الجزيرة الوثائقية تتحول إلى منبر تنويري أخيرا !
كتب : محمد حبوشة
لاحظت مؤخرا أن قناة (الجزيرة الوثائقة) قد عدلت من سياستها التحريضية إلى ضفة أخرى من الجدية في التوثيق الذي يسعى إلى تقديم رؤية تنويرية كاشفة عن أبرز المفكرين والأدباء والأفلام التي توضح الجوانب الإيجابية في التاريخ العربي والإسلامي الزاخر بالكنوز والدرر التي تشير إلى كيف أثرت الحضارة العربية والإسلامية على الشرق والغرب بفكر تنويري راق يؤكد لي أنه ليس سرا أخفيه أو موقفا أخجل منه عندما أقول إنني رأيت دائما في قناة (الجزيرة الوثائقية) نقلة نوعية مشرفة في الإعلام العربي.
وللأمانة فإن (الجزيرة الوثائقية) أصبحت تتمتع ببصمتها المتميزة على الوضع في الوطن العربي، وإلى درجة يمكن القول بأن وجودها أصبح له دور محوري إيجابي في الكثير مما عرفناه في العقود الماضية من إساءات للعالم العربي، وبأن إنجازات كثيرة ما كان يمكن أن تتم لو لم تكن هناك (الجزيرة الوثائقية)، وأيا كانت مآخذ البعض عليها، حقا أو تجاوزا، ومن ثم بدأ يتغير موقفي بعد أن كنت أقول بأن القناة الإخبارية ليست جمعية خيرية، وبأن علينا أن نقدم وجهة نظرنا بالأسلوب السليم الذي يحترم المنبر والمشاهد.
وأجد نفسي اليوم مضطرا لوقفة سريعة بعد أن شاهدت برامج الجزيرة الوثائقية ومضمون أفلامها الوثائقية الرائعة مضمونا وهدفا ساميا بعد أن اتسمت بالمصداقية في الطرح التنويري الذي غدا واضحا أن يختلف في مصداقيته عن نظرتها السلبية السابقة، فمصداقية المنبر هو من صدقية ما يقدمه، ورغم ما لاحظته منذ مدة أن بعض الأفلام الوثائقية عن الحرب العالمية الثانية تقدم كما صاغها المنتجون الأوربيون، وكثير منهم متعاطفون مع الصهاينة أو موالون لهم، وهكذا تُمرر أحكاما مطلقة تدين الخصم بصورة كاريكاتورية تتناقض مع الواقع، إلا أنني وحتى إشعار آخر، بدأت أثق في الجزيرة الوثائقة، وآمل أن يحرص القائمون على الفضائية في الحفاظ على ثقتنا بهم، فيراجعون ما يقدمونه على القناة، للقيام بعملية تنقية لها، إذا لم يدركوا أن مكان بعض الإنتاج الإعلامي هو سلة النفايات.
وعندما شاهدت مؤخرا فيلم (الإمام والحكيم) ضمن سلسلة (جسور التواصل)، تذكرت ما كتبه المفكر الفرنسي (ريجيس دوبريه) في كتابه (حياة الصورة وموتها): أن الإنسان الذي يمر وهو يعرف أنه فقط عابر يرغب في البقاء؛ ولذا يلتقط الصور الفوتوغرافية، ويصنع الأفلام كي يحفظ الأشياء المهددة بالزوال أو الانقراض، فإنه لم يقترب سوى من دافع وحيد خلف التوثيق الذي لم ينج من أهداف تلونت بتوجهات سياسية وفكرية واقتصادية، ووظائف تتماس مع رغبة الممول الواقف خلف تلك الأعمال للتأثير في تغيير الاتجاهات أو إعادة كتابة التاريخ من وجهة نظره.
