رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

زياد برجي يكتب شهادة ميلاده  في مهرجان الموسيقى العربية ويبهر المصريين !

ملأ المسرح نغما عذبا أطرب الحضور

كتب : أحمد السماحي

لأن صوته لامس شغاف القلوب وحلق عاليا في سماء الأوبرا في ثاني ليلة من ليالي مهرجان الموسيقى العربية، فقد انسابت الموسيقى وغرق الجمهور في حضرة الطرب الأصيل، وتفاعل مع من غنى فسحر وسافر بهم إلى عصر زمن الفن الجميل فعكس لحنا جميلا وكلمة أصيلة، وكان النجاح والتألق حليفه ومصدر إلهامه، حيث جاب مصر ولبنان غناء وطربا رخيما على جناح صوت (عبد الحليم وفيروز)، وغنى روائعه من أغنياته التي تتسم بعذوبة الكلمات وأرق الألحان، فقد حظي المطرب اللبناني (زياد برجي) جميل الصوت بفيض من المشاعر والأحاسيس المرهفة، فضلا عن نقاء سريرته وأخلاقه الرفيعة التي بدت على وجهه في بهاء وطيبة خطفت قلوب الجمهور المصري الذي تفاعل معه بحب وصدق يتفق تماما مع طلته البهية في تلك الليلة التي تميزت بالشجن المحبب والأحاسيس الجميلة، وبفيض من محبة آسرة لكل من مصر ولبنان وطنا واحدا.

انطلقت التعليقات من جانب حضور الحفل من الجمهور التواق للطرب الأصيل على اختلاف ألوانهم وطبقاتهم الاجتماعية (شباب وسيدات ورجال من كبار السن) مرددين (مفاجأة.. كان فين من زمان.. الله روعة.. صوته يجنن وحضوره حلو أوي.. واضح أنه هيكون مفاجأة  مهرجان الموسيقى العربية السنة دي.. يا سلام على ابتسامته.. يا خسارة فقرته خلصت بسرعة)، هذه باختصار بعض تعليقات الجمهور المصري الذي كان حاضرا في حفل المطرب اللبناني (زياد برجي) الذي أمتعنا أمس بليلة خريفية غنائيه رائعة لأول مرة في مهرجان الموسيقى العربية، شاركنا فيها القمر والنجوم، وأعاد بصوته الجمهور إلى زمن الفن الجميل حين شدا بباقة من أغانيه المحببة إلى قلب الجمهور المصري، وأغاني عمالقة الفن العربي مثل (فيروز، وعبدالحليم حافظ)، فقد أضاف على الجمال جمالا، جمال ابداع (زياد) وجمال الطرب الأصيل الذي تغنى به لعملاقين في تاريخ الغناء العربي الأصيل.

ينصت للجمهور الذي تفاعل بالتصفيق له

دخل (زياد برجي) على المسرح وصوت قلبه يدق بقوة (حتى أنه ردد أكثر من مرة عبارة: أنا مش خايف) – في إشارة إلى بعض التوتر الذي كان يعتريه – وكأنه يقف لأول مرة على خشبة المسرح، رغم وقوفه عشرات المرات من قبل على مسارح مختلفة في مصر والعالم العربي، لكن لأن هذا الحفل هو لقائه الأول بالجمهور المصري رسميا وشعبيا، والجمهور بالنسبة للفنان هو المكافأة وهو العقاب في الوقت ذاته، هو البداية والنهاية، السعادة والألم، القمة والقاع، لهذا شعر (زياد) فى البداية بخوف واضطراب وقلق ومسئولية كبيرة تقع على عاتقه، لقد لمحت في عينية شعورا خاصا بأن هذا الحفل تحديدا يأتي بمثابة استفتاء جديد على شعبيته، فالخوف من الجمهور ربما يتسبب في أقصى الألم، ولكن مكأفأة الجمهور بالقبول والرضا تفضي إلى الوصول لأقصى درجات السعادة والبهجة.

