كتب : أحمد السماحي
تعتبر حقبة التسعينات من أغزر الحُقب التى مرت على تاريخ الأغنية المصرية إنتاجا، حقبة مليئة بكل أنواع وأشكال الغناء، وكانت شركات الكاسيت الكثيرة الموجودة في مصر لا تتوقف عن الإنتاج وطرح ألبومات جديدة، وكان هناك تنافسا رائعا بين المطربين على تقديم الأفضل، وساعد على رواج هذه الحالة إحتفاء الشارع المصري بالألبومات الغنائية التى تطرح، ففي اليوم الذي كان يطرح فيه ألبوم جديد لأحد رموز الأغنية المصرية والعربية من المطربيين كنت تجد سيارات الشباب المصري تعلن بقوة وهى تسير في الشوارع عن هذا الألبوم أفضل من أي فضائية الآن.
كان الكل في حالة عمل شعراء وملحنيين وموزعين وشركات إنتاج وعاملين في هذه الشركات، صناعة كاملة كانت تدر الميارات على مصر، وشهدت هذه الفترة منافسة حارة بين اثنين من أشهر مغنيين هذه الفترة هما (عمرو دياب، ومحمد فؤاد)، وهذا الأسبوع فى باب (حواديت الأغاني) نتوقف عند واحدة من أشهر أغنيات (عمرو دياب)، ومن أشهر أغنيات حقبة التسعينات وهي (ما بلاش نتكلم في الماضي، الماضي دا كان كله جراح) كلمات الشاعر الغنائي المتميز (مجدي النجار)، وألحان المبدع (حجاج عبدالرحمن) وتوزيع (حميد الشاعري).
هذه الأغنية كتبت ولحنت فى البداية للمطرب (محمد فؤاد) وبالفعل قام بغنائها، لكن بعد غنائه لها لم تنل طريقة غنائه إعجاب المسئولين عن الإنتاج في شركة (صوت الدلتا) المنتجة لألبوماته، وهذا أيضا كان رأي فريق عمل الأغنية، حيث قام بغنائها بطريقة شعبية، وأضاف عليها لونه الغنائي الذي يتميز به، ويومها قام (نصيف قازمان) صاحب (صوت الدلتا) بسحب الأغنية من (فؤاد)، وقام بإعطائها للمطرب (عمرو دياب) الموجود فى نفس الشركة، وأعجب (عمرو) بالأغنية، وقام بغنائها بطريقته المعروفه، ونقلها من أغنية شعبية إلى أغنية عاطفية.
وحتى تعوض الشركة (محمد فؤاد) عن الأغنية التى أخذتها منه، طلبت من شاعر وملحن أغنية (ما بلاش نتكلم في الماضي) عمل أغنية جديدة (لفؤش) وبالفعل كتب (مجدي النجار) أغنية بعنوان (إسألي من قلبك) التى لحنها (حجاج عبدالرحمن) ووزعها (طارق مدكور) وطرحت كعنوان ألبوم لـ (محمد فؤاد) وحققت نجاحا جيدا، لكنه لا يقارن بنجاح أغنية (ما بلاش نتكلم فى الماضي) التى أصبحت الآن عنوان لحقبة التسعينات.
جدير بالذكر أن (عثمان هلال) مدير عام شركة (صوت الدلتا) يحتفظ حتى الآن بنسخة أغنية (مابلاش نتكلم في الماضي) بصوت المطرب (محمد فؤاد).
وبسؤاله هل كان يعلم (عمرو دياب) بأن الأغنية سبقها في غنائها زميله المطرب (محمد فؤاد) قال ضاحكا : طبعا يعرف هو فيه حاجة فى الوسط الغنائي تحدث ولا يعلمها (عمرو دياب).!
