رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

أم الدنيا.. مابعد الطوارئ

بقلم : علي عبد الرحمن

بدون مقدمات، فاجأ السيد الرئيس العالم أجمع بعدم تمديد فترة الطوارئ بل وإلغائها في قرار تاريخي مفاجئ يحمل دلالات كثيرة ويعقبه فوائد كثيرة ومميزات عديدة محليا وإقليميا ودوليا، ولقد عاشت مصر وأهلها منذ سنوات طويله تحت وطأة الطوارئ وإجراءاتها الاستثنائيه لمساعدة رجال الأمن في آداء مهامهم في ظل ظروف الإرهاب والفتنة في تلك الآونة، وظل المجتمع وناشطيه في سجال دائم حول الطوارئ وتمديد العمل بها، وكذلك أثرت سلبا علي صورة مصر سياسيا وسياحيا واستثماريا وسمعة، ولما كان الله قد من علينا بهذا الاستقرار والأمن بفضله وبشجاعة من تصدوا له وبتضحيات من بذل روحه في سبيل الله والوطن، فقد رأت القيادة السياسية وقدرت بحكم إدراكها لطبيعة الحال في مصر حاليا أن الأمر لايستدعي مزيدا من التمديد للطوارئ فكان إلغائها المفاجئ.

ويعد الإلغاء رسالة واضحة للعالم أجمع أن الحاله الأمنيه تحسنت نتيجة لجهود ونجاحات قوات الجيش والأمن والتي دحرت إرهاب الغدر والفتنة والإسترزاق،هذه الرساله التي تدعم تهيئة المناخ للاستثمار الأجنبي وتدعم مسيرة تنشيط السياحة في مصر المحروسة حيث كتب الرئيس علي الفيسبوك بعد إلغاء التمديد قائلا: (باتت مصر واحة للأمن والاستقرار في المنطقة)، وقد تأثرت صورة مصر كثيرا بسبب الطوارئ في مجال التصنيف دوليا كدولة تحت إجراءات إستثنائيه،نالت من سمعتها في مجال الحريات وحقوق الإنسان وفرص الاستثمار، أعداد السائحين وكل جميل يحدث في مصر.

وللعلم فإن لإلغائها فوائد عديده نراجعها سويا مثل إلغاء جميع الإجراءات الإستثنائيه أمام محاكم أمن الدوله طوارئ، وإلغاء الأحكام التي كانت تخضع للتصديق من مكتب شئون أمن الدوله، إلغاء المحاكمات الاستثنائية وإلغاء نيابة أمن الدوله العليا طوارئ، عودة المحاكمات إلي طبيعتها طبقا لقانوني الإجراءات الجنائيه والعقوبات، رفع القيود عن حرية الأشخاص في الاجتماع والانتقال، رفع القيود عن حرية الإقامه والمرور في أوقات وأماكن معينة، إلغاء مراقبة الرسائل أيا كان نوعها، إلغاء الرقابه علي الصحف والنشرات والمطبوعات، إلغاء الرقابه علي الرسوم وكل وسائل التعبير والدعايه أو مصادرتها، وبهذا المميزات فلا قضاء استثنائي ولا حبس مفتوح المدة ولا مراجعات أمنية ولا تصديق الحاكم العسكري، كل هذا محليا ليعود للشعب حقه وحريته، وللوطن بريقه وسمعته، أما إقليميا ودوليا فقد عادت مصر دولة الحريات والمؤسسات والأمن والاستقرار والاستثمار والسياحة والإنجازات التي لاينال منها أي شئ.

ورغم كل مانال من سمعة مصر أثناء فترات الطوارئ الممتدة كان المفروض أن يقوم الإعلام الداخلي والخارجي بدوره، ولم يقم كما عودنا، فلم يخصص أوقاته لزف البشري بهذا الإلغاء ولم يعدد مميزات وفوائد عدم التمديد ولم يقارن بين مصر تحت الطوارئ وخارجها ولم يفصل ماعاد من حريات وحقوق لأهل مصر، ولم يشرح عوائد ذلك دوليا علي مسيرة التحول الديمقراطي وفرص الإستثمار وعودة السياحة وتغيير تصنيف مصر دوليا، ولم يذكر أنه رغم سؤء الطوارئ لم تتم ممارستها بشكل مبالغ فيه، ولم يدعم الإعلام واقع الاستقرار في مصر الذي أدي لذلك، ولم يفتخر الإعلام بأن الإلغاء جاء بينما دول العالم تفرض حظر للتجوال بسبب كورونا أوو وسط كل تهديدات وحروب المنطقة الملتهبة.

خلاصة القول: فشل إعلام الغيبوبه في التسويق لمصر وقرارات قائدها وحريات أهلها وعودة سمعتها النقيه دوليا بدون طوارئ، وكان بإمكانه أن يقيم الأفراح والحفلات والحوارات على الهواء مباشرة لإنصاف وطنه وتهنئة شعبه ودعم مسيراته السياسيه والإصلاحيه والحقوقيه والاقتصاديه والسياحيه والإنسانيه، وحسبنا الله في النائمين المعزولين عن الوطن وأهله، وهنيئا لمصر مابعد الطوارئ وعودة الحريات ولنستعد جميعا في هذا الوضع الحقوقي المستقر الآمن لندخل كلنا أمام العالم أجمع بأبهي حله إلي الجمهوريه الجديدة، في دولة عريقه مستقرة تعلي حقوق المواطنة في محيط إقليمي مضطرب وشائك.. حمي الله مصرنا وجنبها الطوارئ،وأعلى قيمتها وقامتها دوما.. وتحيا مصر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.