فى بداية الحفل شكر (زياد) الدكتورة (إيناس عبدالدايم) وزيرة الثقافة، والمسئولين عن مهرجان الموسيقى العربية، كما وجه الشكر لصديقه المنتج الكبير (محمود موسى) والشاعر (هاني عبدالكريم)، وأعرب عن سعادته البالغة بالغناء فى هذا المهرجان الراقي المحترم، بعدها بدأ برنامج الحفل الذي  قدم خلاله نخبة من أجمل أعماله الغنائية، وصاحبته فرقة المايسترو (محمد عرام) الموسيقية، وغنى (زياد) ومعه الجمهور الذي يحفظ معظم أعماله غياباً (شو حلو، بيحسدوني، أنا وياك، أنا قلبي عليك، والله ورجعت تدق).

ونال (زياد) الإعجاب والمشاركة بالتصفيق حينما شدا بجزء من رائعة عبدالحليم حافظ (حاول تفتكرني) وحيا روحه التي تحلق من حولنا في هذه الساعة، وتمنى الجمهور أن يغنيها كاملا نظرا لجمال أدائه فى غنائها الذي أضاف أبعاد أخرى للأغنية، نفس الحال حدث مع أغنية (يا قلبي لا تتعب قلبك) لجارة القمر السيدة فيروز، والتي ذهب بها إلى آفاق رحبانية رائعة تذكرنا بروعة وجمال أغانيها في شبابها وصباها وحتى كهولتها الآسرة للقلوب بصوتها الملائكي.

وحققت أغنيتي (بيحسدوني) التي هى في الأصل كتبها ولحنها (زياد برجي) لـ (جورج وسوف)، لكنه غناها بأحساس مختلف عن (أبو وديع)، وكذلك أغنية (والله ورجعت تدق) التي صاحبها تجاوبا عاليا من الجمهور، وفوجئ الجمهور أنه غنى لحنه لنانسي عجرم (يا غالي على) بطريقة خاصة جدا نالت إعجاب الجمهور الذي صفق له كثيرا.

يقف عاجزا على التعبير عن الفرح

 وعلى مدى أكثر من ساعة أمتع (زياد) الجمهور باختياراته الغنائية، وكان كريماً بصوته، ولم يكن الجمهور أقل كرما، تشجيعا وحماسة وهتافا وتصفيقا، وحالة إصغاء واستماع بتركيز عال لا تشوبها أي فوضى، واحتفظ (زياد) بأذنه قريبة من أيدي الجمهور، وكلما صفق له الجمهور أكثر، احتاج لتصفيق أكثر لكي يطمئن ويهدأ قلبه، فاختبار الليلة مع الجمهور المصري  يبدو بالنسبة له كمياه المحيط كلما شربت منه أكثر عطشت أكثر.

 و(زياد) كان يحتاج كثيرا لأن يشرب من نبع حب الجمهور المصري، والجمهور المصري من جانبه كان ساميا في عطائه للمطرب اللبناني الذي أحبه وعشق غنائه فمنحه تأشيرة المرور إلى قلوبهم قبل آذانهم، كانت العلاقة بينهما خذ وهات، خذ غناء، وهات سعادة، فأمس الثلاثاء الثاني من نوفمبر 2021 كان مولد (زياد برجي) على خسبة مسرح دار الأوبرا المصرية بشهادته هو نفسه وبإمضاء الجمهور المصري على عقد جديد من المحبة والمتعة.

جدير بالذكر أن الحفل حضره جمهور غفير، فضلا عن كثير من نجوم الفن والغناء منهم (إلهام شاهين، ليلى علوي، مصطفى قمر، الشاعر هاني عبدالكريم، المنتج الكبير محمود موسى، والمنتج علي المولي مدير أعمال صابر الرباعي، المؤلف رامي عواض، الإعلامية سهير جودة) وغيرهم، واستمتع الجميع بما شدا به المطرب اللبناني، الذي تميز بحضور مميز، وبصوت قوي عذب تنقل بسلاسة بين الأنماط الموسيقية التقليدية والحديثة، وخرج الجمهور من الحفل وهو يقول: (الحفل كان حلما جميلا نرفض أن نستفيق منه).

استقبله الجمهور ببشاشة أدخلت السرور على قلبه
يتجلى طربا عذبا على المسرح

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.