رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

إطلالات (نسرين طافش) الذكية في الجونة

بقلم : محمد حبوشة

سؤال تمهيدي قبل الخوض في التفاصيل: هل الذكاء الفطري مكتسب؟

لم يقف اختلاف الفلاسفة وعلماء النفس عند تعريف الذكاء بل تعداه إلى الاختلاف في أصل الذكاء، فمنهم من يرى أنه فطري وراثي، ومنهم من يرى أنه مكتسب من صنع البيئة والتربية والمجتمع، فهل يا ترى الذكاء فطري غريزي بالوراثة من الآباء إلى الأبناء أم أن الفرد يولد بدون أي ذكاء ثم يتحصل عليه ويكتسبه من المجتمع؟.

يلح أرسطو على الفروق الطبيعية بين الأفراد ويقول: (يولد الذكي ذكيا والغبي غبيا)، ويركز الفيزيولوجيون على ربط علامات الذكاء ببعض الصفات الجسدية الوراثية الداخلية (كمرونة الجملة العصبية أو شكل أو حجم الدماغ ..) والخارجية (كعرض الجبين واتساع العينين ..)، ويرجع (مورجان) اختلاف القدرات العقلية إلى الصبغيات، ويعتبر إن نسبة الذكاء تتوقف على عدد الجينات، وفي مجال الإبداع لابد من توفر مجموعة من الشروط النفسية والفطرية للإبداع، فالإبداع وقف على هؤلاء المبدعين الذين يتصفون بصفات فطرية مميزة، وقدم هؤلاء من الأدلة تؤكد فطرية الذكاء ودور عامل الوراثة في تكوينه.

 ومن هنا نستطيع تعريف الذكاء بأنه حدة الفهم الفطرية التي تهيئ الإنسان لاكتساب أكبر عدد من المعارف لاستخدامها في حل المشاكل الجديدة وبها يكون الذكاء محصلة إلى قوى النفس (الفطرية) ومحصلة إلى كل معارفنا (المكتسبة)، وهو يتخطى كل ذلك ويجعل منها مواد أولية يستخدمها في إبداع أشياء جديدة، إذن فالذكاء في أصله فطري وراثي يبقى كامنا ما لم يتدخل المحيط في إبرازه.

وهذا هو لسان حال نجمة الدراما العربية (نسرين طافش)، التي يبدو واضحا ذكاءها الفطري – بحسب تويتاتها وبوستاتها – فهي بالمقام الأول والأخير تعتبر نفسها محظوظة بأصدقائها الذين لا يقاضونها، وتعتبر نفسها محظوظة بكل تغيير تحصل عليه في حياتها الشخصية والمهنية، ويبدو لي أن الذكاء عند (نسرين طافش) يعتمد بنسبة كبيرة على عامل الوراثة، من والدها الشاعر المبدع والكاتب (يوسف طافس)، ولكنها على المستوى الشخصي دائمة التنمية لهذا الذكاء ، لأن جميع القدرات الذهنية التي تشمل الذكاء تتطور أثناء تعاملات الحياة اليومية للشخص، فهناك ذكاء مكتسب بالاجتهاد والتحصيل العلمي والبحث والإرادة، وهذا دليل على أن الذكاء ليس وراثيا فقط، ويظهر الذكاء عند (نسرين) أثناء تداول المعلومات على (فيس بوك وتويتر وإنستجرام) وفي التحركات الواعية من جانبها في البحث عن عبارات أو جمل مأثورة تلحقها دائما بالبوست أو التويتة، وهنا فإن ذكائها يجعلها أكثر قدرة على الفهم والاستيعاب الواسع، كما يتضح من خلال التصرفات والتحركات واستخدام المخزون العقلي.

ولأنها تؤمن بمقولة ألبرت أنشتاين: (يجب أن يكون كل شيء بسيط وليس أكثر بساطة)، فقد تألقت على السجادة الحمراء طوال أيام مهرجان الجونة السينمائي في دورته الخامسة، بإطلالات خطفت الأنظار وأصبحت حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ليس لأنها تتمتع بقدر من الجمال وحده أو لأنها ممثلة من الوزن الثقيل، بل لأن تلك الإطلالات تعكس الذكاء الحاد الذي تتمتع به، ففي كل مرة تطل علينا فيها لابد لها أن تذكرأنها ذاهبة لمشاهدة فيلم أو حضور ندوة أو ورشة عمل، وهو ما ينم عن الاختلاف الواضح في شخصيتها عن باقي نجمات الاستعراض فقط على السجادة الحمراء، بل إنه يعكس تمتعها بقدر عال من الثقافة والطاقة الإيجابية التي تسمتدها من دراستها لعلم الطاقة.

ليس مهما على الإطلاق أن يكون الشكل الظاهري لنسرين طافش بفستان كب طويل باللون الأورانچ، بفتحة حرف الـ v من عند الصدر، وبه كرانيش متعددة من عند الخصر، ونسقت معه حذاء بكعب عال باللون الذهبي، واعتمدت مكياجا ترابيا وركزت على رسمة العيون، واختارت أن تكون تصفيفة شعرها منسدل على جانبي كتفيها، بل المهم أنها تهتم بالتنوع والأناقة والجاذبية وحتى الإثارة والغرابة التي تعكس جوهر شخصيتها الحقيقية سواء ارتدت فستانا طويلا باللونين الذهبي، بقصة الكب، ومزينا بالتطريزات بالكامل، أو اعتمدت مكياجا قويا، وتركت شعرها منسدلا.

