علي بدرخان .. قراءة في كتابه فن الإخراج والمونتاج (2/4)
كتب : أحمد السماحي
الطريقة المثلى لتعلم الإخراج بعد دراسة قواعد اللغة السينمائية هى أن يعمل الطالب مع عدد من المخرجين كمساعد لهم، وسيصادف الطالب مخرجين من أمزجة مختلفة، هناك من تجده يخضع لآراء المصور ومدير التصوير، وهناك المخرج الذي يترك حرية زائدة للممثلين دون أن يتحكم في حركاتهم، أو طريقة إلقائهم، وهناك المخرج الذي يشرح الفيلم موقفا موقفا، ويوصي الممثلين أن يقوموا بأدوارهم دون تصنع ويصحح لهم أغلاطهم، وهناك المخرج العصبي الذي يثور لأقل هفوة يرتكبها ممثل أو أي من الفنيين، وهناك المخرج الرزين الهادئ الذي يدرك أن تنفيذ العمل الفني يحتاج لصفاء المزاج وأن تسود روح الوئام بين جميع العاملين، وهذا لصالح العمل ونجاحه.
وهناك مخرج يمتاز بأفكار وأسلوب خاص وتجد أفكاره وعواطفه في كل أفلامه، وهناك المخرج التجاري الذي يخرج أي قصة تعرض عليه ولو أنه لا يعجب بها ولا تؤثر في نفسه، وهذا لا يصلح مطلقا أن يسمى مخرجا بل منفذ أفلام، الطالب سيجد أمامه مجموعة متنوعة من طباع وعادات وأذواق وأساليب وطرق للمخرجين وعليه أن يتبع منها ما يوافق ويلائمه.
هذه مقتطفات من كلمات كتبها المخرج السينمائي المبدع (علي بدرخان) في كتابه الممتع التربوي متعدد الأجزاء (صناعة الفيلم .. الإخراج والمونتاج) تحت عنوان (أن تكون مخرجا سينمائيا)، الكتب الثلاثة التى كتبها (علي بدرخان) سياحة فنية في صناعة الفيلم، وتوثق لكل المراحل الفنية منذ بدء الفكرة حتى عرض الفيلم والمشاهدات الجماهيرية، والكتابات النقدية التى تُكتب عنه.
أنماط من المخرجين
في كتابه (الإخراج والمونتاج) قسم (علي بدرخان) أنماط المخرجين إلى عدة أنماط فقال :
1 – هناك المخرج الذي يريد أن يكسب حب الجمهور وعليه أن يكونا فاتنا وظريفا وهو يحكي لنا قصة فيلمه، إن مخرجي الأفلام الكوميدية يبحثون عن اكتساب حب جمهور المشاهدين.
2 – هناك مخرجون يسعون إلى حب الجمهور واحترامه معا.
3 – هناك مخرج يريد إثارة إعجابنا وتقديرنا فتجده يبحث عن أكثر الطرق تركيبا وتحديا لكي يروي لنا قصة فيلمه.
4 – هناك مخرج آخر ينجذب إلى التحدي الكامن في المشروع نفسه فيقدر ما فيه من تحديات.
بشكل عام المخرج يجب أن يكون لديه شخصية واعية ومجموعة خلاقة من الأهداف عندما يقرر إخراج قصة ما.
كيف تستفيد من مشاهدة الأفلام؟
تحت عنوان (كيف تستفيد من مشاهدة الأفلام، وأي الأفلام تختار؟) قال بدرخان: الأفلام عديدة وتختلف في قيمتها ونوعيتها، ولكن يمكن أن يكون دليلك في ذلك أولا اسم المخرج، وأسماء النجوم، ونظرا لأن الأفلام ذات القيمة الفنية المتميزة قليلة، فعلينا أن نشاهد الأفلام العادية، ومعرفة خصائص طرق إخراجها، وتفهم روح المخرج الفنية مصيا مميزاته ونقائصه.
وإذا كان الفيلم لأحد المخرجين المبدعين المصريين أو الأجانب، فعليك تفهم روح هذا المخرج وأسلوبه الفني الخاص في الإخراج، والذي يميزه عمن سواه من المخرجين، وإذا فهمت روح كبار المخرجين يمكنك بعد ذلك أن تعرف التأثير الذي أحدثوه فيمن هم دونهم من المخرجين الذين اتخذوهم قدوة لهم.
