المنتج الشهير(محمود موسى) : جاني الأسمر لـ (عتاب) سبب سعدي، وأشعلت سوق الكاسيت !
كتب : أحمد السماحي
محمود موسى هو واحد من أشهر منتجي الكاسيت فى الثلاثين سنة الماضية، ثقافته الفنية وحسن اختياره وإيمانه بما يقدمه من فن، كان وراء شهرته الكبيرة في الوسط الفني، نجح مع شقيقه المنتج (أحمد موسى) في نشر وترويج الأغنية اللبنانية والخليجية في مصر، قبلهما لم يكن الجمهور يعرف سوى الجيل الذهبي للأغنية اللبنانية مثل السيدة فيروز، وديع الصافي، نصري شمس الدين، وكان حب الجمهور لهؤلاء العمالقة شفهيا، عن طريق الإذاعة والتليفزيون فقط، غير ملموس أو محسوس بألبومات يقبل عليها ويشتريها.
حتى جاء الأخوين (موسى) وحولا الحب الشفهي إلى حب ملموس، حب يصرخ بالمتعة والنشوة، وقدما لنا الجيل الثاني والثالث من المطربيين اللبنانيين، فعرفنا عن طريق شركتهما (وليد توفيق، راغب علامه، ماجدة الرومي، جورج وسوف، نجوى كرم، جوليا بطرس، عاصي الحلاني، نوال الزغبي، علاء زلزلي، أحمد دوغان، باسمة، مروان خوري) وغيرهم الكثير والكثير، ومن مطربي الخليج (خالد الشيخ، عبدالله الرويشيد، نبيل شعيل، عتاب) وغيرهم.
نجح (محمود موسى) فى أن يكون منتج له وجهة نظر ورؤية وهدف، فالإنتاج فى رأيه لم يكن مجرد تمويل عمل فني بقدر ما هو قصة حب مغزولة بالحماس والصدق والفن، وعلى مدى مشواره الفني اكتشف نجوم، وأعاد تلميع نجوم، بعضهم خذله، وبعضهم كان وفيا، أحس (موسى) في بعض الأحيان بالقهر والغدر من كثيرين كان لهم بمثابة الوردة فجرحوه بشوكهم وقلة أصلهم، وأحس فى أحيان آخرى بالحب والأمان بسبب الأوفياء المخلصين.
محمود موسى خص (شهريار النجوم) ببعض (حواديت الأغاني) التى قام بإنتاجها، وسنقصها عليكم كل فترة، وهذا الأسبوع سنتوقف مع واحدة من أوائل الأغنيات التى أنتجها وهى (جاني الأسمر) التى أنتجها للمطربة السعودية الراحلة (عتاب).
وعن ظروف خروج هذه الأغنية للنوريقول: (جاني الأسمر جاني) هى اصلا للمطرب السعودي (علي عبدالكريم)، وقام بغنائها أول مره عام 1982 في دبي في فترة كأس الخليج الدورة السادسة، واستمعت إليها وأعجبت بها، واشتريت حقوق غنائها من شركة (النظائر) الكويتية عندما فكرت فى الإنتاج، وجئت إلى مصر وقمت بأعطائها للمطربة السعودية (عتاب) بعد أن أعاد توزيعها الموسيقار المبدع الراحل (مختار السيد)، وقمت بطرحها في ألبوم غنائي مع خمس أغنيات أخرى قديمة لـ (عتاب)، هى (شراع، ارحميني، تالت يوم، لحظة التوديع).
وبمجرد طرح الألبوم فى السوق المصري عام 1986، كان بمثابة انتشار النار في الهشيم، أشعل سوق الكاسيت لدرجة أنني كنت ذهبت إلى المصيف، وفي اليوم الذي طرح فيه الألبوم وجدت مصر كلها تغني الأغنية، والأغنية تنطلق من السيارات والشوارع والبلكونات، وكل مكان في مصر، حتى أنني قطعت المصيف وعدت إلى القاهرة فى نفس اليوم لطبع كميات أخرى من الألبوم الذي نفذت طبعته الأولى في ساعات قليلة، وتم سرقته ونسخ طبعات أخرى مزورة نظرا لكثرة الطلب عليه، وعدم وجود طبعات فى السوق تستوعب القوى الشرائية.
وكان هذا الألبوم وبالتحديد أغنية (جاني الأسمر) سبب في سعدي واستمراري في عالم الكاسيت، وأيضا كانت الأغنية سببا في شهرة المطربة (عتاب) فى القاهرة كأول مطربة سعودية يغني لها الشارع المصري أغنية، وبعدها توالت أعمالنا مع عتاب فطرحنا لها ألبوم آخر بعنوان (يا أهل الملام) كان يتضمن سبع أغنيات هى (مين فينا ياهل ترى، لا تصدق اللي يحكون، ساعي البريد، خلاص في حبكم، يا غدار، ماعلى العاشق ملام، غربة ومتغربين)، وكلها تم تسجيلها في ستديو النهار لصاحبه الفنان الكبير (محمد نوح)، وكان مهندس الصوت (عمر فودة)، وقام بتوزيع كل الأغنيات سواء فى ألبوم (جاني الأسمر) أو (يا أهل الملام) الموسيقار(مختار السيد).
جدير بالذكر أنه فى الوقت الذي اشتهرت فيه الأغنية وعرفها الجمهور فى العالم العربي كله بصوت المطربة (عتاب) لم تحقق نسخة مطربها الأصلي (علي عبدالكريم) أي نجاح يذكر!.
وعندئذ توقف (محمود موسى) عن حكي ظروف خروج أغنية (جاني الأسمر) للنور، وإلى لقاء آخر معه فى حكاية جديدة من (حواديت الأغاني).