بقلم : محمد حبوشة
المذيع الناجح له مواصفات خاصة، فلابد أن يتقن اللغة العربية أولا ويحمل قدر من الثقافة، وبالتأكيد تلاحظ أن أشهر الوجوه الإعلامية في العالم هم أشخاص ذوو ثقافة عالية، ولديهم مخزون معلومات كبير للغاية، وهذا شيء طبيعي، لأن الإعلام مصدر مهم للمعلومات، كما أن الإعلامي معرض في حياته الاعلامية للتعامل مع الكثير من البرامج المختلفة في هدفها، ورسالتها، ومواضيعها، كذلك التعامل مع كبار الشخصيات السياسية والفنية والإعلامية والعلمية، لذلك يجب عليه أن يكون مطلعا على الأخبار العالمية المتنوعة أولا بأول، سواء تلك التي تنشر في الأخبار أو في المجلات أو في مواقع الانترنت حاليا، فالثقافة العالية ستعطيكِ الفرصة للدخول في جميع المجالات والانخراط مع كل العقول.
وضيفنا في باب (بروفايل) الإعلامي الكبير والفنان (سمير صبري) الذي بدأ حياته مذيعا في الإذاعة والتليفزيون في مصر هو واحد من أشهر الإعلاميين ممن برعوا في البرامج التلفزيونية الذين تحولوا للفن في وقت مبكر من حياته، فقد تميز بقدراته الصوتية وثقافته الواسعة وتعلمه للعديد من اللغات الأجنبية التي مكنته من أن يحاور بها كبار النجوم في السياسة والثقافة والفن، وبفضل تنميته لقدراتك الصوتية، وضبطه لمخارج الحروف واتقان صفاتها، وتمكنه من التحكم في حنجرته، وأحباله الصوتية بحيث يصل إلى الطبقة الصوتية المناسبة، ويجعل الصعب حقيقه، فكان لبقا وذو أخلاق مهنية حافظ عليها طوال الوقت، إنطلاقا من قاعدة أنها يمثل قدوة للشباب الأصغر منه، أولئك الحالمين بمكانته الإعلامية، فكانت أخلاقه العالية واللطف هما بوابته للدخول إلى قلوب الناس جميعاً .
يتمتع بالشفافية والمصداقية
سمير صبري إعلامي حقيقي بمعنى الكلمة، فهو يتمتع بكل تلك الصفات إضافة إلى الشفافية والمصداقية، كذلك قدرته على التواصل مع الناس والتقرب إليهم ما جعله إعلاميا ناجحا متألقا، يدهشك في طريقته نفسك كمحاور سريع البديهة، فمن خلال ثالوث (المحاور والضيف والجمهور)، لايفقدك أبدا الإحساس بذاك الألق والبريق، وتكتشف – مع الوقت – أن معادلة نجاح البرنامج الذي يديره لم تكن وليدة نجومية المذيع، أو روعة الفكرة وحدها، بل إن حالة الإبهار عنده عبارة مقطوعة موسيقية عزفها الأول على أوتار الثانية بحكم فهمه لفن الموسيقى، لذا أطل علينا من خلال برامج كثيرة تألق فيها كمذيع إلى حد التحليق، وصال وجال فيها إلى حد الإبهار، وهنا نجد عناصر الإبداع مجتمعة بهدف خلق محتوى راق يحصد نسبة مشاهدة عالية.
امتلك المذيع (سمير صبرى) لأكثر من ستين عاما كيمياء خاصة ضمنت له النجاح، وأهمها (كاريزما) المذيع، بالإضافة إلى الفكرة المتميزة وقوة فريق الإعداد – الذي كان على رأسه دائما – بفضل ثقافته الموسوعية التي فرضت بالضرورة روح المذيع نفسها، لذا برع في تقديم نوعيات مختلفة من البرامج
التي حققت الانتشار والشهرة وأصبحت لهم قاعدة جماهيرية كبيرة، بفضل حضوره الطاغي، إضافة إلى صفات قلما تجتمع فى شخص واحد دون أن تطغى إحداها على الأخرى، ولكنها حينما تجتمع فى فنان بحجم سمير صبرى، فإنه يصبغ كلا منها بصبغة خاصة، تكسبها بريقا يظل راسخاً فى عقل ووجدان محبيه.
