كتب : أحمد السماحي
(ليلة جميلة يا محلاها فاتت وعمري ما هنساها، مكنتش من عمري، خلصت أوام بدري)، هذه الأغنية الشهيرة لقيثارة الغناء المصري (ليلى مراد) كانت حال لسان المطرب القطري الكبير (علي عبدالستار) ليلة تكريمه في ختام مهرجان الأغنية القطرية يوم السبت الماضي 16 أكتوبر، حيث توقف الزمن عن الدوران، ورجع المطرب القطري بذاكرته إلى بداية الرحلة الطويلة التى امتدت لخمسين عاما، منذ كان طالبا في المرحلة الثانوية عاشقا للغناء، ومن دولة قطر الصغيرة، إلى قاهرة المعز، وعاصمة الفن فى الوطن العربي، وأم الدنيا، جاء الفتى الصغير للدراسة في دار العلوم، وفى ذهنه وعقله حلم يتمنى أن يحققه، وهو حلم الغناء، تقابل مع زملائه القطريين، وبدأت أجمل الذكريات، والنغمات، وبدأ المشوار.
ولأنه أشرف من حمل النغم في قلبه وعقله، وجعل الأغنية صلاة وعشق وثورة، لهذا جاءت كلمته فى ختام الليلة الثالثة من مهرجان الأغنية مليئة بالتواضع والوفاء والحب حيث قال: (رغم تكريمي فى كل الدول العربية والحمد الله، لكن لهذا التكريم مذاق خاص، واليوم ينتابني شعور بالأمل والجهد ومتابعة المسيرة فى المجال الفني، هذا التكريم تاج أضعه على صدري ووسام، ومهما قلت فالكلمة لا تعبر عن مشاعري الليلة.
وأضاف في مفاجأة حقيقية تؤكد توضعه الشديد وأخلاقه العالية: (من اليوم سيبدأ علي عبدالستار مشواره الجديد إن شاء الله، سأترك الحقبة التى مضت للتاريخ وللزمن الجميل، وسأبدا من الليلة مشواري الجديد بتميز، وبعطاء مستمر بإذن الله، وبأعمال إنسانية حميمية، أتمنى أن تنال إعجابكم بإذن الله).
وفى نهاية كلمته شكر المطرب القطري صاحب السمو أمير البلاد المفدى، كما شكر (صلاح بن غانم العلي) وزير الثقافة والرياضة، وشكر كل الحضور، خاصة زملائه من مؤلفين وملحنيين، كما توجه بالشكر لكل المطربين الشباب الذين تغنوا ببعض أغنياته خلال الاحتفالية، وقال: اليوم تعلمت من هؤلاء الشباب أشياء جميلة!، حيث غنى الفنان (منصور المهندي) أغنية (اليوم يا شوق)، وقدم الفنان (بدر الريس) الأغنية الشهيرة (يا ناس أحبه) كما غنى (والا يا ساكن الدوحة)، وشدت الفنانة (أنوار) بـ (البارحة يا خال)، وتغنى الفنان (سعود جاسم) بـ (دهن العود)، وغنى (خالد سالم) الأغنية المتميزة (يا شبيها بالحلا).
ولأن سفير الأغنية القطرية (علي عبد الستار) يؤمن بأن الفن لا يكون صادقا وحقيقيا إلا إذا كان نابعا من الأحاسيس لهذا تنقل فى الاحتفالية من لحن إلى لحن كفراشة على الياسمين الدمشقي يسحب الرحيق منها لينشره على شكل عسل موسيقي طيب المذاق على آذان الجمهور، فقدم مجموعة من أجمل أغنياته مثل (نور الدنيا، راح اللي راح، دع الأيام، مغربية، تحت السدرة، الرسالة)، وفي النهاية قدم مع نجوم الحفل الأغنية الشهيرة (عيشي يا قطر) بشكل جماعي.
المطرب القطري الكبير (علي عبدالستار) أعرب لـ (شهريار النجوم) عن سعادته الغامرة بليلة العمر، وأرسل من خلالنا رسالة حب ووفاء لكل من وقف بجواره فى هذه الليلة، قال فيها : الشكر والتقدير في ليلة من العمر ما كان لها أن تكتمل إلا بمحبتكم ودعمكم، لا يسعني إلا أن أتقدم لكم بخالص الشكر والامتنان، ولكل من ساهم في حفل تكريمي بصفة رسمية، أو بشكل غير مباشر، أو حتى بصوره معنوية.
وشكر خاص للحضور، والشكر موصول أيضا لمن لم تسمح له الظروف للمشاركة، وصلني صدق مشاعركم واحساسكم، ولقد من الله على بنعم كثيرة من أهمها صحبتكم ونقاء قلوبكم أدامكم الله ذخرا وسند أخواني الفنانيين والملحنيين والشعراء والموسيقيين والمذيعيين، وعلى رأسهم ربان الثقافة والفن في قطر سعادة وزير الثقافة والرياضة (صلاح بن غانم العلي) .. حقيقي يعجز اللسان عن شكركم هنيئا لي وجودكم في حياتي، انتم بالفعل نعم الأهل والأخوة والأصدقاء الله لا يحرمني من محبتكم.
جدير بالذكر أن المهرجان الأغنية القطرية نظمته وزارة الثقافة والرياضة ممثلة في مركز شؤون الموسيقى على مدار ثلاثة أيام، ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021، وتحت شعار (ولين الحين يا سدرة عروقج عايشة فينا)، والمعبر عن البيئة القطرية الأصيلة، بما يتماشى مع شعار اليوم الوطني للدولة 2021 (مرابع الأجداد.. أمانة).