هاشتاج يطالب قناة (ON.TV) بعرض حلقة سعد لمجرد
كتب : أحمد السماحي
يبدو أن وسائل الإعلام الحالية تسير وهى مغمضة العينين، مقيدة العقل، معدمة الضمير، وراء الحملات المدفوعة أو المأجورة التى تظهر من وقت لآخر على مواقع التواصل الاجتماعي، والغريب أنها تفعل هذا رغم أن كل الأحداث خاصة الأخيرة منها تهيب بنا أن نفيق من سكرتنا، فقد آن الأوان ليجتمع شمل المصريين حول رؤيا للمستقبل، وكيف يكون؟! تحت شعار (مصر الجديدة) الذي أطلقه الرئيس السيسي قبل شهور قليلة، إذ بدون هذا سوف نظل نتخبط يمينا وشمالا، ونحيا يوما بيوم، وتظل أفعالنا ليست مبنية على خطة كبرى نقوم بتنفيذها على خطوات وإنما نقف مكتوفي الأيدي جراء ردود أفعال نتلقاها من الذباب الالكتروني الذي يسبح في الفضاء بلا ضابط أو رابط، فإما أن تحاول اتهام الآخرين بأنهم وراءها، وإما أن نحاول تجاهلها، وإما أن ننشغل في مشكلة فرعية تصبح وكأنها مشكلة الساعة، كل هذا يحدث دون رؤية صحيحة.
ولأضرب مثلا منذ أسبوعين تواصلت قناة (أون تي في) مع المطرب المغربي (سعد لمجرد) طالبة تسجيل حلقة غنائية في أول ظهور وانفراد إعلامي منذ خمس سنوات، واستجاب (لمجرد) نظرا لصداقة تربطه بالنجم (أمير كراره)، وبالفعل تم تسجيل الحلقة في أجواء ممتعة، وحقق البوستر الخاص بإعلانها على صفحة (انستجرام لمجرد) مليون مشاهدة في يوم واحد، ولكن مع ظهور (هاشتاج) مدفوع الأجر من جانب مطرب شهير، تم ومنع ظهور المطرب المغربي الشاب ولم تعرض الحلقة حتى الآن دون إبداء أية أسباب منقطية غير الانسحاق غير المبرر لآراء مزيفة ومغرضة من جانب رواد السوشيال ميديا الوهميين.
فعلى الرغم من أن القائمين على القناة لم تصدر عنهم أيه تصريحات تخص منعها، عدا أن (المعلم سعد لمجرد) قد أشار إلى أنه تم تأجيل الحلقة نظرا لتصادف موعد عرضها مع احتفالات مصر بأعياد 6 أكتوبر، وهو ما كان سببا في تأجيل اذاعتها، ثم يبدو انه بترتيب سيطاني من جانب منافسي الفنان في الساحة الغنائية الذين يبدو أنهم يتخوفون ظهوره على الساحة المصرية الغنائية لابتلاع شهرتهم المزيفة، فوجئ الجميع بـ (هشتاج) يطالب بمنع (سعد لمجرد) فى مصر!.
الأمر الذي استدعى تدخل (هاني شاكر) نقيب الموسيقيين واضطراره إلى أصدار تصريح لأحدى القنوات بأن (لـمجرد) مرحبا به في مصر، وغير ممنوع إطلاقا طالما أنه لم تصدر أحكام قضائية نهائية ضده، وقال (شاكر) : أن المملكة المغربية تستقبل الفنانيين المصريين بكل حب وتقدير وأنه شخصيا لاقى تكريما من الملك (محمد السادس) ملك المغرب، وبالتالي لا يحق لأحد أن يطالب بمنع أي مغربي من الغناء في مصر.