النادى الدولى وهذا المساء
المذيع سمير صبرى، الذى قدم عددا من البرامج الناجحة على رأسها (النادى الدولى، هذا المساء) وغيرها من البرامج الحوارية التي كشف من خلالها عن أسرار وخبايا كثيرة هو نفسه الممثل الذى بلغ رصيده الفنى أكثر من 140 فيلما غير عشرات المسلسلات، والمنتج الذى حارب أفلام المقاولات بـ (السلخانة، ودموع صاحبة الجلالة) وغيرهما، وهو المغنى الاستعراضى الذى ضرب به المثل الشهير (الفرح اللى مفيهوش سمير صبرى ميبقاش فرح)، يكمن سر نجاحه في إتقان قواعد اللغة العربية إتقانا تاما، فاللغة العربية السليمة من أولويات عمل المذيع والممثل والمغني، فإن لم يكن متقناً لقواعد اللغة العربية بشكل كاف، عليه البدء بتطوير مهاراته، وصقلها قدر الإمكان شريطة أن يمتلك الموهبة، التي تصقل مع التدريب المكثف، والقراءة، والخبرة العملية.
لذا تجد أن (سمير صبر) يحسن الإلقاء، وصوته جهورياً، ومخارج حروفه واضحة، يمتلك القدرة على التملص من المواقف المحرجة على الهواء مباشرة، سريع البديهة في تلافي الأخطاء التي قد تحدث من جهته، أو من قبل ضيوف البرنامج، وهو ماظهر في خلال مسيرته الطويلة، حيث لا يتفاجئ كمذيع بفقدان النص المطلوب، وقد يأتيه اتصال مزعج خلال بث الحلقة، وقد يعتذر ضيف ما عن الحضور للاستوديو فجأة، لكنه دائما كان مذيعا جاهزا ومستعدا لمثل هذه الظروف الطارئة ولا يقع بالفخ، ويقضى على مستقبله المهني، بفضل امتلاكه ثقافة واسعة، واطلاعا تاما على المستجدات، وإلماما بكل جوانب الموضوع حتى يتمكن من إدارة الحوار بشكل جيد، وألا سيكون مهزوزاً وصامتا، وفي كل حالته يكون صبورا، واسع الصدر، ومتمالكا لأعصابه مع ضيوفه وفي برامجه لإدارة الحوار بالشكل المطلوب، رغم أن لم يكن مختصا في مجال معين.
يتحلى بأخلاقيات الصحافة
كرس ( سمير صبري) وقته وجهده في هذا مجالات البرامج والتمثيل والغناء حتى برز اسمه في كل مجال خاضه لتكون له بصمته الخاصة، لأنه أدرك منذ البداية أن القوالب الجاهزة، والتقليد الأعمى لمذيعين مشهورين ستقلل شأنه مع الوقت، وإن كانت طريقة سهلة للشهرة، يكون دائما محبا لعمله، ومؤمناً بنجاحه حتّى يتسنى له الإبداع فيه، فهو يمتلك الجرأة، والشخصية القوية، ولا يخشى المواجهة الحوارية، ويتحلى بأخلاقيات الصحافة من مصداقية، وشفافية، ومرونة، و يطور نفسه، ويتعلم من تجارب غيره، ويستفيد من خبراتهم، ويتفادى أخطاء بعضهم، وفوق كل ذلك كان متواضعا، وتلقائيا غير متصنعٍ، ولا يغتر على الناس، ووسط أقرانه الصحفيين، فمهما ارتفعت مكانته وذاع صيته يحترم المهنة، ويفي بمتطلباتها، فيلتزم بالمواعيد ويتصف باللباقة، والابتسامة، ويحرص على بث روح المرح بين طاقم العمل ككل.
