أغنية (عاصي الحلاني) التى لحنها فتح الله أحمد وخرجت للناس بلحن سمير صفير
كتب : أحمد السماحي
من أجمل أغنيات البدايات للمطرب اللبناني (عاصي الحلاني) التى طرحت عام 1996 أغنية باللهجة العراقية بعنوان (أحبك جدا) طرحت ضمن ألبوم غنائي في هذه الفترة حمل اسم الأغنية، التى كتبها الشاعر المبدع كريم العراقي، ألحان الموهوب (سمير صفير)، توزيع طارق عاكف، هذه الأغنية لحنت مرتين، المرة الأولى كانت بلحن الموزع والملحن العراقي الراحل (فتح الله أحمد) الذي وزع العديد من الأغنيات للمطرب (كاظم الساهر) كما كان قائدا فى فترة لفرقته الموسيقية، واللحن الثاني للموسيقار اللبناني (سمير صفير) وهو الذي خرج للنور.
كيف لحنت الأغنية بلحن، وخرجت للناس بلحن آخر؟!، نترك شاعرنا الكبير (كريم العراقي) يحكي لنا التفاصيل: في منتصف التسعينات في موسم الصيف كنت وصديقي الملحن والموزع (فتح الله أحمد) مع المطرب الكبير (كاظم الساهر) فى زياراتنا الأولى للبنان، وكنا نسكن على البحر في (جونية) وذات مساء شاعري، كان الموزع الموسيقي (فتح الله أحمد) يمسك بالعود ويذوب وجدا، وأنا أميل برأسي إعجابا قائلا: الله الله.
فقال لي فتح الله: لو اللحن عجبك، أكتب عليه كلمات، وبالفعل أحضرت ورقة وقلم وبدأت أكتب مطلع أغنية (أحبك جدا) التى يقول :
أحبك جدا، واشيلك بعيوني
تؤمر تحت أمرك بحبك يحسدوني
أحبك ليش يا عمري سؤال يدوب في صدري
صرت دمي الذي يجري، يا ويلي منك
وفى هذه الجلسة شاركت (فتح الله) لحظات تجليه حتى أنجزنا أغنية (أحبك جدا) فى ساعات قليلة، وقلنا سنسمعها لأول زائر لغرفتنا فى الفندق، وبالمصادفة كان أول زائر الصحفي اللبناني الصديق (حسين عبدالله) الذي استمع إلى الأغنية وأعجب بها جدا، وصفق لنا، وأصر على أن يسجلها على شريط كاسيت قائلا: اعطوني الأذن لأعيدها لكم بصوت لبناني واعد سيعجبكم جدا.
وانتهى الموسم الصيفي في لبنان وسافرنا، وبعد عام عدنا مرة أخرى للبنان، وقابلت الصحفي (حسين عبدالله) وعندما تطرقنا إلى مصير أغنية (أحبك جدا) سألته عنها فقال: ماذا أقول فأنا سعيد وحزين؟!، سعيد لأن الأغنية سجلت بصوت المطرب الواعد (عاصي الحلاني) بأحسن ما يكون، ونحن بحاجة لإمضائك فقط للسماح بنزول الأغنية، وحزين لأن (عاصي) غير اللحن وسجلها بلحن الملحن (سمير صفير)!
ويواصل (كريم العراقي) حدوتة أغنيته فيقول: يومها قلت لـ (حسين) لقد وضعتني في موقف محرج يا صديقي، فرد: وأنا أكثر منك، فماذا سأقول للأستاذ (فتح الله)؟! فرجعت وقلت لحسين: لا أستطيع أن أعطيك إمضائي بالسماح بإذاعة الأغنية إلا بعد أن التقي بالمطرب (عاصي الحلاني).
فقال حسين: موافق، لكنه عاد بعد ساعات ليخبرني أن (عاصي) في جولة فنية خارج لبنان، وانتهى موسم الصيف، وسافرنا ولم يتحقق اللقاء ولم نحسم الموضوع، وفى السنة الثالثة في زياراتنا لبيروت التقينا في بيت (عاصي الحلاني) ويومها قلت للمطرب اللبناني: أخ (عاصي) لماذا غيرت لحن (فتح الله) فقد كان جميلا، فرد (الحلاني): نعم كان جميلا جدا، ولكن لحن (سمير صفير) أنسب لصوتي، وأعاهدك على تعويض الأستاذ (فتح الله) بأعمال قادمة، ويسعدني التعامل معه.
واتصل (عاصي) بـ (فتح الله) الذي كان رحب الصدر، وكتم استياءه، وهو يبتسم غير مقتنع بتبريرات (حسين وعاصي وأنا)، والحقيقة أن لحن (فتح الله) كان أجمل وتم ظلمه.!