كتب : محمد حبوشة
نجحت حكاية (على الهامش) من مسلسل (إلا أنا) في تحقيق تفاعل كبير مع الجمهور والمتابعين على مدار الحلقات العشر من حاية (على الهامش)، كما تصدرت التريند مؤخرا على مؤشرات البحث على موقع جوجل، وذلك على خلفية سخونة أحداث المسلسل – ليس على أثر قصة جديدة في الفكرة والمضمون لأنها تكرار لشبياتها الكثيرات حتى في الأفق الدرامي القريب – بل لروعة الأداء من جانب كل من الثنائى (صبرى فواز ونيرمين الفقى) في حكاية وصفها المشاهدين بأنها (مطبوخة) على نار هادئة من قبل المشاركين فيها لتلقى هذا التفاعل من المشاهدين.
فقد استطاع الثنائى (صبرى فواز ونيرمين الفقى) في تقديم وجبة تمثيلية مميزة ومباراة درامية في مشاهدهما معا، خاصة مع شعور الشخصية التي تقدمها (نيرمين الفقى/ ياسمين) بخيانة الزوج (رفعت/ صبرى فواز)، ووضوح ذلك على تعبيرات وجهها مع تمكن (فواز) من لعب شخصية الرجل الخائن الذى يرفض تماما أي رقابة من زوجته على حياته حتى لا تتمكن من كشفه، وهى الشخصية الذى أضافها (صبري) لقائمة من الشخصيات الذى لعبها باقتدار في سجلاته خلال الفترة القصيرة الماضية من خلال حكايات (إلا أنا) تجديدا، فمع كل حلقة كانت الأحداث تتطور بصورة كبيرة على مستوى القمص والأداء الاحترافي، ويذكر هنا حسن أداء دور الخائنة الشريرة (إنجي) الذي جسدته ببراعة مطلقة (جيهان خليل) وهو مايمثل نوعا من الاختلاف عن أدوارها السابقة.
ربما ظهر الاختلاف كثيرا في تقديم المضمون عما تم تقديمه من قبل في أعمال شبيهة بـ (على الهامش)، ورغم أن خيانة الزوج لزوجته تم تقديمه في أكثر من عمل فنى ما بين السينما والدراما التي تحفل بأعمال كثيرة من تلك العينة، خاصة مع أقرب أصدقاء الزوجة إلا أنه يحسب للقائمين عليها خاصة من جانب المخرج المتميز (أحمد شفيق) الذى تمكن من إخراج أفضل يمكن من كل ممثل، من خلال فريق الممثلين على رأسهم (نرمين الفقي وصبري) تقديم الحكاية من زوايا مختلفة، بجمل لاقت تفاعلا من رواد السوشيال ميديا.
وهو ما يحسب إلى حد ما أيضا لكاتبة السيناريو (أمانى التونسى) مثلما ظهر في مشهد طلاق صبرى فواز ونيرمين الفقى حين قالت الأخيرة للمأذون رداً على سؤال (خدتى حقوقك كلها) بقولها : (أخدت اللى استحقه)، ومن هنا فقد لاقى المسلسل ردود أفعال كثيرة من مواقع التواصل الاجتماعي، (فيسبوك، تويتر) ما بين مخاوف وتحذيرات وحلول، ومن ثم حظي بإشادة أشادت الدكتورة مايا مرسى رئيس المجلس القومي للمرأة بحكاية (على الهامش) من مسلسل (إلا أنا) التي عرضت مؤخرا ونالت تفاعلا كبيرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي .. هكذا ينبغي أن تكون الدراما الاجتماعية التي تقدم قصص واقعية من نسيج المجتمع المصري في هذه الفترة المفصلية من عمر الوطن.
وعبر حسابها على Facebook، وجهت الدكتورة مايا مرسي تحية إلى صناع (على الهامش)، وقالت (تحية إلى مسلسل (إلا أنا – على الهامش) .. شكر وتقدير لاعمال درامية تحكي وتجسد مشاكل حقيقية على الارض، وأضافت رئيس المجلس القومي (بعد 21 سنة زوجة بلا مأوى .. في الشارع .. بعد كفاح ومثابرة ومساندة في أسرة وتربية أولاد وهى ميسورة الحال أصبحت بلا مأوي..عندما نطالب بأن للزوجة حقوق في الطلاق بعد سنوات طويلة من الزواج فهذا حق.