ولد محمد سمير جلال صبري في مدينة الإسكندرية، التي كان لها دور كبير في تكوينه كمدينة متعددة الثقافات كان يعيش بها العديد من الجاليات الأجنبية والعربية، وكانت أسرته محبة للفنون تصطحبه معهم ليرى الفرق المختلفة ومنها فرقة الكوميدى فرانسيس أكبر فرقة فى فرنسا، وفرقة شكسبير الإنجليزية، وفرقة الأوبرا الإيطالية، وكان يجلس فى مطاعم الجاليات الأجنبية ويستمع إلى الموسيقى الكلاسيكية لبيتهوفن وموتسارت وشوبان، كما كان عدد من خالاته رؤساء لبعض الجمعيات الخيرية التي كانت تقيم حفلات تحضرها كوكب الشرق أم كلثوم، وتعلم العزف وأتقن عدداً من اللغات المختلفة، وتذوق كل ألوان الفنون وكان لكل ذلك تأثيراً على ثقافته الواسعة.
درس سمير صبري في (فكتوريا كوليدج) بالإسكندرية، وقد ساعدته دراسته فيها على التميز باللغة الإنجليزية، ونشأ وسط عائلة محبة للفن سواء الغناء والموسيقى، وكان يجيد التقليد في صغره وينال الاستحسان من والديه وجده وخالاته، وفي عمر التسع سنوات انفصل والداه وانتقل إلى القاهرة مع أبيه ليسكن في البناية التي يسكن فيها الفنان الكبير عبد الحليم حافظ، والذي قدمه للفنانة لبنى عبد العزيز في سن العشر سنوات، كما حصل على البكالوريوس من كلية الآداب في الإسكندرية.
عندما صفق له العملاقة
وقف الطفل سمير صبرى الذى يجيد أكثر من لغة لأول مرة أمام ميكرفون الإذاعة ليصور حلقة من برنامج ركن الطفل الذى تقدمه الفنانة لبنى عبد العزيز باللغة الإنجليزية، انطلق الطفل ليغنى ويمثل ويجيب عن الأسئلة رغم رهبة الموقف، ينظر من خلف زجاج الاستديو ليرى عدد من عمالقة الفن ينظرون إليه، ومنهم العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ وعملاقة الإذاعة آمال فهمى، ورئيس الإذاعة، وقتها عبدالحميد الحديدى، وبعدما انتهى من التصوير لم يتمالك نفسه فرحا عندما رأى هؤلاء العمالقة يصفقون له ويشيدون بأدائه، و كان هذا اليوم فارقا فى حياة الطفل خاصة بعدما أبلغه رئيس الإذاعة بالتوجه إلى ذاك الرجل الذى يجلس وأمامه صندوق ومجموعة أوراق، فمنحه 50 قرشا كأجر عن تصوير الحلقة.
ولأن سمير صبري فنان مصري شامل لتعدد مواهبه، فقد أبدع في العديد من مجالات الفن كالتمثيل وتقديم البرامج والغناء، حيث قدم العديد من البرامج المنوعة للتلفزيون المصري كبرنامج (هذا المساء، وكان الزمان)، كما قدم (ما يطلبه المستمعون) باللغة الإنجليزية، ثم بدأ سمير صبري مشواره الفني في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، حيث قدم العديد من الأعمال الفنية كالمسلسلات الإذاعية والسهرات التلفزيونية وعدد من المسرحيات بالإضافة للأفلام السينمائية، ففي عام 1955 قدم صوته في المسلسل الإذاعي (العسل المر)، وفي عام 1959 شارك في دور صغير في فيلم (حكاية حب) من بطولة عبد الحليم حافظ ومريم فخر الدين، للمخرج حلمي حليم، وفي عام 1962 بدأ ظهوره الفعلي في السينما فأدى شخصية سمير في فيلم (من غير ميعاد”، كما أدى شخصية الطالب في فيلم (اللص والكلاب)، وفي العام التالي شارك بالعديد من الأعمال الفنية مثل (الهارب من الأيام)، كما أدى شخصية معلم اللغة الإنجليزية في فيلم (زوقاق المدق)، ولعب دور الطالب سمير في فيلم (الحسناء والطلبة).
