(حكايات من زمن فات).. فيفي عبده ونجيب محفوظ !
بقلم : سامي فريد
ما حدث بين الراقصة المشهورة فيفي عبده وأديب نوبل حكاه سكرتيره محمد صبري السيد في قاعة الحكمة بساقية الصاوي في الزمالك في الذكرى الأولى لوفاة نجيب محفوظ يوم 30/8/2006.
كنا في ساقية الصاوي نشهد احتفال الذكرى الأولى لأديب نوبل وكنت قد سبقت الأستاذ صبري في القاعة في مناقشة مجموعتي القصصية الجديدة (الحب والحزن والحنين)، الصادرة عن قصور الثقافة عام 2007 وحضرها معي بهاء جاهين الشاعر الكبير والناقد وفوزية مهران الناقدة المعروفة ونسرين جمعة منسقة الندوة. ولنعد إلى قصتنا التي نحن بصددها والتي جاء محمد صبري السيد صديقي من نادي القصة من القسم الثقافي في الأهرام الذي يرأسه الدكتور عبدالعزيز شرف ليحيكها لنا.
وكنت قد تعرفت على الأستاذ محمد صبري عندما كان يأتيني بالصفحة الثقافية المرسلة معه من الدكتور شرف حتى علمت منه بعد ذلك أن الأستاذ نجيب محفوظ قد قال في حديث بينه وبين الروائي والأديب المعروف الأستاذ ثروت أباظة انه يحتاج إلى شخص يقرأ له الجرائد يوميا لما يعانيه من ضعف إبصاره، وخاصة من يقرأ له جرائد اليوم المصرية ثم تلك التي تصدر في لندن أو جرائد المعارضة ثم يرد على المكالمات التليفونية التي يتلقاها الأستاذ نجيب أو يطلب له على الهاتف، من يريد أديب نوبل أن يكلمه ثم بعد ذلك يساعده في مشوار ركوب المصعد وركوب سيارة الأهرام الـ 28 القديمة المخصصة للأستاذ محفوظ للعودة إلى منزله في شارع النيل قبل كوبري الجلاء وهكذا يوميا.
لا بأس أيضا يقول الأستاذ صبري من طلب فنجان قهوة للأستاذ نجيب صباحا أو قبل عودته.
وكان الأستاذ نجيب سعيد بمعاونة سكرتيره الجديد محمد صبري له، فهو كما يقول الأستاذ نجيب رجل دائم الابتسام.. دائم الرضا يسمع الكلام وينفذه بكل محبة وود، ثم كان يوم الحكاية التي حكاها الأستاذ محمد صبري لجمهور الحاضرين في قاعة الحكمة في مناسبة ذكر ى وفاة أديب نوبل الأولى.
يقول الأستاذ محمد صبري السيد: كان عام 1991 قبل محاولة اغتيال الأستاذ نجيب عام 1994 نزلت من الأهرام بصحبة الأستاذ نجيب لنجد السيارة الـ 28 السوداء التي خصصتها الأهرام ومثلها في الأهرام عدد كبير لتوصيل الأدباء والكتاب وكبار الصحفيين.
وركبت السيارة بعد أن ركب الأستاذ نجيب لنتحرك قاصدين منزله في شارع النيل قريبا من كوبري الجلاء وقبل وصولنا إلى العمارة التي يقطنها الأستاذ نجيب، يواصل الأستاذ محمد صبري وأمام مستشفي العجوزة ومستشفى الشرطة تقريبا مرت إلى جوارنا سيارة مرسيدي سوداء آخر طراز افسح لها سائق سيارة الأهرام الطريق لتمر من جواره، لكن راكبة السيارة في الخلف أنزلت زجاج سيارتها الكهربائي لتنادي الأستاذ نجيب محفوظ بصوت سمعته كما سمعه هو – تقريبا – وقالت فيما يشبه السخرية.
شايف يا أستاذ نجيب الأدب ركبك إيه.. وقلة الأدب ركبتني أنا إيه!!
سمع الأستاذ نجيب اسمه فالتقى ليري من الذي يكلمه لكن السيارة المرسيدس كانت قد انطلقت بسرعة لتتجاوز سيارتنا بعد أن جلجلت منها ضحكة نسائية طويلة وساخرة.
كن الأستاذ نجيب يجلس في سيارة الأهرام الـ 128 السوداء التي اعتاد قسم الحركة في الأهرام اصلاحها وطلائها كل عام للمحافظة عليها رغم تأخر موديلها منذ نزلت السيارات الـ 128 السوق المصري.. وسمعت الأستاذ نجيب محفوظ يسألني:
مين الست دي يا أستاذ صبري؟
وقلت أنا: دي الست فيفي عبده يا أستاذ نجيب
لكن الأستاذ نجيب بادرني بسؤالي:
لكن دي كلمتني باسمي.. يعني عارفاني!
ثم كان سؤاله الذي لم أستطع الإجابة عليه بشكل مباشر.
كانت بتقول إيه يا صبري؟
قلت بسرعة محاولا ألا أنقل عليه كلامها.
بتقول أي كلام يا أستاذ نجيب!
لكنه أصر أن يعرف ماذا كانت تقول فاضطررت أن أخبره بما قالت فيما كان هو يسمع ما قالته باهتمام.
قلت: كانت بتقول: شفت يا أستاذ نجيب الأدب ركبك إيه.. وأنا قلة الأدب ركبتي إيه؟!
وصدرت عن الأستاذ نجيب ضحكة لعلها كانت حزينة.. هكذا تصورتها فقال:
تعرف يا صبري.. والله معاها حق.
وكانت الفنانة فيفي عبده تسكن في عمارة المليونيرة السعودية أمام باب حديقة الحيوان في شارع مراد في منتصف الحديقة وكانت سيارتها المرسيدس تدخل المصعد مباشرة لتصعد بها إلى شقتها ثم تعود لتنزل إلى الجراج أسفل العمارة لتصعد إليها بالمصعد أيضا عندما تطلبها.
أمام عمارة الأستاذ نجيب توقفت سيارة الأهرام لأوصله بالمصعد إلى حيث باب شقته ثم أعود إلى سيارة الأهرام لأنزل أمام اي محطة أتوبيس عائدا إلى بيتي في (الدويقة).