الصحافة كادت أن تخرب بيت محسن سرحان !
كتب : أحمد السماحي
تحت عنوان القيل والقال في الوسط الفني نشرت مجلة (الكواكب) فى شهر نوفمبر عام 1955 تقريرا مع بعض نجوم الفن عن ما تعرضوا له من شائعات أو أقاويل كادت أن تخرب بيوتهم، من هؤلاء الفنان (محسن سرحان) الذي كانت الصحافة سببا في أن تطلب منه زوجته الطلاق!، كيف حدث ذلك؟ تعالوا بنا نقرأ التفاصيل التى نشرت كالتالي : طاردت الشائعات والأقاويل والخيالات نجوم الفن في الموسم الماضي حتى كاد لا يسلم منها واحد أو واحدة من الفنانيين.
كانت (تكشيرة) خفيفة كافية لانطلاق شائعة بأن صاحب التكشيرة قد طلق زوجته أو صاحبة التكشيرة قد طلقت من زوجها، وكانت ابتسامة عابرة كافية لإشاعة أن الأعزب سيتزوج أو أن الفنانة صاحبة الابتسامة قد وقعت في غرام جديد، لكن المثير ما حدث للفنان (محسن سرحان) حيث كان نصيبه من الشائعات نصيبا قليلا إلا أنه كان (مركزا) كالسم الزعاف.
والحكاية ببساطة أن (محسن) كان يتحدث إلى (أجانس) إحدى شركات السيارات ليتفق مع المدير على أن يجعله صاحب الأولوية فى الحصول على أول سيارة تصل من (موديل) جديد انتجته الشركة، وأثناء تحدث الفنان الشاب وفى نهاية مكالمته دخل أحد الصحافيين فى إحدى الجرائد الشهيرة، وعندما سمع بعض أصدقاء (محسن) يهنئونه مقدما ويقولون له أن (الجديدة) لا شك ستكون أحسن من (القديمة)، ويدعون له أن ربنا يجعل مقدم (الجديدة) مقدم خير عليه.
ظن الصحفي الذكي أن (الجديدة) هى (زوجة) غير الزوجة (القديمة) فهنأ (محسن) مع المهنئين وقال له: ممكن تعطيني بعض التفاصيل، فقال له : لا أريد أن أعلن الخبر في الصحف، حتى لا أتعرض للحسد والقيل والقال، ولأنه صحفي ذكي!، وحتى لا يخسر علاقته بالفنان (محسن سرحان) خرج لينشر الخبر بشكل سري، حيث كتب: (محسن سرحان ينتظر حادثا شخصيا سعيدا، وأنه كان معه، وشاهد بنفسه كثير من العاملين والأصدقاء في مكتبه الإنتاجي يباركون له!، وقريبا سنعلن لكم أعزائي القراء عن كل التفاصيل، وكيف بدأ الحب بينهما)، وكان الصحفي يعني بالحادث السعيد زواجا جديدا.!
وقرأت زوجة (محسن سرحان) الخبر المنشور في الجريدة الشهيرة ومعه صورة كبيرة لزوجها، فجاء فى ذهنها أن زوجها ينتظر حادثا سعيدا بمعنى سينجب طفلا وهو الاصطلاح المعروف عن (الحادث السعيد)، ولما كانت هى غير حامل فقد ظنت أن زوجها له زوجة أخرى، وصدقت ما جاء في الخبر خاصة وأن الصحفي كان شاهد عيان وبارك لزوجها، والصحافة لا تكذب!.
وتركت الزوجة المنزل بعد قراءتها الخبر فى الصباح، خاصة بعد أن وصلت لها العديد من الإتصالات التليفونية من أقارب لها وزملاء ومعارف تستفسر وتواسي وتشمت!، وعندما عاد (محسن سرحان) فى المساء لم يجدها فى منزل الزوجية، وانتظر ساعة واثنين لكنها لم تعد، فاضطر بعد الساعة الثانية عشر ليلا أن يتصل بمنزل أهلها يسأل عنها، وبالفعل طمئنه أهل زوجته، وعندما طلب أن يتحدث مع زوجته، رفضت أن تتحدث معه، وتأزمت الأمور بين الزوجين، وفى الصباح ذهب إليها ليعرف سر غضبها منه وبعد طول انتظار، رفضت أن تتحدث معه، وطلبت الطلاق، وجن جنون (محسن سرحان) وغادر المنزل، لكنه أصر على أن يعرف الحقيقة، فعرف من أهل الزوجة أنها قرأت خبر انتظاره لحادث سعيد الذي نشر من يومين فى الجريدة.
هنا انفجر (محسن سرحان) بالضحك حين اكتشف سر سوء التفاهم، وأطلع زوجته على عقد السيارة (الجديدة) وضحكت الزوجة المصدومة وعادت إلى عشها الهادئ.!