الإعلامي الكبير جمال فياض : ملحم بركات كان عاشقا للفن والغناء المصري
كتب : أحمد السماحي
بعد نشر بوابة (شهريار النجوم) موضوع (ذكرى العبقري ملحم بركات الذي ظلمه الإعلام المصري) أمس، والذي فجر فيه النجم العربي الكبير (وليد توفيق) أكثر من مفاجأة منها غناء (ملحم) لأغنية مصرية في بداية مشواره الفني من تلحينه بعنوان (ما حسيبك إحنا ماحسيبك) كلمات شفيق المغربي، فضلا عن ظروف ومفارقات أغنية (غريب يا زمن) التى رأت النور بعد أكثر من 40 عاما من تلحينها، وغيرها من الأسرار الخاصة.
في أعقاب ردود الفعل حول مانشر عن (بركات) اتصل بنا الإعلامي الكبير (جمال فياض) الصديق المقرب من (ملحم بركات) وكاتم أسراره ونفى عن صديقه المطرب الراحل كل ما أشيع في بعض وسائل الأعلام عن كراهيته للفن المصري أو الغناء، وقال : بحكم صداقتي وقربي الدائم من (ملحم بركات) أؤكد لكم أنه طوال عمره لم يكره الأغنية المصرية أو المطربين المصريين بالعكس كان يفتخر أن مصر بلد اللحن، وبلد الموسيقى، وبلد الطرب الأصيل، وكان يشيد فى جلساته الخاصة بعظماء الأغنية المصرية (أم كلثوم، محمد عبدالوهاب، فريد الأطرش، عبدالحليم حافظ) أو غيرهم، وأحيانا كان يخرج عن وقاره ويصرخ بعلو صوته (إيه العبقرية دي) عندما يسمع جملة موسيقية حلوة، أو جديدة، أو مبتكرة، أو أداء غنائي متفرد من هؤلاء العظماء.
وأضاف الصندوق الأسود لكثير من نجوم لبنان: الذي روج لهذه الشائعة وجعلها تنتشر كالنار في الهشيم أن (ملحم بركات) كان لديه وجهه نظر خاصة بالنسبة لنجوم الغناء اللبنانيين الذين يذهبون إلى مصر ويحققون شهرة كبيرة من خلال غنائهم للأغنية المصرية، كان يقول (رايحيين يبيعوا الميه في حارة السقايين)! بمعنى أنه كان يتمنى منهم أن يعملوا على نشر الأغنية اللبنانية فى مصر، ويكونوا سفراء لبلدهم، ويستغلوا حب الناس لهم لدعم الأغنية اللبنانية، بدلا من أن يعملوا على موتها.
وفجر (فياض) مفاجأة حيث قال : ببساطة شديدة (ملحم بركات) نشأ منذ طفولته على حب الأغنية المصرية فوالده (أنطوان بركات) كان يجيد العزف على آلة العود، وكان ابنه الصبي الممتلئ بالموهبة (ملحم) عاشقا للغناء، وعندما عرض وهو فى السادسة عشرة على والده أن يحترف الغناء، نظر إليه والده بدهشة واستغراب وقال له: (بدك تغني ولسه فيه محمد عبدالوهاب، طالما عبدالوهاب موجود مافيش حد يغني!)، حيث كان والده أحد عشاق عبدالوهاب.
ويستكمل الصندوق الأسود حكاياته مع أبو مجد فيقول: وفى أحد المرات صرح لي أنه كان عاشقا للموسيقار (فريد الأطرش) وفى ليالي الصيف كان كازينو (بيسين عاليه) مقصدا لكبار نجوم الغناء حتى بات يشكل ذاكرة خصبة يحضر فيها طيف عمالقة غنوا على مسرحه أمثال (أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، وفريد الاطرش، ونجاة، وفايزة أحمد، وصباح) وغيرهم من المطربين، ونظرا لارتفاع ثمن تذكرة الدخول إلى (بيسين عالية) ولم يكن (ملحم بركات) يمتلك ثمنها لهذا كان (يتنطط، ويموت نفسه) حتى يدخل تحديدا حفل الموسيقار (فريد الأطرش) الذى تأثر به (أبو مجد) كثيرا جدا، لهذا تجد في كل لحن له روح (فريد) فى جملة معينة، فى مكان معين، فرغم أنه اشتغل مع (الأخوين رحباني) لكنه ظل في داخله شيئ من (فريد الأطرش) الذي كان من المقرر أن يجسد قصة حياته من خلال فيلم سينمائي.
وصرح الكاتب الصحفي (جمال فياض): أن النجم العربي الكبير (وليد توفيق) صرح معكم أن (ملحم) غنى أغنية مصرية هى (ما حسيبك إحنا ماحسيبك)، هذه لم تكن الوحيدة فقد غنى أيضا أغنية (مايهمنيش عذابك، مايجرحنيش غيابك، أنا والعذاب بقينا أصحاب) الذي استلهم اللحن من روح (فريد الأطرش)، كما أن كثير من أغنياته كانت باللهجة البيضاء، وأقرب إلى المصرية من اللبنانية مثل (على بابي واقف قمرين، وحبيبي أنت) وغيرها.
وخص الكاتب الكبير (جمال فياض) بوابة (شهريار النجوم) بذكر عمل جديد للنجم اللبناني الراحل (ملحم بركات) لا يعرفه أحد وهو تركه لأغنية مسجلة بصوته، ولم ترى النور حتى الآن بعنوان (إن شاء الله بتسلموا يا بشر مات الوفا) كلمات الشاعر المبدع (نزار فرنسيس) الذي كتب له كثير من الأغنيات الجميلة.