وأضاف شاكر: والمغرب دوما تستقبل فنانيين مصريين وتكرمهم وتقدر الفن المصري، كما أن النقابة التى يترأسها لم تصلها أيه أحكام قضائية نهائية تفيد بإدانة (لمجرد)، وطالب نقيب الموسيقيين المصري رواد (السوشيال ميديا) الذين يتحركون ضد الفنانيين العرب بدوافع المنافسة من الآخرين أن يكفوا هذا النهج الذي يؤدئ إلى توتر علاقة مصر بأشقائها العرب.
ودفع مرور أكثر من أسبوعين على عدم عرض الحلقة (فانز لمجرد) في مصر بتدشين حملة على (تويتر) تطالب قناة (أون تي في) بإذاعة حلقة (سهرانيين) التى قام المطرب المغربي بتسجيلها، وغنى فيها مجموعة كبيرة – كما انفردانا من قبل وذكرنا – لأساطين الغناء المصري المعاصر منهم الموسيقار (محمد عبدالوهاب، وعبدالحليم حافظ)، فضلا عن أغانيه الشهيرة مثل (أنت معلم) التى سيحتفل قريبا بوصول عدد مشاهديها إلى المليار، و(عدى الكلام) التى قام بغنائها باللهجة المصرية، و(إنساي) التى قدمها كديو غنائي مع (نمبر وان في إفساد الشباب محمد رمضان).
هذا وقد توعد (الفانز) الخاص بالفنان المغربي أن يصل عدد مشاهدي قناته على (اليوتيوب) إلى 12 مليون وسيدافعون عنه، ومهاجمة من يدفعون الأموال لصنع (تريندات) مزيفة ضده.
ومن هنا نلفت النظر أن ما حدث خلال الأيام الماضية من شرر طال (لمجرد) دون ذنب أو جريرة جعل المعركة مستمرة، وكان حريا بالقناة بدلا من أن تظل تستمع إلى آراء ما أنزل الله بها من سلطان من جانب رواد التواصل غير الاجتماعي حول (لمجرد) وأسباب المنع أن تقوم بخطوة عملية تخرس تلك الألسنة الحاقدة بإذاعة حلقتي (لمجرد) التي كلفتها أكثر من 2 مليون جنيه تبرع بهما المطرب لصالح إحدى المستشفيات المصرية، بل كان يجب أن يكون للقناة موقفا أكثر مسئولية من هذا وتصدر بيان تعلن فيه موعد عرض الحلقة، بدلا من الخضوع المذل للادعاءات المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي، وعليها إدراك حكمة أنه كانت وسائل الإعلام في الماضي تنفذ فلسفة إعلامية واحدة تمنح أو تمنع الأخبار حسب ما تراه الدولة ومصلحتها، لكن الآن أصبحت فلسفة الإعلام ما تراه وسائل التواصل الإجتماعي – رغم زيفها وسوء مقصدها – وهذا عيب خطير جدا فى دولة صاحبة تاريخ طويل يمتد لآلاف السنين مثل مصر المحروسة.!
وأخيرا وليس آخر: أين موقف المجلس الأعلى للإعلام من نهش السوشيال ميديا لسمعة الفنان (سعد لمجرد) الذي لم يقدم شيئا لمصر سوى أنه يحبها وغنى لأساطين الطرب فيها عبر حلقتي البرنامج، الأمر الذي يتطلب تدخلا فوريا من جانبه للتأكيد على ضرورة الوحدة العربية وحماية سمعة مصر من بعض أبنائها الحاقدين على نجاح أقرانهم العرب على أرض هوليود الشرق ودرة تاج العرب في الفنون كافة، وعلى رأسها الغناء الذي احتوت ساحته كثير من نجوم الشرق والغرب العربي وقت أن كانت مصر عفية بمبدعيها قبل أن تزحف غربان وصراصير الغناء (من الأصوات الشبابية التي تشبه النساء) لتسيطر على آذان المصريين بفرط من الصخب والضجيج الحالي الذي أفسد الزائقة وتراجعت القوى الناعمة المصرية على أثر هذا الزحف المقيت.