كتب : محمد حبوشة
الحسد والغل في النفوس هى الحرفة التي يقوم بها شياطين الإنس، وللحقد معان كثيرة منها أنه الضغن والانطواء على البغضاء، وحفظ العداوة في القلب والتربص لفرصتها؛ حيث إن الحقد يقود إلى التسبب بالضرر للشخص المحقود عليه بأي وسيلة كانت، فالشخص الحاقد ينتظر الفرصة المناسبة ليستطيع الانتقام من الشخص الذي يحقد عليه، وعلى الرغم من الحقد على الناس من السلوكيات المذمومة التي نهى عنها الإسلام وكافة الأديان الأخرى، لأنه يجعل صاحبه يحمل في نفسه قلبا أسودا لا يعرف العفو ولا الصفح، ويحقد على من يسيء إليه، ولا ينسى إساءته، فتجده يتربص بالناس ليشفي غيظه، ويروي غليله، فما بالك بحقد للحقد نفسه، فإن هنالك من النجوم من يتصف بصفة الحقد والحسد لأقرانه الأمر الذي يدفعه دوما للجوء إلى اللغة الإلكترونية التي هى الوسيلة الأشد فتكا بالغرماء في هذا الزمن الرديء.
وما فعلته اللغة الإلكترونية من أذى وسوء في سمعة الفن والفنانين، أو ما تركته الوسائط الإباحية من هبوط وجريمة وانحلال، ولا شك أن ذلك ينطبق على النفوس الضعيفة في أنحاء العالم، ومع هذا فإننا لا نعرف إلا القليل عن العالم الجديد الذي تصوغه وتشكله قوى وجهات ومجموعات خالية من أي ضوابط أخلاقية، وهى تدخل البيوت وتثير الفتنة وتعذب أهلها وترمي الشقاق والكذب بين الأهل، وتتسم الجرائم الناتجة أو لمرفقة بالحقد والحسد والكراهية والضغيفة التي تفتك بضحايا من جانب هؤلاء المغامرين الجدد من رواد السوشيال ميديا في صورة كتائب بغيضة تعيس فسادا في الفضاء التخيلي، ومن جملة ما تستهله هذه الفواجر إطلاق الشائعة التي تسبب كثيرا من القلق والحزن لأولئك الأبرياء.
ويكاد هذا العالم الكاذب والمزيف والممتلئ شرا أن يحل محل العالم الأصيل، وهو ليس أقل شرورا ومكرا في أي حال، لكن الفارق الجوهري بينهما، هو أن الأصيل لا يزال خاضعا لشيء من المسؤولية والمساءلة وأحكام القانون، أما الثاني فغاية مطلقة، ومن دون أن ندري أصبحنا جميعا نتابع اللغة الإلكترونية، وتظل تلك اللغة هى الأسوأ، وقد تحولت في ساحة الفضاء الإلكتروني إلى ميليشيات تخوض حربا أهلية باردة لكنها سامة وموجعة، وكنا نعتقد قبل هذه الوسائل أن أجواء العرب موبوءة بما يكفي، لكن يبدو أن لا شيء يروي حيتان الحقد، ومن أمثالهم ذلك المطرب الشهير الذي ملئ الدنيا صخبا وضجيجا من خلال حملته المسعورة ضد المطرب المغربي الشاب (سعد لمجرد)، ظنا منه أنه ينازعه عرشه البالي على تصدر ساحة الغناء حاليا.
ورغم أن المشاعر الإنسانية مشاعر طبيعية وفطرية أوجدها الله تعالى في الإنسان منذ خلقه للتعايش مع أبناء جنسه بطريقة سليمة، إلا أن طبع هذا المطرب الخبيث غلبه في كل الأحوال ونزع عنه مشاعره الإيجابية مثل: المحبة، والشفقة، وحب الآخرين والتعاطف معهم وغيرها التي من شأنها أن تشيع بين الناس التعايش المسالِم والطبيعي وتحقق الراحة بينهم، وبدلها بمشاعر سلبية مثل: الكره، والحقد، والغضب، والحسد وغيرها، وكلها كما نعلم تؤدي إلى انتشار المشاكل والبغضاء بين الناس، ولكن يعتبر الحقد – الذي يحكم كل تصرفات هذا المطرب للأسف – من أكثر المشاعر التي قد تقضي على العلاقات الإنسانية معه بشكل كبير، وتسبب الضرر بإلحاق الأذى به هو نفسه نتيجة كثرة الأفكار السلبية التي قد تراوده في عقه الباطن وضميره المستتر.