حمدي في مسرحية (العبيط)
في عام 1964، لعب (سمير صبري) شخصية عادل في فيلم (الهارب من الزواج) للمخرج حسين الصيفي، وبطولة فؤاد المهندس وشويكار ومحمود المليجي، وظهر بدور مدحت في فيلم (لعبة الحب والزواج) للمخرج نيازي مصطفى، وفي عام 1965، أدى دور فتحي في فيلم (جدعان حارتنا)، كما لعب دور حمدي في مسرحية (العبيط)، وفي عام 1966، لعب شخصية أحمد في فيلم (هو والنساء)، وأدى دور حسن سمير في فيلم (قصر الشوق) للمخرج حسن الإمام، ومستوحى من رواية للأديب نجيب محفوظ، كما ظهر في فيلم (30 يوم في السجن) بدور المخرج الإيطالي.
أما في عام 1967، فقد أدى دور حمادة متولي دي سيكا في فيلم (الرجل ده حيجنني)، وقدم صوته في مسلسل إذاعي تحت عنوان (أيام معه)، ولعب شخصية لوسيان في فيلم (أخطر رجل في العالم)، و في العام التالي، أدى شخصية عصمت السلحدار في فيلم (عالم مضحك جدا)، ولعب دور البرفسور مهيب في مسلسل (مفتش المباحث) كما ظهر في فيلم (جزيرة العشاق)، وفيلم (المليونير المزيف) بدور سمير، وفي عام 1969، أدى شخصية أشرف في فيلم (أبي فوق الشجرة)، ولعب دور الدكتور زكي في فيلم (الحلوة عزيزة)، وفي عام 1970، ظهر بشخصية سامي في فيلم (لسنا ملائكة) وشارك في مسلسل (المصيدة) وفي العام التالي، أدى شخصية شكري محمود في فيلم (لست مستهترًا) ولعب دور صبري شاهين في فيلم (المتعة والعذاب).
في عام 1972، أدى (سمير صبري) شخصية وحيد في فيلم (أخطر رجل في العالم)، وشارك في مسلسل (عادات وتقاليد)، وأدى شخصيته الحقيقية في فيلم (الشيطان امرأة)، وفي عام 1973 أدى دور رمزي في فيلم (الرجل الآخر)، ولعب دور شريف في فيلم (امرأة من القاهرة)، وشارك البطولة بدور مدحت مع نور الشريف وماجدة الخطيب في فيلم (في الصيف لازم نحب) في عام 1974، كما شارك البطولة بدور حسني المخرج في فيلم (حكايتي مع الزمن) إلى جانب رشدي أباظة ويوسف وهبي للمخرج حسن الإمام، وفي عام 1975 شارك البطولة إلى جانب فريد شوقي وعماد حمدي في فيلم (ومضى قطار العمر)، حيث جسد شخصية محسن عبد العظيم، كما شارك البطولة بدور حسن في فيلم (شاطئ العنف) إلى جانب فريد شوقي وناهد شريف، وفي عام 1976 شارك البطولة بدور مجدي إلى جانب سهير رمزي في فيلم (رحلة الايام)، كما شارك مع محمود ياسين وميرفت أمين البطولة في فيلم (دقة قلب).
البطولة مع محمود المليجي
في عام 1977، شارك (سمير صبري) البطولة بدور هشام إلى جانب محمود المليجي وإبراهيم خان وصلاح نظمي في فيلم (سري جدًا)، ولعب البطولة مع فريد شوقي وعمر الحريري في فيلم (دعاء المظلومين)، وأدى دور خودة في هذا الفيلم، وفي عام 1978، ظهر بدور أشرف في فيلم (من بلا خطيئة)، ولعب دور أحمد عز الدين الحسيني في فيلم (شفاه لا تعرف الكذب) وفي عام 1979، أدى شخصية أحمد القادر في فيلم (سأكتب اسمك على الرمال)، وفي عام 1980، لعب دور إيلي سلهاوي في فيلم (موت الأميرة)، ولعب دور عزت صبري في فيلم (دائرة الشك)، وفي عام 1981، ظهر في فيلم (دماء على الثوب الوردي) بدور محمود عبد العليم، كما ظهر بشخصية عاصم كامل في فيلم (إللي ضحك على الشياطين).
