ثريا حلمي ومحمود شكوكو حتى نصحها الملحن كمال الطويل بأن تتقدم لامتحانات الإذاعة كمطربة فاجتازت الامتحانات بنحاج وقبلهتها الإذاعة كمغنية ألحان خفيفة راقصة، فكانت معظم أغنياتها من ألحان الموسيقار علي إسماعيل.
وتقول تيتا أن لها في الإذاعة أكثر من 15 مونولوجا أشهرها كان منولوج (الفريكيكو) الذي غنته مع المونولوجسيت سعاد أحمد في فيلم (حب من نار)، والذي تقول كلماته لمن لا يزال يذكرها (اطلع يا بتاع الفريكيكو/ على مين يا بتاع الفريكيكو)، كما لها أيضا أغنية (القلب يدوب لو حب) في فيلم (حياة غانية) أمام برلنتي عبدالحميد وكمال الشناوي، ولها أيضا نبض الأغنيات الحقيقية في الحلقات التليفزيونية (القاهرة والناس).
تيتا صالح اليوم وقد تجازه عمرها الستين عاما تعيش وحيدة وحزينة مع ذكرياتها مع هند رستم التي غنت على صوتها أغنية (حبيبي يا رقة.. فاكر مى لأه) في فيلم (اعترفات زوج)، وتقول أنها أصبحت الفنانة هند رستم لإنسانيتها وحنانها الزائد كانت بينهما تليفونات حتى انشغلت الفنانة هند رسم بمستشفي زوجها الدكتور محمد فياض لأمراض النساء والولادة، وحتى أصبيت هى بحساسية في الصدر أثرت على صوتها، فذهبت إلى نقابة المهن الموسيقية للسؤال عن المعاش المبكر وقت رئاسة الموسيقار أحمد فؤاد حسن للنقابة، وتقول إن الموسيقار أحمد فؤاد حسن أكرمها وأرسلها على نفقة النقابة إلى الحج وعادت لتتزوج ولها ولد وبنت أكملا تعليمهما وتزوجا وهى ولله الحمد تقول أنها تعيش ما تبقى من عمرها مستورة بمعاش النقابة المبكر وهو 280 جنيها تخصم منه النقابة 50 جنيها فيكون الباقي لاعاشتها 230 جنيها لكنها تقول:
مستوردة .. الحمد لله .. ولولا ابني الذي يتكفل بباقي مصروفاتي لأصبح الوضع شديد الصعوبة.
آخر كلام تيتا صالح كان حزينا أشد الحزن وهى تقول: لا حد يذكرني الآن بعد أن أبدلت أيام الشباب.. ومازالت أحلم بيوم يسال عني فيه صديق طفولة عمار الشريعي.. لكنها أصيبت بما تشبه الصدمة عندما علمت بخبر وفاته..
أما عنوانها فكان: ميدان باب الخلق، شارع القلعة رقم 99 شقة 26 الدور الخامس..
كانت هذه هى بعض السطور عن فنانة جميلة وصوت نادر لم يعد أحد يذكرها.. ولأسباب مجهولة لا تذيع إذاعتنا بمحطاتها المختلفة شيئا من أغانيها أو مونولوجاتها.
ثم نأتي إلى مطربة أخرى اختفت سريعا وكانت في بداية طريقها الذي كانت تشقه بنجاح هو المطربة نادية فهمي التي لم يعرف أحد حتى الآن حقيقة اسمها.. فهل هى : فتحية فايد خليفة كما قالت بعض المصادر .. أم هى ثريا عبدالعزيز فايد في محيط أسرتها أخرى؟ أما الثابت فهو أن اسمها هو (نادية) .
وهى من مواليد 27/3/1931 وكانت وفاتها يوم 1/6/1959 في حادث طريق وكانت متوجهة إلى كازينو الأندلس في الهرم عندما صدمتها سيارة نقل كانت تحمل اسطوانات البوتاجاز فحطمت سيارتها وتوفيت هى أثر الحادث.
والثابت أنها كانت زوجة لعباس فهمي حسن الذي اخذت منه اسم فهمي لتضيفه إلى اسم نادية وقد توفيت نادية فهمي عن 28 عاما.
وقد غنت نادية فهمي بنجاح شديد كان يشير إلى مستقبل كبير وهى التي قالوا أنها صاحبة صوت أسمهاني نادر وقد غنت نادية فهمي مع فريد الأطرش (أنا وانت والحب ثالتنا)، وأغنية أخرى هى (أنا وانت والحب كفاية علينا)، ثم أغنية (آه يا سلام ع الهوى)، وأغنية (أبوس النار ماتحرقنيش/ أبوس خدك يلهلبني) من فيلم (الملاك الظالم).
ومع عادل مأمون غنت نادية فهمي أغنيته مشتركة هى (شوف الدنيا جميلة هنية)، كما غنت أيضا أغنيتها التي لاقت نجاحا كبيرا هى (عطشانة)، فبرغم هذا فما زالت إذاعتنا الكريمة تبخل على مستمعيها بأي من أغنيات نادية فهمي أو تيتا صالح لكلا من مطربتان في الظل أو مطربتان تحت الطلب أو مطربتان من تراثنا الغنائي الذي ينتظر اندثاره فلا يعود أحد يعرفه او يعرف تاريخه.