ولكن ما هى حكاية هذا المطرب الذي انضم له ممثل ومخرج مصريين أكثر حقد وبغضا وكراهية للنجاح، حين قاموا بشن حملة شرسة على هذا النجم بالذات بعد أن بخساه حقه وحنسا بعهودهما وعقوهما معه في مشاريع سابقة، فقرروا القضاء على أية فرصة لوجوده في مصر – وكأنهم أوصياء على الفن – فقموا جميعا في خطوة تمهيدية بضرب اسفين بينه وبين جمهوره من خلال أتباعهم على السوشيال ميديا الذين سلطوهم بالهجوم الضاري في حملة خبيثة (مش عاوزين سعد لمجرد في مصر لأنه متحرش) – وكأنهم مندوبي العناية الإلهية في مراقبة أخلاقيات النجوم – وفي استباق حثيث لقرب موعد تبرئة المحكمة الفرنسية لسعد لمجرد من تهمة التحرش – التي زعم البعض أنها وقعت على أرض فرنسية وليست في أي مدينة عربية – أي لاعلاقة لنا بها من قريب أوبعيد فأمره بيد القضاء الفرنسي وحده، ولكن نار الحقد من نجاحه الجارف دفعتهم للخوض جميعا في سيرته عبر السوشيال ميديا ومحاولة الوقيعة بينه وبين الجمهور المصري، لكن يقيني أن جمهوره ومحبيه من المصريين يعون جيدا تلك الخديعة التي ترقي إلى أركان المؤامرة.
تبدأ الحكاية من أن نجم الغناء العربي المغربي الأصل (سعد لمجرد) كعادته أينما حل وارتحل يثير ضجة وإنقلابا .. آخر أخباره جاءت من حفلته في دبي حينما عانقته الفنانه (روان حسين) وقبل يدها فاهتزت الدنيا ولم تهدأ حتى الآن.. سعد لمجرد المطرب المغربي والعربي الأكثر شهرة حاليا، فوجئت الأوساط الفنية بوجوده في القاهرة الأسبوع الماضي وتصويره حلقة تليفزيونية قبل سفره من القاهرة إلى دبي لبرنامج (سهرانين) مع الفنان ومقدم البرنامج (أمير كرارة)، وحسب مصادر مقربة من لمجرد لم تكن زيارته مقررة مسبقا، وقد تم ترتيبها بشكل مفاجئ.
كان المبرر الوحيد لوجود (لمجرد) في القاهرة هو مقابلته شعراء وملحنين استعدادا لإصدار أغنيتين باللهجة المصرية خاصة بعد تجربته الناجحة في أغنية (عدي الكلام) والتي حققت ملايين المشاهدات، وعلى حد علمنا فإن الاستعداد للأغاني يأتي في إطار اتفاق للمجرد مع (شبكة سوني) العالمية بشأن إصدار البوم كامل يضم 13 أغنية منها اثنتان باللهجة المصرية – وهو الاتفاق الذي لم يعلن عنه رغم أنه تم قبل أسبوعين في باريس – وبعده جاء لمجرد دون إعلان أيضا للتجهيز للأغاني.
وبحكم مراقبتي لحركة سير (سعد لمجرد) والاطلاع على آخر أخباره من مصادر مقربة منه بحكم معرفتي الجيدة لوالده المطرب الكبير (البشير عبده)، فقد علمنا أن التطور المفاجئ في تصوير حلقة البرنامج جاء مصادفة ودون ترتيب مسبق نظرا لعلاقة صداقة تجمع (أمير كرارة) وسعد لمجرد، رغم أن البرنامج قد أنهى تصوير حلقاته والانتهاء منها لانشغال كرارة في تصوير مسلسله الرمضاني الجديد مع المخرج أحمد نادر جلال، وأيضا قيامه بتصوير فيلم جديد مع المخرج بيتر ميمي.