في عام 1982، أدى (سمير صبري) شخصية علاء ابن أبو حلقة في فيلم (السلخانة)، وفي عام 1983، ظهر بدور عرفان في فيلم (سجن بلا قضبان)، وفي عام 1984، لعب شخصية محسن حسن في فيلم (ممنوع للطلبة)، وأدى شخصية حمدي كامل في فيلم (فتوة الناس الغلابة)، وبعدها بسنة لعب دور مراد في فيلم (النشالة والبيه)، كما أدى شخصية حمدي في فيلم (الثعابين)، وفي عام 1986 شارك بعدد من الأفلام هي (عصر الذئاب، منزل العائلة المسمومة، الجلسة سرية) وغيرها، وفي عام 1987 ظهر في أفلام (الخاتم، البيت الملعون، الجمالية، الاتهام)، وفي عام 1988، لعب شخصية مختار البسطاوي في فيلم (نشاطركم الأفراح)، أما عام 1989، ظهر في فيلم (خيانة)، وأدى شخصية حسن أبو علي في فيلم (جحيم تحت الماء).
في عام 1990، أدى (سمير صبري) شخصية أحمد في فيلم (امرأة ضلت الطريق)، وفي نفس العام لعب دور مجدي في فيلم (اقتل مراتي ولك تحياتي)، وفي عام 1991 شارك بالعديد من الأفلام منها (مجانين على الطريق) بدور فاروق، و(لعبة الأشرار) بدور عزمي، وفي عام 1992، شارك في أفلام (دموع صاحبة الجلالة، ابن الجبل، نوع آخر من الجنون)، وفي عام 1993، لعب شخصية حسن أنسي في فيلم (اليتيم والحب)، كما أدى دور معروف الإسكافي في مسلسل (ألف ليلة وليلة)، وفي عام 1994 شارك بدور عادل في فيلم (ونسيت أني امرأة)، وظهر في فيلم (لعبة القتل) في عام 1995، أدى شخصية سليم في فيلم (الصيف الحب جنون)، كما ظهر في فيلم (أسوار الحب).
رجال صنعوا الحضارة
في عام 1996، شارك في فيلمي (علاقات مشبوهة، انذار بالقتل)، وفي العام التالي، شارك في تمثيلية (الخزنة دي مش لازم تنسرق) بدور رمزي اللص، وشارك في فوازير (مشاهير الدلتا)، وفي عام 1998 لعب (سمير صبري) دور فكري في فيلم (القتل اللذيذ)، كما ظهر في مسلسل (من كل بيتٍ حكاية)، وفي عام 1999، شارك صبري في مسلسلي (أم كلثوم) بدور أنور وجدي، ومسلسل (رائحة الورد)، وفي الألفية الجديدة، شارك كضيف شرف في المسلسل الإذاعي (شجرة اسمها الود)، وفي العام التالي، شارك في فيلم (جحيم تحت الأرض) بدور غازي، وفي عام 2004 شارك في مسلسل إذاعي بعنوان (رجال صنعوا الحضارة)، ومسلسل (يا ورد مين يشتريك) بدور خالد عز الدين، وفي عام 2006، شارك صبري في أربعة مسلسلات هى (قلب الدنيا، ولم تنسى أنها امرأة، حضرة المتهم أبي) والمسلسل الإذاعي (الوسادة ما زالت خالية).
في عام 2007، شارك في مسلسل (قضية رأي عام) بدور الدكتور مرسي خليل، وظهر كضيف شرف في مسلسل (قيود من نار)، إضافة لمشاركته في مسلسلي (أولاد عزام، حق مشروع)، وفي عام 2008 كانت أغلب مشاركاته تلفزيونية فشارك في مسلسلات (قصص بوليسية، نفق الشيطان، عدى النهار، عاليها واطيها، جدار القلب)، وفي عام 2009، ظهر على خشبة المسرح في (يا إحنا يا هي) كما ظهر في مسلسل (ورق التوت)، وفي عام 2010، عاد من جديد ليظهر على خشبة المسرح في “قطط الشوارع”، وظهر بدور لومي في مسلسل (ملكة في المنفى)، وفي عام 2012 شارك في مسلسل (كاريوكا) بشخصيته الحقيقية بحكم قرب علاقته بالفنانة (تحية كاريوكا).