تذكرت قول (دوبريه) عندما بدأ الفيلم بمقدمة تعكس جوهر القضية في قولها: تصمت طبول الحرب، ويتلاشى أزيز الرصاص، لا بد أن تطرق مسامعك أصداء صوت الحكمة والسلام، قد تكون خافتة ولكنها مسموعة، أصوات تذكرك أن الأمل ما زال موجودا لتلاقي بني البشر على قيم أرفع من سفك الدماء، وأرقى من التناوش على فتات الأرض، بينما كان العالم يحاول النهوض من تحت ركام الحرب العالمية الأولى في أوائل القرن العشرين، لاحت في سماء الشرق بوارق أمل، تمثلت في رسائل متبادلة بين رجلين يمثلان في بلديهما القمم السامقة للأخلاق والمثل العليا، وهما الإمام محمد عبده مفتي الديار المصرية، والأديب (ليو تولستوي) الروائي الروسي الشهير.
وهنا قامت (الجزيرة الوثائقية) بتسليط الضوء على هذه المراسلات المهمة، ووقفت على نقاط التلاقي والاختلاف بين العلمين الكبيرين، ورصدت آراء المهتمين بالحدث، وقراءات النقاد لهذه الخطابات، ثم قدمتها في مادة وثائقية ممتعة تحت عنوان: (الإمام والحكيم) ضمن سلسلة وثائقية من خمس حلقات تحمل عنوان (جسور التواصل)، بدأتها باستعراض أجواء نهاية القرن التاسع عشر، حيث كان قد مضى على مصر عشرين عاما تحت الاحتلال البريطاني، وكانت الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في أسوأ أحوالها، والفقر يجثم على صدور الغالبية العظمى من الشعب المصري، والجهل يطبق على أرجاء المحروسة.
يضيف الفيلم في ثنايا السيناريو الذي لايشعرك طوله بأي نوع من الملل: كانت المؤسسة الدينية والتعليمية الأبرز في ذلك الوقت هي الجامع الأزهر، وكان حاله هو الآخر صدى للحالة المتردية في البلاد، وفي منتصف 1899 صدر مرسوم وقعه الخديوي عباس، بتعيين الشيخ محمد عبده مفتيا للديار المصرية، وقد كان منصب الإفتاء حتى تلك اللحظة منوطا بشيخ الأزهر، وبموجب هذا المرسوم أصبح محمد عبده أول مُفتٍ مستقل للديار المصرية، وحينها ترك محمد عبده مناصب القضاء التي بدأها في مدينة بنها عام 1889 حتى أصبح مستشارا في محكمة الاستئناف، وأصبح أخيرا في موضع يسمح له بتحقيق حلمه الذي طالما راوده في تجديد الخطاب الديني بما يتطلبه مولد قرن ميلادي جديد، بكل الوعود التي يحملها من تطور للبشرية في شتى المجالات.
في تلك الفترة من التاريخ كانت روسيا ترزح تحت حكم القيصر الأخير (نيكولا الثاني) بحسب فيلم (الإمام والحكيم)، وكانت الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية تعاني اضطرابا كبيرا لا يختلف كثيرا عن الحال في مصر، وكل الأوضاع تنبئ بثورة قريبة لا محالة، فالمؤسسة الدينية الأرثوذكسية تعاني مشاكلها أيضا، والجميع في روسيا الكبيرة في مرمى النيران، كان هناك رجل واحد يحظى بالاحترام بما يشبه الإجماع، ليس في روسيا وحدها، بل في العالم أجمع، لم يكن ينتمي للكنيسة، ولكنه كان بمعنى أو بآخر ينتمي للإنسانية كلها، وهو (ليو تولستوي) الذي لم يكن فقط ذلك الروائي الكبير الذي يعدّ واحدا من أهم كتاب الرواية تاريخيا، بل كان كذلك مصلحا وداعية سلام اعتنق أفكار المقاومة السلمية، فصارت رؤاه رائجة في أرجاء الأرض، حيث بلاد كثيرة تعاني تحت وطأة الاحتلال والظلم.