وتابعت (مرسي): (عندما نطالب أن الزوجة لا يجب أن تصبح بلا مأوي لأن زوجها بعد ما كبروا الولاد والبنات عايز يتجوز ثاني ويرميها في الشارع فهذا حق .. ونخلي بالنا كمان عندما تكون هذه الزوجة ربة منزل .. يعني لا يوجد أي دخل يسندها ولا تعيش منه..أعطت حياتها وعمرها لمن لا يستحق وفي النهاية بلا مأوى .. شكرا للسيناريو والاخراج والتمثيل، شكرا يسري الفخراني .. أريد حلا .. وسنجده بإذن الله).
يذكر أن حكاية (على الهامش) من مسلسل (إلا أنا) من تأليف أماني التونسي، إخراج أحمد شفيق، بطولة نرمين الفقي، صبري فواز، جيهان خليل، محمود ياسين وهايدي رفعت، وقد عرضت كاتبة سيناريو المسلسل (أماني التونسي) قضية (نساء بلا مأوى) على المجلس القومي للمرأة برئاسة الدكتورة مايا مرسي لمناقشتها وايجاد حلول لها، وبالفعل تم الموافقة على مناقشة هذه القضية وحلها من خلال المجلس وكيفية حصول المرأة المنفصلة على حقوقها كاملة وايجاد فرصة عمل لها بعد الانفصال، حتى لا تصبح ضحية للشارع.
وجاءت فكرة هذه القضية بعد عرض حلقات من حكاية على الهامش والتي كانت قصتها انه بعد 21 سنة زواج طلقت الزوجة وخرجت من غير شنطة هدومها وليس لديها منزل ولا أحد تلجأ له، وهذا لانها غير حاضنة، وقد تم بالفعل عرض هذا من خلال السعي وراء تقديم دراما اجتماعية هادفة ينتج عنها حلول لهذه القضية.
وفي إطار الاحتفال بمرور مائة عام علي كفاح المرأة المصرية تحت شعار (المرأة المصرية أصل الحكاية) وتحت رعايه الدكتورة مايا مرسي، رئيسه المجلس، بدأت فاعليات مجموعه من الأنشطه تحت إشراف الدكتورة ماجدة الشاذلي، مقررة فرع المجلس القومي للمرأة بالإسكندرية ، تضمنت الفاعليات حملة طرق الأبواب تحت عنوان (المرأة المصريه أصل الحكاية)، و تضمنت بعض الرسائل و التي تتلخص في أهمية دور الأم في تربية الأبناء و التعريف بدور المجلس القومي للمرأة في النهوض بالنساء، وأشارت مقررة الفرع أنه على هامش الطرق تم عقد ندوة تناولت الموضوعات وهى التعريف بدور المجلس القومي للمرأة و برامجه في التمكين الإقتصادي والسياسي والاجتماعي، حيث يتم نشر رسائل الحملة والتي تؤكد على دور المرأة المصريه وأهميته في ترسيخ العادات والقيم الأصيلة في تربية أبنائها لضمان جيل وطني.
وقد جاء مشهد الـ (ماستر سين) في الربع الأول من الحلقة الأخيرة على النحو التالي : بعد معاناة كبيرة على أثر طلاقها وطردها بعنف وقسوة في الشارع بلا أي مأوى بعد زواج استمر 21 عاما، يدخل رفعت على ياسمين وهى تجلس في ثقة وكبرياء تمارس عملها بمنتهى الجدية حتى تفاجأ بطليقها يدخل عليها المكتب لإنهاء إحدى عملياته م الشركة التي تعمل بها.
رفعت يقف في ذهول ولم ينطق بكلمة واحدة من هول المفاجأة المدوية!!.
ياسمين تنظر في ثقة وبابتسامة خجول : اتفضل.
ياسمين ببرود أعصاب الواثقة من نفسها : تحت أمرك .. ايه المتأخر عندك؟!.. ثم تردف قائلة : تشرب ايه؟
فيردد في تردد من فرط الدهشة: ميه !!.