في عام 2013، شارك في مسلسل (نظرية الجوافة) مع إلهام شاهين، وفي العام التالي ظهر في فيلم (زي عود الكبريت)، وفي مسلسل (المرافعة)، وفي عام 2015 كان له مشاركة في فيلمين (بتوقيت القاهرة) حيث أدى شخصية سامح كمال ميخائيل، وفيلم (القطط الصغيرة)، وفي عام 2016، ظهر في الجزء الثاني من فيلم (المشخصاتي)، وفي العام التالي شارك في الحلقة 18 من مسلسل (ريح المدام)، وفي عام 2019 شارك في فيلم (محمد حسين) بدور شريف كمال، أما في عام 2020 فقد شارك في مسلسل (فلانتينو) بدور جميل سالم.
حكايات العمر كله
وفي نهاية عام 2020 أنجز (سمير صبري) كتابه (حكايات العمر كله)، والذي يروي فيه سيرة الفن والسياسة خلال 50 عاما، و يضم الكتاب الذي يأتي في 304 صفحة تقريبا، سطورا زاخرة بالحكايات الفنية والسياسية عبر مشواره المهني الثري والذي امتد لأكثر من نصف قرن، ما بين الوسائط الإعلامية والسينمائية والإذاعية، كاشفًا عن الكثير من الأسرار المتعلقة بالهوية الثقافية للمجتمع المصري ورموزه خلال الأعوام الماضية، ويمتد الحديث في (حكايات العمر كله) لبعض قضايا الرأي العام الشائكة، والتي أثارت الجدل وقت حدوثها ولا يزال يهتم بها قطاع عريض من الجمهور المصري والعربي أيضًا حتى يومنا هذا؛ أبرزها توثيقه لما رآه سمير صبري ما بين شائعات الانتحار أو القتل، أثناء إجرائه التحقيق الإعلامي المصور عقب مقتل النجمة المصرية الكبيرة سعاد حسني في لندن.
كما يتطرق الكتاب لتأكيد وقائع زواج وارتباطات رسمية بين نجوم التمثيل والغناء في الوطن العربي لا يعرفها أحد؛ كاشفا ثلاث قصص حب وزواج سري، منها زيجة النجمة المصرية الراحلة أم كلثوم والملحن المصري الراحل محمود الشريف، وأسباب فشل علاقة الزواج المخطط لها بين العندليب عبد الحليم حافظ وسندريلا الشاشة العربية سعاد حسني وتدخل أطراف أخرى حالت دون إتمام سعادتهما، على الرغم من حبه الكبير وحنينه الدائم لها.
ولم تقتصر الانفرادات الصحفية في كتاب (حكايات العمر كله) على موضوعات الفن وقضايا المشاهير فقط، بل امتدت لتشمل أبرز الوقائع والأحداث السياسية والثقافية خلال 50 عامًا، على المستوى المحلي والدولي العربي، موثقة آلية التناول الإعلامي والصحفي لمجريات الأحداث منذ عصر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وحتى هذه اللحظة الراهنة، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر ثمرة حوارات منفردة في ستينيات القرن الماضي، تشمل تصريحات الأديب الكبير توفيق الحكيم في لقائه التلفزيوني الوحيد الذي أجراه حصريا مع سمير صبري، من خلال برنامجه (النادي الدولي)، وكذلك حواريه مع أبرز الشخصيات السياسية العربية؛ زايد آل نهيان مؤسس الإمارات العربية المتحدة، والسلطان قابوس الحاكم السابق لسلطنة عمان.
أسباب توقف برنامجه الشهير
ونوه الكتاب إلى تلك الحوارات الإذاعية التي أثارت ضجة كبيرة في وقتها خاصة مع تكرار الإنجازات الصحفية في محطة (سمير صبري) الإعلامية الأولى (النادي الدولي) ولا تزال محل اهتمام الكثيرين حتى يومنا هذا؛ حيث أنه شهد على سطوع نجمه بأولى برامجه التلفزيونية في الميديا العربية، كما غاص كتاب (حكايات العمر كله) في أسباب توقف برنامجه الشهير بقرارات الرئيس المصري الراحل أنور السادات وحقيقة تدخل الفنانة الاستعراضية المصرية فيفي عبده في هذا القرار، إلى أن يعود مجددا لشاشة التلفزيون المصري من خلال برنامج بعنوان (هذا المساء)، والذي بث في عهد الرئيس المصري الأسبق الراحل محمد حسني مبارك.