قالت عنه في ثنايا الفيلم (ناديجدا باخموتوفا) وهى باحثة لغوية ومترجمة: بالنسبة لنا، فإن (ليو تولستوي) كاتب في غاية الأهمية، فقد عاشت كتب هذا الرجل بيننا عبر أحداث تاريخية متباينة، مثل الحرب الوطنية العظمى، والحرب العالمية الثانية، وأحداث غيرتنا وتغيرت طيلة القرن العشرين بتاريخه المعقد، أما المستشرقة (آنا بليكافا) فقالت: أعرف ذلك الكاتب العظيم الذي دعا إلى أفكار الإنسانية، كالمحبة والاحترام بين الناس، ولم يكن أبدا منعزلا داخل عالمه الصغير، لكنه عاش وتنفس مشكلات العالم أجمع، لذلك فهو مفهوم بقدر كبير للبشر من الجنسيات كافة حول العالم، ولهذا أحرز (تولستوي) قبولا وفهما بين شعوب الشرق، خاصة في الدول العربية.
وهذه (إلميرا عبد الكريم علي زاده) الأستاذة بمعهد الاستشراق تصف (الحكيم) بقولها: يعد (تولستوي) من أكثر الكتاب الذين راجت كتبهم في العالم العربي، فقد استهل طريقه إلى قلوب العرب في المقام الأول كفيلسوف وداعية أخلاقي وواعظ، مما جعله يحظى بشهرة واسعة، وقد حدث هذا في حياته، وترجمت أعماله الأدبية والوعظية إلى العربية، في وقت صاحبته في العالم العربي (نهضة تنويرية)، لذلك فإن رؤيته الفلسفية وتعاليمه الدينية صارت قريبة جدا من المجتمع العربي، وربما كان (تولستوي) قد أولى اهتماما خاصا بالعالم العربي والإسلامي بوجه عام، ولم يكن إمضاؤه جزءا كبيرا من صباه وشبابه في كازان الإسلامية، والتحاقه بجامعتها بكلية اللغات الشرقية لدراسة التركية والعربية، هو فقط ما جعله يولي اهتماما بالحضارة العربية والإسلامية، ولكن الرجل الشغوف بالقراءة منذ الطفولة قرأ القرآن بترجمته الفرنسية، وهام عشقا بالنسخة التي قرأها مبكرا لـ (ألف ليلة وليلة)، فانتقل الشغف إلى كل ما يخص تلك البقعة من العالم.
وفي إطار إظهار ميل تولستوى للحضارة الإسلامية، تقول المستشرقة (آنا بليكافا): أعتقد أن اهتمامه بالإسلام جاء من سياق فهمه للعالم واستيعابه لما يجري حوله من أحداث، ولا شك أن دراسته في كازان أثرت فيه، فهي مدينة ذات خصوصية؛ فهي روسية وشرقية بنفس الوقت، لذلك حين تكون في (كازان) ستشرع من فورك بالاهتمام بالشرق، أعتقد أن (كازان) بأجوائها وتاريخها الذي فاح عبقه، كان لها تأثيرها فى (تولستوي) الشاب، لهذا السبب تقدم للدراسة في كلية الاستشراق، ولا يتوقف اهتمام (تولستوي) وشغفه على الإعجاب النظري بالإسلام، ولكنه كتب كتابا بعنوان (حكم النبي محمد) دافع فيه عن الإسلام في مواجهة جمعيات التبشير في كازان التي كانت تحاول أن تلصق بالإسلام كل نقيصة.
