نيازي مصطفى مخرج الحيل السينمائية والأفلام البدوية وأستاذ عمالقة الإخراج!
كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو (سيلفي) بلغتنا الآن.
كتب : أحمد السماحي
يستحيل كتابة تاريخ السينما المصرية دون التعرض لأفلام المخرج (نيازي مصطفى) الذي نحيي اليوم الذكرى الخامسة والثلاثين لرحيله، حيث رحل عن حياتنا يوم 19 أكتوبر عام 1986، فدور هذا المخرج لا أحد يمكن إنكاره، ومسألة لا نزاع فيها، فهو المخرج المصري الوحيد الذي قدم عبر مشواره الفني 124 فيلما سينمائيا، بدأها عام 1937 بفيلم (سلامة في خير)، وكان آخرها فيلمي (القرداتي، والدباح) اللذين عرضا 1987 بعد وفاته بعام، هذا العدد الضخم لم يقدمه قبله ولا بعده أي مخرج سينمائي.
كما يحسب لـ (نيازي مصطفى) أنه أيضا المخرج الوحيد الذي قدم كل أنواع السينما فقدم السينما التاريخية، والدينية، والعاطفية، والغنائية، والكوميدية، كما برع في أفلام الحركة والأكشن، وأول من قدم الحيل السينمائية في تاريخ السينما المصرية في فيلمي (مصنع الزوجات، وطاقية الإخفاء)، وتميز في إخراج الأفلام البدوية التى تجري في الصحراء وتعتمد على المجموعات الضخمة في جو من المعارك والمطاردات والمغامرات استهلها بفيلم (رابحة) بطولة كوكا وبدر لاما، ثم سار في هذا الاتجاه بإخراج سلسلة أفلامه عن (عنتر بن شداد) التى بدأها بفيلم (عنتر وعبلة) بطولة سراج منير.
والقيمة الفنية للمخرج (نيازي مصطفى) أنه علم الكثير من مخرجينا الكبار حرفية صناعة السينما من هؤلاء المخرجين (صلاح أبوسيف، حسن الأمام، كمال الشيخ، إبراهيم عماره، عبدالفتاح حسن، جمال مدكور) وغيرهم، كما اكتشف عدد كبير من النجوم في مقدمتهم (كوكا، محمد الكحلاوي، كمال الشناوي، نادية لطفي، نبيلة عبيد) وغيرهم .
ولد (نيازي محمد مصطفى أحمد) فى أسيوط، وبعد حصوله على البكالوريا عام 1929 ذهب إلى ألمانيا لدراسة الهندسة الكهربائية في بعثة على نفقته الخاصة، لكنه التحق بالمعهد الحكومي للسينما فى مدينة (بافاريا) لدراسة الإخراج والتصوير، وتدرب في ستوديهات (أوفابيرلين) عام 1932، وعندما عاد من تلك البعثة عين في (ستوديو مصر) مخرجا للأفلام القصيرة، ثم رئيسا لقسم المونتاج، حيث أشرف على إعداد مونتاج أفلام ستديو مصر الأولى كأفلام (وداد، الحل الأخير، لاشين)، كما عمل كمساعد مخرج مع (يوسف وهبي).
اتجه بعد ذلك إلى إخراج الاسكتشات الاستعراضية مثل (سوق الملاح) لفرقة (بديعة مصابني)، ومن خلال عمله مع (الست بديعة) تعرف على الفنان المبدع (نجيب الريحاني) الذي آمن بموهبته ووثق في قدراته وجعله يخرج له فيلمه (سلامه في خير) عام 1937، بعدها أخرج له فيلم (سي عمر) وتوالت الأفلام وبدأ المشوار الذي انتهى نهاية حزينة ففي ظهيرة يوم 20 أكتوبر من عام 1986 ، وداخل غرفة نومه بشقة رقم 12 بعقار 1 شارع (قرة بن شريك) المتفرع من شارع (مراد) بالجيزة، عُثر على المخرج (نيازي مصطفى) مخنوقا ومطروح على الأرض بين الدولاب والسراير، مكبل اليدين بكرافته وعلى فمه فوطة ومفرش الوسادة حول رقبته، ولم يتم العثور على الجناة وقيدت الجريمة ضد مجهول.!
هذا الأسبوع فى باب (سيلفي نجوم) ننشر له صورة نادرة تجمعه مع زوجته الفنانة (كوكا)، ومجموعة من نجمات السينما وهن (فاتن حمامه، مديحة يسري، هدى سلطان).