ومن خلال الكواليس يبدو أن تلك الحلقة تم تجهيزها بإحترافية شديدة واضطر لمجرد أن يطيل بقائه في القاهرة أياما اجتمع خلالها مع فريق الإعداد مرات عديدة وتم تجهيز فرقة غنائية تصاحبه في الحلقة، وأيضا قام معها بعمل البروفات ليومين متتاليين، وبالفعل تم التصوير على مدار 6 ساعات، بدأت من الواحدة صباحا واستمرت حتى السابعة من نفس اليوم، وغنى خلالها لمجرد لعبد الحليم حافظ وعمرو دياب ووائل جسار وأغنياته التي نجح بها (انت معلم وإنساي) كما غنى أيضا لعبد الوهاب (بافكر في اللى ناسيني) دون فرقة عازفا لوحده على البيانو الذي يجيده، واتضحت موهبته التي لمعت أكثر في الحلقة.
وعلى حد قول المصدر القريب من (سعد لمجرد): بناء على كواليس وقائع يوم التصوير، قضي الجميع ليلة هانئة تجلى فيها لمجرد، فلم يكف المخرج عن الرقص مع أغانيه وانسجم المصورون، وخرج فريق الإنتاج مبسوطا وشاعرا بأهمية الحلقة وقوتها وبإنجازهم انفرادا لم يتحقق لبرنامج آخر، خاصة وأن لمجرد لم يقم بالتصوير في أى برنامج مماثل منذ دخوله معترك القضية التي تطارده في فرنسا زروا وبهتانا، وحرصت الفتيات و الشباب الذين حضروا الحلقة كجمهور للبرنامج على التقاط صور مع لمجرد، حتى هؤلاء الشباب البسطاء العاملين بالبوفيه لم يفوتوا الفرصة في التقاط صور مع نجم يطل لأول مرة على الشاشات المصرية وليس معتادا ظهوره بالاستوديوهات.
ويضيف المصدر في حديثه الكاشف عن نفس الكواليس: في إطار الاستعداد للحلقة بدأ فريق الانتاج سعيدا بالانفراد الإعلامي وحرصهم على ظهور الحلقة بأعلى مستوى ممكن، وهو ما تجلى واضحا بعد تصويرها إذ أصر لمجرد على التواصل من دبي مع مهندس الصوت لإجراء التعديلات المطلوبة، كما تواصل مع المخرج مرارا، علما بأن لمجرد وكراره قضيا وقتا طويلا قبل التصوير وبعده مما ساهم في إضفاء حالة من المودة والانسجام بين الاثنين، فضلا عن تآلف وجو كوميدي لافت، رغم أن فريق الإعداد كان متخوفا من عدم إجادة لمجرد للهجة المصرية ولكنه على حد تعبير أحد العاملين بدا وكأنه من شبرا.
وفي ثنايا كواليس الحلقة فإن لمجرد فضلا عن الغناء الطربي الجميل الذي ورث جيناته من والده صرح بالعديد من الأسرار التي تخص حياته، وكذلك المشاريع المستقبلية التي يخطط لها ولم يتطرق لأبعاد قضيته المنظورة أمام المحكام الفرنسية الذي يثق في نزاهته ولكنه أسر في حديثه الى المقربين منه إلى انفراجا قريبا يخص أزمته وينهيها حسب ما طمأنه به فريقه القانوني المتابع للإجراءات، وتم الإعلان من خلال برومو انتشر على السوشيال ميديا عن إذاعة الحلقة على مواقع القناة وعلى شاشاتها، وأيضا على صفحة لمجرد بإنستجرام التي تابعها مليون شخص تقريبا بعد لحظات من إذاعة البرومو، ولكن حسب تصريح لمدير أعماله أن تأجيلا طال إذاعتها بسبب احتفالات أكتوبر التي التهمت الوقت المقرر لها.
وهذا السبب ربما كشف عنه قيام لمجرد بتقديم تهنئة لمصر قيادة وشعبا وجيشا باحتفالات أكتوبر على صفحته بإنستجرام .. لكن هذا التأجيل التقطه منافسون للمجرد بالسوق المصري (المطرب الشهير وبمعاونة الممثل المغرور والمخرج الموتور)، وقام هذا المثلث بضبط زواياه جيدا وبطرقة محكمة، بتنظيم حملة على تويتر تهاجمه وتطالب بمنعه من الغناء، وقد لاحظت أن الهجوم بدأ مرتبا ومقصودا ومدفوعا وكاشفا لمطرب بعينه هو نفسه من رتب في نفس اليوم هاشتاج ضد الفنان عمرو دياب، مستغلا تصريح ابنته وتفكيرها العصري المودرن بأنها تصرف على نفسها وقامت كتائب المطرب الالكترونية بها.