وترتيبا على أفكار تولستوى – بحسب الفيلم الوثائقي (الإمام والحكيم) – قرأ محمد عبده كتاب (تولستوي) في ترجمته العربية التي شاع معها إعجابه بالإسلام، ودفعه ذلك لقراءة روايات (تولستوي) الأخرى التي كانت تشع بقيم التسامح واحترام الآخر، مما جعل كثيرين في العالم الإسلامي يعتقدون أن الأديب والمفكر الإنساني قد اعتنق الإسلام، ويقول الباحث أحمد صلاح الدين: كان هنالك اهتمام من أئمة المساجد بالكلام عن (تولستوي) الذي يحترم الإسلام، لدرجة قولهم إنه اعتنق الإسلام، بينما تخمن الباحثة (ناديجدا باخموتوفا) الأسباب التي قام عليها افتراض ميل (تولستوي) للإسلام بقولها: سأقتبس هذا المقطع: (ليس من الغريب القول إنه بالنسبة لي – وأنا من يضع المثل العليا والتعاليم المسيحية بمعانيها الحقيقية في أرقى مرتبة على نحو نرجسي خالص – من المستحيل أن يكون عندي ثمة شك في أن الديانة المحمدية بمظاهرها الخارجية تقف عند مرتبة لا تفوق الكنيسة الأورثوذكسية).
وهنا لابد لنا من ذكر أنه كان مشروع محمد عبده في ذلك الوقت في أوج توهجه، فمحاولة تجديد الخطاب الديني تصطدم بعوائق كبيرة من شيوخ الأزهر التقليديين، لكن عينه لم تكن تنظر فقط داخل مؤسسة الأزهر التقليدية أو حتى داخل القطر المصري فقط، وفي هذا الصدد يقول أحمد صلاح الدين: شيء مهم حدث في حياة (تولستوي)، وكان نقطة تحول في علاقته بالعالم العربي والإسلامي، وهو تواصله مع الإمام محمد عبده، لم يطرح الشيخ محمد عبده على (تولستوي) ذلك السؤال الذي يشغل الأذهان في ذلك الوقت: هل صحيح أنك اعتنقت الإسلام؟، لكنه كمفكر إسلامي كبير كان يعرف قيمة التواصل مع شخص له ثقل في المجتمع المسيحي مثل (تولستوي).
وتبدو روعة التوثيق في هذا الفيلم في قول (إلميرا زاده): في ترجمته لكتاب (حكم النبي محمد)، كشف (سليم قبعين) عن رسالة الإمام محمد عبده إلى (تولستوي)، فقد أرسلها في 18 إبريل 1904، وكتب فيها: لم نحظى بمعرفة شخصك، ولكنا لم نحرم التعارف بروحك، سطع علينا نور من أفكارك، وأشرقت في أنفسنا شموس من آرائك، ألَّفْنَ بين نفوس العقلاء ونفسك، هداك الله إلى معرفة الفطرة التي فطر الناس عليها، ووفقك إلى الغاية التي هدى البشر إليها، فأدركت أن الإنسان جاء إلى هذا الوجود لينبت بالعلم ويتم بالعمل، نظرت نظرة في الدين مزقت حجب التقاليد، ووصلت بها إلى حقيقة التوحيد، ورفعت صوتك تدعو الناس إلى ما هداك الله إليه، وتقدمت أمامهم بالعمل، لتحمل نفوسهم عليه، فكما كنت بقولك هاديا للعقول، كنت بعملك حاثا للعزائم والهمم، وكما كانت آراؤك ضياء يهتدي به الضالون، كان مثالك في العمل إماما يقتدي به المسترشدون.
وتطرق الفيلم إلى حقيقة واضحة مفادها: إذا لم يكن محمد عبده متأكدا بالفعل من إسلام (تولستوي)، ولم يكن من اللياقة سؤاله بشكل مباشر، فإن الخطاب يصيب هدفه في هذه الجملة: (أنت إن لم تكن مسلما فأنت قد فهمت الإسلام حق الفهم في أفكارك وفي سلوكك أنت تتحلى بأخلاق الإسلام)، هذا ما يريد محمد عبده إيصاله لـ (تولستوي) في وقت كان الإسلام يحتاج إلى إيصال مثل تلك الرسائل، وهو يهاجم بشراسة في سائر أنحاء العالم، وكون محمد عبده شيخا أزهريا فهو لديه بحكم التربية الأزهرية مسؤولية مبدئية عن المسلمين المنتشرين في شتى بقاع الأرض، فكأنه بخطاب مثل هذا يكسب لمسلمي القوازق والتتر الذين يعيشون في قلب الإمبراطورية الروسية نصيرا قويا ومؤثرا، إن لم يكن مسلما فهو يتحلى بأخلاق الإسلام كما يؤمن الإمام، وله في ذات الوقت تأثير قوي على الأفكار الروسية في ذلك الوقت.