على السجادة الحمراء تألق النجوم والنجمات بإطلالات متنوعة وأنيقة وجذابة أو حتى مثيرة وغريبة خلال أيام المهرجان، وعادة ما تخطف الأنظار وتصبح محل وحديث رواد مواقع التواصل الاجتماع، لكن نسرين خطفت الأنظار بإطلالتها الأولى في افتتاح مهرجان الجونة وصفت بالرائعة – ليس بوصفي وحدي، بل بحسب رواد السوشيال ميديا – بفستان طويل باللون الأزرق القاتم، ومن قماشة الساتان، ويظل الأجمل ذكائها في مجموعة صور عبر حسابها الخاص على موقع التواصل الإجتماعي يوثق الإطلالة، مصحوبة بعبارت موحية ببث الطاقة الإيجابية أو تنم عن ثقافة رفيعة لدى جمهورها المليوني العاشق لإطلالتها، وهى قد تركت شعرها مسدولا على كتفها وطبقت ماكياج ناعم جدا، كما نسقت مجموعة من الأكسسوارات التي زادت الإطلالة شياكة وبهاء وبريقا أخاذا، خاصة أنها أرفقت المنشور بتعليق اكتفت فيه بالقول: (السجادة الحمراء، مهرجان جونة السينمائي، مع رمز قلب).

طاردتها الصحف والمواقع الإخبارية وصفحات السوشيال ميديا التى تهتم بأخبار النجوم، وكتبت عن إطلالتها المختلفة على السجادة الحمراء، لكنها للأسف تغطيات سطحية على مستوى الشكل وليس المضمون الذي يعكس ذكائها وفطنتها كنجمة تدرك وتعي كل حركة تقوم بها وهمسة تهمس بها من خلال تعليقات تتسم بشفافية روحها العاشقة للبساطة في كل مكان وزمان، فسواء كانت إطلاتها  في حفل افتتاح مهرجان الجونة السينمائي، بفستان كب أزرق داكن، بقصة مميزة عند منطقة الصدر، مزود بحزام بسيط يحدد الخصر بنفس لون الفستان، واكستنشن منفوش من أسفل، بتوقيع رامي قاضي، ومجوهرات مكونة من أقراط وعقد من الفضة.

أو كانت إطلالها في ثاني أيام مهرجان الجونة، قالوا أن نسرين ارتدت فستان كب، متعدد الألوان، مزين بتطريزات بسيطة من الأسفل، وتركت شعرها منسدلا، مما جعلها في غاية الأنوثة والجمال، من توقيع رامي قاضي أيضا، وكعادتها تميزت نسرين طافش، خلال فعاليات اليوم الثالث لمهرجان الجونة السينمائي، بفستان رقيق بتوقيع يوسف الجاسمي، جاء باللونين الذهبي والفضي، بقصة الكب، مع مزيد من التطريزات اللامعة، ومكياج قوي وشعر المنسدل، أو في اليوم الرابع من مهرجان الجونة، حيث تميزت إطلالتها، بفستان أحمر جريء بطبقات، وأضافت إليه حزام بنفس اللون، يبرز جمال الخصر مع مجوهرات باللون الفضي، مع مكياج خفيف يبرز جمال ملامحها، وكان الفستان من توقيع نور فتح الله.

كل ذلك جعل منها أيقونة في الشياكة والإبداع والذكاء عن غيرها من نجمات برعن في عرض مفاتنهن فقط دون عمق يفسر معنى الإطلالة أو ذكاء يعكس حجم الموهبة، حتى أنهم أطلقوا عليها (ملكة متوجة على عرش الدورة الخامسة من مهرجان الجونة)، حيث ارتدت نسرين في خامس أيام مهرجان الجونة، فستانا زهريا من تصميم نور فتح الله، بقصة وان شولدر، مزود بإكستنشن مكشوف عند الظهر، بإضافة حزام باللون الأزرق الداكن عند منطقة الخصر، وزينت إطلالتها بإكسسوارات من أقراط طويلة، وكولية وخاتم، ومن ثم بدت (ملكة) في براءتها وجمالها وشياكتها غير المعهودة عند كثير من النجمات اللاتي يعتمدن أسلوب المبالغة في كشف المستور أو وضع طبقات من كريم الأساس بحيث يدراي المكياج عيوب الوجه أو ماشابه.

بقى لي أن أقول أن (نسرين طافش) ممثلة موهوبة جدا، ممثلة من الطراز الرفيع الذي يستحق لفت أنظار المنتجين والمخرجين، جراء تحقيقها النجاح تلو النجاح في أي دور يسند لها، فضلا عن احتفالها بجمالها، وحضورها التكريمات (المستحقة) والمناسبات العامة، و اشتغالها بالغناء و الإعلان، إنما هو اأسلوب حياة تنشد فيه السعادة والرضا وباشتغال (احترافي) لمفهوم الفنانة (الشاملة) .. إلى الأمام أيتها النجمة العربية اللامعة نسرين طافش، التي تزيدا تألقا وبريقا يوميا بفضل ذكاء الموهبة والقدرة على الأداء الصعب في مختلف الأعمال على الصعيد العربي، بحكم أنها خليط رائع التشكيل من دول عربية مختلفة (فلسطين، الجزائر، سوريا، السعودية)، وعاشت في سوريا ودبي والآن تعيش على أرض المحروسة .. تحية لها من القلب وشكرا لكل إبداعها الفاتن على الشاشة العربية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.