بعد هاشتاج (عمرو دياب ما بيصرفش على بنته) لم يصرح لمجرد ولا مدير أعماله ولا فريقه الفني بأية تصريحات تخص هذا المطرب المعروف عنه الترتيب والتآمر على زملائه، رغم أنه قضى في بداية شهرته عاما مسجونا بتهمة التهرب من الجيش، وهو نفسه الذي أشار مؤخرا في منشور له شاركه عبر حسابه على موقع (إنستجرام) إلى أنه شارك منشورا تحفيزيا عن مفهوم النجاح، مؤكدا أنه سعد جدا من ردود الفعل الإيجابية تجاهه، ما جعله يشعر من وجود الكثير من متابعيه يرغبون في سماع المزيد من كلامه المحفز، وبرر ذلك بـ (أننا في هذا العصر الصعب نواجه كمية حقد وغل وكراهية وطاقه سلبية غير طبيعية).
وأكد المطرب المتآمر أنه أمام ذلك الإحباط يجب مواجهة هذا بمحفزات إيجابية، ليعلن في منشوره أيضا أنه (سيبدأ في مشاركة جمهوره ومحبيه على فترات متباعدة بعض خبراته في الحياة خلال رحلته المتواضعة)، ودعا المطرب الشهير بنجم (الـ ..) جمهوره كبداية لتنفيذ فكرته بأن يستحضروا أشخاصا في ذهنهم يحبوهم ثم يدعوا لهم بأسمائهم في ظهر الغيب بكل ما يتمنوه لهم من خير، مؤكدا أن تلك الطريقة يواظب عليها العديد من المقربين لها منذ سنوات، وتؤتي بثمارها الإيجابية لكل من يتبعها، ويتعرض لـ (تساهيل) في حياته من حيث لا يدري، بحسب قوله.
لكنه على جانب آخر يفعل النقيض من ذلك، حيث يقوم بالتحريض من خلال كتائبه الالكترونية على سعد لمجرد لأنه يراه قد حقق شهرة أكبر منه في الفترة الأخيرة فأخذت نار الحقد تأكله وسانده الممثل المغرور والمخرج الأخرق في وضع فصول مؤامرة محبوكة استبعاده عن مصر التي هى رغم حقد الحاقدين تظل هوليود الشرق وحاضنه كل المواهب العربية وبوابة الانطلاق نحو آفاق الشهرة الكبيرة التي لاتقف في طريقها كل محاولات التآمر وحقد كافة الحاقدين.
وأخيرا يظل مصير إذاعة حلقة لمجرد مع كرارة من عدمها بيد القناة – التي نتمنى عليها أن تذيع الحلقة لوقف نار الحقد المستعرة على سعد لمجرد الذي كان كريما في التبرع بأجره فيها لمرضى أحد المستشفيات المصرية – ومن جنبا نربئ بالقناة الخضوع لحملات السوشيال ميديا المزيفة – خاصة أنه يبقى من المؤكد أن الحلقة انفرادا وسبقا إعلاميا كبير، وأن معلنين كبار تسابقوا لحجز مساحات إعلانية بالحلقة، وما ستكشفه الأيام القادمة سيكون حاسما تجاه من تآمر على لمجرد وتولي دعم وتمويل هاشتاج على تويتر ضده للمرة الثانية بفعل شيطاني رجيم.
ومن ناحية أخرى يبدو مؤكدا أيضا أن فريق (سعد لمجرد) يستعد لرد الصاع صاعين تجاه المطرب المصري وزوجته المغربية – وهو قائل العبارة الشهيرة: (الغيرة الفنية .. هى ظاهرة صحية) – حيث يستعد لمجرد خلال الأيام القادمة للاحتفال بوصول أغنيته (انت معلم) إلى مليار مشاهدة، وهى النسبة التي لم يصل إليها المطرب المتآمر في كل تاريخه الغنائي الذي يقترب من الربع قرن، ومن ناحية أخرى حتما فإن المطرب الملياري (لمجرد) سيجند ملايين (الفانز) لخدمة قضيته والدفاع عنه بكل الطرق حتى لاتصبح زريعة لكل من هب ودب بالزج بها لعرقلة مسيرته الغنائية الناجحة.