بقلم : على عبد الرحمن
تحتفل مصر هذا الأسبوع بذكري النصر في السادس من أكتوبر 1973، ذلك النصر الذي خططت له مصر عبر سنوات طويلة وتحمل الشعب بالداخل ماتحمل، وقدمت العسكرية المصرية دروسا في فنون القتال والنصر لكل جيوش العالم في نظريات ميدانية أصبحت منهجا عسكريا يتم تدريسه في الكليات والأكاديميات العسكرية، وبهذه المناسبة كل عام ومصر وجيشها بألف خير، درعا وسيفا، وداعما لكل خطط التنمية في ربوع المحروسة.
حديثنا هنا عن الإعلام في وقت حرب التحرير والكرامه،حيث كان إعلاما داعما وتعبويا جامعا، فقد ساهم بحس وطني في خطة ما قبل الحرب وتلاحم علي الجبهة مع المقاتلين وقت الحرب وعبأ شعبه خلف جيشه طوال فترة الحرب ونقل بصدق أخبار المعارك وأخبار المفاوضات وقت محادثات وقف إطلاق النار، وأنتج وبث أجمل أغاني الوطنية والحب والانتماء وطمأن أهل المقاتلين طوال تلك الفترة، حتي أننا مازلنا بعد 48 عاما نقتبس من إنتاج تلك الفترة الغنائي، فكان إعلام الحرب يقظا صادقا،ملتحما منتجا، مطمئنا زارعا للأمل في نصر وغد أفضل، وكانت الإمكانات قليلة والتقنيات محدودة والوسائل لاتعد علي أصابع اليد الواحدة، وكانت الكوادر مدربة واعيه متميزه مدركة لدورها بأدق تفاصيله، فكان إعلام دولة وصوت مرحله وإنتاج أمه!!!.
ورغم تشابه الحاجة بين مرحلتي الحرب والتنمية معارك وجهود التنميه والانتقال بالوطن وأهله إلي الجمهورية الجديدة فترة التأسيس لمستقبل أفضل في وطن أغر أعز، هذه المرحله التي تتطلب إعلاما له مواصفات إعلام فترة الحرب والنصر والعبور، إعلام يقظ واع ملتحم بشعبه، صادق في نقله سريعا في حركته جيد في معالجته داعما لبلده باعثا للأمل في غد أفضل، وكثيرا ما لمح السيد الرئيس لإعلام بهذه المواصفات، ولما لم يستوعب أهل الميديا الرسالة غير المباشرة، عاود السيد الرئيس التصريح بأمنيته في هذا الشكل من الإعلام التعبوي الداعم لخطط بلده، الملبي لمتطلبات أهله.
ولم تتوقف النداءات للإعلام عند هذا الحد بل وانضمت الحكومة وأعضائها ومجلس النواب وأعضائه وخبراء الإعلام وأساتذته وجموع المجتمع المدني مطالبين بإعلام يلائم مرحلة إعادة البناء وزرع الثقة داخلنا، بحيث يخرج من قوقعة استديوهاته إلي فسيح أرض الوطن من برامجه المعلبة إلي أفق الإنجازات المترامية، ومن مستورد الحلقات إلي مصرية الإنتاج، ومن إيقاع البطة في البث إلي عصرية الإيقاع الذي يلائم إيقاع الإنجاز المتلاحم، ومن قتامة الأفكار إلي ترسيخ البشرى في الغد، ومن محتوي غريب عنا إلي مضامين نابعة من أحلامنا التي مابرحت تتحقق إلي إعلام وطني يشارك الكل في صياغته كما شارك أهل مصر في صنع النصر، إعلام يتحول كوادره إلى مقاتلين على جبهات الإنجاز، إعلام متواجد وسط كتائب البناء والتعمير في صحاري مصر وحضرها كما انتشر مراسلوا الإعلام في خنادق جبهات القتال، إعلام مقاتل لايكل من كثرة التنقل ولا سرعة الإيقاع ولا تجدد المحتوي ولا تكرار التمسك بالأمل في الغد.
فهل نحن بحاجة إلي إعلام حرب وإعلام تعبئة وإعلام نضال وإعلام تواصل حتي يوكب إنجازات الوطن التي تتحقق ويؤدي دوره ويوصل رسالته؟، ذلك الإعلام الذي تنفق عليه الدوله المليارات سنويا، إعلام ذو وسائل عديدة وميزانيات مديدة وتقنيات جديدة وكوادر مجيشة في زمن ننتصر فيه علي مخلفات الماضي ونعبر فيه إلي جمهورية جديدة، فهنيئا لإعلام النصر ودعاءا لإعلام التنمية أن يستيقظ ويحاول تعويض مافاته وما تخاذل عنه في حق الوطن وإنجازاته وأهله حتي يعود الاحتفال القادم بذكري النصر ونحن نحتفل بعودة إعلام الوطن وصوت الأمة الواعد وإنتاج الأمه الوطني الوفير.
كل عام ومصر وجيشها وشعبها بخير، وكل عام ومصر أم الدنيا الولادة، وتحيا دوما مصر وطنا نعيش فيه ويعيش فينا..آمين.