وعليك كذلك مشاهدة الأفلام الضعيفة فهي التى تربى فيك روح النقد الصحيح أكثر من الأفلام المتقنة التى قد يستعصى عليك فهم الكثير من حيلها الفنية، وشغلك الشاغل وأنت تشاهد أي فيلم هو أن تقدره أولا تقديرا إجماليا ثم تحلله من الوجهة الفنية، كذلك اجتهد أن تميز بين التمثيل المتكلف والتمثيل الصادق.
العمليات التى يتكون منها الفيلم
شرح (بدرخان) لقارئ كتابه، خاصة من طلبة الفن كيف يراعي العمليات المختلفة التى يتكون منها الفيلم عند مشاهدة الطالب أو المتذوق لها وهى كالتالي :
1 – تتابع المشاهد وأهمية كل شخص في موضوع الفيلم.
2 ــ التقطيع والطريقة التى صور بها كل مشهد على حدة، ويراعي أن يكون مأخوذا من أصلح زاوية تساعد على إظهار الفعل أو الموضوع.
3 – الإضاءة وهل تخلق الجودة المنشودة والجو المناسب أم لا.
4 – اختيار الممثلين المناسبين للأدوار، والملابس وإكسسواراتها، والمكياج والكوافير.
5 – اختيار أماكن ومواقع التصوير الخارجية وتصميم المناظر الداخلية، وفرش الديكور.
6 – تتابع اللقطات من حيث الأحجام والأبعاد واستخدام المؤثرات للانتقال أو المزج بينهما.
7 – الموسيقى هل كانت متفقة وداعمة للمشاهد التى تصاحبها وهل ساعدت على رفع وقيمة بعض المشاهد.
8 ـ الموضوع وأهميته أو محاكاته للواقع.
فصول الكتاب التسعة
كتاب الإخراج والمونتاج (أساسيات وحرفيات) يتكون من 9 فصول، الأول: به عدة أبواب هى (ماهو الفن، ماهى السينما، نشأة السينما، الأنواع الأساسية للأفلام، صانعوا الأفلام).
الفصل الثاني: (لغة الفيلم، مفردات اللغة السينمائية التى تتكون من (المشهد، اللقطة، المسافات، العدسات، زوايا التصوير، الحركة)، الأنواع الأساسية للقطات، اللقطة القريبة، الصورة (الإضاءة)، تصميم المناظر والديكور.
الفصل الثالث: يتكون من أربع أبواب هى (التكوين في الصورة السينمائية، جماليات اللقطة السينمائية، الأصوات في الفيلم السينمائي، وسائل الانتقال البصرية).
الفصل الرابع: يتكون من 10 أبواب هى (حول الإخراج السينمائي، المخرج السينمائي مقابل المخرج المسرحي، المونتاج هو سر الإخراج، القواعد الأساسية لتركيب اللقطات، مفهوم التغطية، تركيب مشاهد الحوار عند التغطية من أوضاع تصوير ثابتة، تغطية مشاهد الحوار بدون حركة، القواعد الأساسية لتغطية حركة الممثل وشروط القطع، القواعد الأساسية لتغطية حركة الكاميرا، مشاهد الحركة.
الفصل الخامس: يتكون من خمس أبواب هى (الزمان والمكان في الفيلم السينمائي، المونتاج المتوازي، اتجاهات وأساليب المونتاج، التشكيل الحركي والميزانسين، حرفية التجسيد المرئي).
الفصل السادس: يتكون أيضا من خمس أبواب هى (المخرج والتفكير في المشاهد، المونتاج داخل الكاميرا (اللقطة المشهدية)، توجيه الانتباه في اللقطة المشهدية، التأثير الدرامي : عناصر التكوين في تحقيق الحالة المزاجية، الإيقاع).
الفصل السابع: يتكون من 6 أبواب هى (تحليل وتفسير السيناريو، اختيار المخرج لفكرته الإخراجية، ترجمة السيناريو إلى الشاشة، العمل على نص التصوير، تخطيط الإخراج للمشهد، كتابة التقطيع).
الفصل الثامن: يتكون من 10 أبواب هى (من السيناريو الإخراجي إلى مرحلة التصوير، الاعداد التنفيذي للفيلم، خطة العمل، مساعدو الإخراج، ملاحظة السيناريو، لوحة الكلاكيت، مساعد المخرج مبدعا، تنفيذ الإخراج، المخرج وتوجيه الكاميرا، توجيه الممثلين).
الفصل الأخير: يتكون من أربع أبواب هى (المخرج ومجموعة الإبداع، الهوية الفنية للمخرج، أن تكون مخرجا سينمائيا، الإبداع يجب أن ينطوي على طموحات عظيمة).
وأخيرا الكتاب من القطع الكبير، وصادر عن الهيئة العامة للكتاب، ويتكون من 485 صفحة.