هذا كله يأتي إلى جانب الحكايات الفنية والإنسانية التي توثق مسيرة السكندري سمير صبري نفسه، وعلاقاته الغرامية والعاطفية التي باءت بعضها بالفشل، ولكنه يرويها في حكايات العمر كله لأول مرة؛ كاشفا أسرار تتعلق بحقيقة إخفاء زيجته وسكن نجله في إنجلترا، فضلًا عن تأثير نشأته في عروس البحر المتوسط على فكره وعقله ووجدانه وفلسفته في التعامل مع الحياة والمحيطين به، وتمتد حكايات سيرته لمشواره الفني والإعلامي الكبير خلال الأعوام الماضية والمصادفات التي غيرت مقصده العملي دون تخطيط مسبق لها، بالإضافة لبعض الحكايات الطريفة في لقاءاته الأولى مع النجوم والمشاهير خلال بدايات عمله، لم يغفل سمير صبري الإشادة بفضل الكثير من الإعلاميين والفنانين المخضرمين في عمله ومشواره الكبير، منهم المخرج الكبير حسن الإمام، والراحل وزير الإعلام المصري عبد القادر حاتم، والمذيعة الشهيرة ليلى رستم، والإعلاميين المصريين القديرة آمال فهمي والراحل جلال معوض.
أشهر أقوال سمير صبري:
** المصادفة جمعتني بعبد الحليم حافظ وكانت جسرا بيننا فى مكان واحد وفى سكن واحد وهى عمارة شهيرة يسكنها الفنانون فكان يعيش معنا فريد شوقى، وهدى سلطان، ومحمد فوزى، ومديحة يسرى والصديقة الغالية إلى قلبى لبنى عبدالعزيز.
** لا يوجد احترام للضيف، ولا إنصات، حيث يخاطب الإعلامي الحالي ضيفه بقوله (أنت)، بدلا من (حضرتك)، كما يتمسكون بالأسئلة المعدة مسبقا، ولا يستفيدون من إجابات ضيوفهم، إضافة إلى أن الإعلامي أصبح يتحدث أكثر من ضيفه، ولا ينصت إليه.
** كنت محظوظا لأن الله أراد أن آخذ كورسا عمليا على يد كبار الأساتذة الذين مروا على حياتى فى الإذاعة، فأنا تلميذ لملكة الإعلام آمال فهمى وسامية صادق وفهمى عمر وطاهر أبوزيد وجلال معوض ومأمون أبوشوشة، كل هؤلاء تعلمت منهم.
** آفة الإعلام الحالي تتلخص في وجود أشخاص ليسوا متخصصين فى المجال، فكل من هب ودب أصبح يسمى نفسه إعلاميا وإعلامية، وكذلك عدم وجود فرصة للدارسين فى كليات الإعلام لأخذ كورسات من الإعلاميين أصحاب الخبرة.
** لا يوجد رعاة الآن يساندون برامج المنوعات ولا يوجد التمويل ومن يشجع المذيع أو المذيعة ليقدما برنامج منوعات.
** لا أعتقد ذلك كثرة الفضائيات تسبب مشكلة لأن المنافسة شىء إيجابى، والتليفزيون المصرى يمتلك المقومات، ولو أعطونى الفرصة أنا ونجوى إبراهيم وسناء منصور فإننا نستطيع أن نقدم عملا جيدا جدا.
** إعلام 67 كان مضللا وموجها لخداع الشعب.. وإعلام 73 كان صادقا يشرك الشعب فى الحدث كما هو ببياضه أو سواده.
** سر نجاحي يكمن فى المصداقية، فأنا لم أكن أنافق وزيرا أو رئيسا ولا أقول كلاما بناء على تعليمات وتوجيهات، بل كنت أستوعب الشىء المطلوب عمله لإفادة البلد، وأقدمه بطريقتى أنا وهى طريقة المنوعات.
وفي النهاية لابد لي من تقديم تحية تقدير واحترام لمسيرة الإعلامي والفنان الممثل والمغني (سمير صبري) الذي أمتعنا في كل المجالات .. متعه الله بالصحة والعافية ليمتعنا أكثر وأكثر عبر إبداعه الذي لايفنى أبدا.