جاء في خاتمة الرسالة: هذا وإن نفوسنا لشيقة إلى ما يتجدد من آثار قلمك فيما تستقبل من أيام عمرك، وإنّا نسأل الله أن يمد في حياتك، ويحفظ عليك قواك، ويفتح أبواب القلوب لفهم ما تقول، ويسوق النفوس إلى الاقتداء بك فيما تعمل، والسلام، ولا يكتفي الشيخ محمد عبده في نهاية رسالته إلى (تولستوي) من التأكيد على أهدافه السابقة مغلفة بالمدح والإعجاب، وإنما يستحث من يناديه باسم (الحكيم) على التفضل بالرد حتى يستمر التواصل، وكأنما يكسب صديقا جديدا ليكون خير عون في الحفاظ على الإسلام والمسلمين في تلك البلاد البعيدة.
ومن جانبه استقبل (تولستوي) رسالة محمد عبده بترحيب شديد، فعلى حد قول الكاتب والمترجم أحمد صلاح الدين: وكان يعرف مكانة الشيخ، ويبدو أن (تولستوي) قد فهم السؤال الضمني المطوي في ثنايا خطاب الإمام، فيجيب على السؤال بصراحة؛ أنه وإن كان لا ينتمي إلى نفس الإيمان فإنه من وجهة نظره ليس سوى دين واحد، هو دين الإنسانية، ويضيف صلاح: كان محمد عبده من أشد المهتمين بالصوفية الإسلامية، و(تولستوي) بشكله ومضمون كلامه يبدو أقرب للمتصوفة، ولو كنت لا تعرفه فستظن أنه شيخ من مشايخ الإسلام، للحيته الطويلة، وزي الزهاد الذي يرتديه، كأنه شخصية عربية، وهو ما انعكس في رد (تولستوي) على خطاب الشيخ: وإني لآمل أن لا أكون مخطئا إذ أفترض عبر ما يأتي في رسالتكم بأنني أدعو إلى الدين نفسه الذي هو دينكم، الدين الذي يقوم على الاعتراف بالله، وبشريعة الله التي هى حب القريب ومبادرة الآخر بما نريد من الآخر أن يبادرنا به.
وبعد أن استمتعت بحلقات فيلم (الإمام والحكيم) أدعو من يتهمون بتجديد الخطاب لمشاهدة هذا الفيلم الرائع والكاشف لكيفية كسر السيطرة في سبيل وحدة الهدف، حيث يشرح (تولستوي) فلسفته الدينية لمحمد عبده شرحا وافيا مستفيضا، مؤكدا في ذات الوقت على وحدة الهدف التي تجمع الرجلين، كلا في مكانه؛ مشروع محمد عبده التنويري لتجديد الخطاب الديني في مصر والعالم العربي، بالتوازي مع مشروع (تولستوي) لكسر سيطرة الكنيسة الأرثوذكسية على العبادة المسيحية والحياة اليومية للمواطنين في روسيا وأوروبا الشرقية، وظني أن هذا هو الطريق السليم لتجديد الخطاب الديني في مصر على هدي الحوار العقلاني بين الإمام محمد عبده الذي سبق عصره في جدلياته مع الحكيم (تولستوي) .. هكذا ينبغي أن يرى أصحاب مبدأ الغلو في الدين الرافضين لتجديد الخطاب الديني بمفوم عصري جاد على طريقة الإمام محمد عبده.