تعرف كيف كان وحش الشاشة (فريد شوقي) يودع نجوميته على باب بيته !
كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو ” سيلفي” بلغتنا الآن.
كتب : أحمد السماحي
لم يحب نجم أولاده كما أحب وحش الشاشة (فريد شوقي) بناته فعلى أبواب منازله كان يودع أضواء الشهرة وبريق النجومية ليمارس حياته الأسرية كأى أب، يلهو ويمرح مع أولاده، وكان يرجع إلى طفولته التى لم يعشها، ويغدق الكثير من الحب والدلع على بناته وينسى همومه فور دخوله المنزل، والصورة التى ننشرها الآن في باب (سيلفي نجوم زمان) للملك يلهو مع بناته (ناهد ومها) فى طفولتهن، ومعهن زوجته الفنانة هدى سلطان.
كان وحش الشاشة لا يفرق في المعاملة بين أي بنت من بناته، وعواطفه يوزعها عليهن بمنتهى العدل بالتساوي بلا تمييز، كان دائما يدعو قائلا: (يارب اجمع شملنا واملأ حياتنا بالحب والطمأنينة والأمل، يارب ساعدني حتى أكون الشمعة التى تضيئ حياة هذه الأسرة بنور الحب والسعادة).
فى مذكراته التى كتبتها الناقدة الكبيرة (إيريس نظمي) يقول عن علاقته ببناته خاصة بعد زواجه الأخير من السيدة (سهير ترك): مع حياتي الزوجية الجديدة جاء الخير والأدوار الجديدة فى السينما والمسرح، وكان هذا فأل طيب بداية متفائلة لحياتي الزوجية الجديدة، كل الأجور والأموال التى حصلت عليها من الأفلام والمسرحيات بعد حالة النشاط التى صاحبتني أعطيتها لبناتي، كل مكاسبي أجمعها وأقدمها لهن من أجل إعداد وتأثيث بيوتهن، فليس من المعقول أن يعشن في شقق مفروشة، لابد أن تكون لكل واحدة منهن أثاثها الذي ترضى عنه.
أن سعادتي لن تتم بدون سعادة واستقرار بناتي، وأعجبني في زوجتي الجديدة (سهير ترك) أنها كانت متفهمة جدا لظروفي، ويهمها أمر وراحة بناتي مثلي تماما، لا يهم أن نضحى نحن من أجل سعادتهن وراحتهن، ولم أشعر بالارتياح إلا بعد التأثيث الجيد لبيوت بناتي.