ياسمين بابتسامة تحمل معان كثيرة : وايه مع الميه .. عندنا كل حاجة.
رفعت : أي حاجة.
ياسمين تطلب قهوة بن غامق له وقهوتها التي يعرفها البوفيه ثم تنظر لرفعت قائلة : خير؟ .. ثم دخلت في الموضوع مباشرة : انتو بعتوا عينات ولا لسه؟.
رفعت في حالة من الارتباك يرد : لا لسه.
يدخل أحد الموطفين مندفعا : ياسمين فترد عليه : نعم .. قصدي مدام ياسمين .. آسف أنا كنت فاكرك لوحدك، فترد عليه : يعني ايه فاكرني لوحدي؟!، فترد بصوت أكثر قوة : عاوز ايه يا أستاذ حسين؟ .. فيتردد قائلا : أنا جاي اعتذرلك على اللي حصل الصبح .. علشان متفهمنيش غلط .. وكمان أنا عاوز أقولك مبروك.
ياسمين : الله يبارك فيك .. بس كان ممكن تباركلي بعد مواعيد الشغل الرسمية علشان منضيعش وقت.
يرد حسين : آسف .. آسف يا أستاذة
ياسمين موبخة حسين بطريقة مهذبة : أستاذ حسين وانت جايلي المكتب تبقى تخبط على الباب الأول!!.
حسين في خجل : طبعا .. طبعا .. أنا آسف.
………………………………………….
وكأن هذا الموقف تعمده المخرج كي يؤكد على التغير الكبير في شخصية (ياسمين) التي كانت قطة مغمضة العينين في بيت رفعت ، لتلقنه درسا قاسيا بطريقة غير مباشرة، وهو ما نجح فيه السيناريو عبر رسائله المبطنة بحس إنساني يعيد للمرأة كرامته المهدرة سابقا.
………………………………………….
رفعت على أثر موقف ياسمين مع حسين : انت اتغيرتي قوي يا ياسمين.
ترد ياسمين في برود الواثقة : عادي !!.
رفعت : مبروك على الشغل.
ياسمين : الله يبارك فيك .. وبجدية شديدة تدخل في الموضوع : شوف يا أستاذ رفعت لازم حضرتك تبعت العينات الأول .. وبعدين تبعت على الإيميل السجل التجاري والبطاقة الضريبية وياريت لو أي شهادة للمنتج .. دا حيقوي موقفك كمورد وأنا حارد عليك في أسرع وقت.
رفعت يغير دفة الحوار قائلا : هو انتي حاحتضري المناقشة بتاعت مشروع التخرج بتاع ملك؟.
ياسمين : أكيد طبعا .. ايه اللي حيخليني ما احضرهاش يعني؟!.
رفعت : لا أبدا بس جات في بالي يعني.
ياسمين تعيد الحوار عن العمل قائلة في جدية : وممكن المرة اللي جاية ما تتعبش نفسك وابعت أي مندوب بالعينات .. بس ياريت قبل الساعة 5.
رفعت يحاول المراوغة بالتقرب من ياسمين : أنا كنت حاخد الولاد ونقعد يومين في السخنة فكنت …
تصده ياسمين مقاطعة : أستاذ رفعت أنا عندي اجتماع بعدك على طول .. لو في أي حاجة عايز تتكلم فيها في الشغل أنا تحت أمرك.
فيرد في خجل النادم على فعلته بطريقة ملتوية : آه .. آه هو أنا ممكن أبعت الورق برضه مع مندوب؟.
ترد ياسمين في حدة وجدية مديرة وجهها إلى ناحية أخرى من مكتبها : لا حضرتك حتبعتلي إيميل الأول وأنا حبقى أرد عليك .. ثم تسحب كارت لها قائلة : ده الكارت بتاعي فيه الإيميل.. شرفت.
ينصرف رفعت وفي عينيه علامات الخزي والندم على ضياع زوجته المخلصة من بين يديه على أثر خيانته مع صديقتها (إنجي/ جيهان خليل) بعد أن استردت كرامتها واستحقت كل التقدير والاحترام.