(مروان خوري) يصحبك إلى عالم آخر من سحر الغناء في (أنت كما أنت)
كتب :أحمد السماحي
للموسيقار العظيم روبرت شومان مقولة يقول فيها: (إن تلاحين موتسارت تتوشح دائما ثوبا جديدا كلما أكثر المرء من سماعها)، وكذلك الفن (الخوري) نسبة للفنان اللبناني الشامل (مروان خوري) كلما أكثرت من سماعه تكتشف فيه الجديد الذي كان مجهولا عنك من قبل، وكأنك تسمعه لأول مرة، فـ (مروان) ليس صوتا جميلا فحسب، بل أداء حساسا متوهجا، واختيارا ذكيا وسيلته إمتاع الجمهور وإسعاده، وغايته الانتصار لقيم الحق والخير والجمال.
ففي الوقت الذي تسجل فيه الأغنية العربية تقهقرا خاصة المصرية، وتقتحم بدون استئذان مشاعرنا وتثقل كاهلنا وقلوبنا برعب حقيقي على أولادنا وذوقنا وتفرض نفسها بلا مبرر أو سبب منطقي وتطاردنا في الشوارع والمنازل، نجد (مروان خوري) يتحدى هذا التقهقر والإسفاف والهبوط ليس فقط بتقديم أغنيات غارقة في الرومانسية، تعتبر تذكرة سفر مجانية إلى علم الخيال، ولكن بتقديمه أغنيات باللغة العربية الفصحى، آخرها كانت قصيدة (أنت كما أنت) التى طرحها منذ أيام عبر قناته الرسمية على موقع الفيديوهات الشهير الـ (يويتوب)، من كلمات (سلامة خلفان)، ومن ألحانه، وتوزيع أليكساندر ميساكيان، و(ميكس وماسترينج) داني خوري.
هذه هى القصيدة الثالثة التى يطرحها (مروان) في 2021 بعد (مهلا على قلبي) التى طرحها بمناسبة عيد الحب، وقصيدة (حكاية حب) كلمات د. يوسف سليمان، ألحان محمود عيد، توزيع أليكساندر ميساكيان، ميكساج روجيه أبي عقل، والتى قام بغنائها كديو مع المطربة العراقية (أصيل هميم).
كتبت قصيدة (أنت كما أنت) الشاعرة ومصممة المجوهرات والساعات الإماراتية (سلامة خلفان) وكما تحرص على تصميم أعمال صادقة بعيداً عن التكرار، خاصة أنها تعتبر كل قطعة عبارة عن عمل فني كتلك التي يتم تعليقها على الجدران، لكن يتم ارتداؤه باليد والرقبة، كذلك فعلت في قصيدتها الجديدة (أنت كما أنت) فكانت بمثابة عقد ألماس مليئ بكل الأحاسيس من فرح وحزن ويأس وأمل، وحب وشقاء وود ونفور.
ففي الوقت الذي نجد مؤلفونا الذين يكتبون الأغاني ونطلق عليهم لفظ شعراء، خيالهم لا يزال محدودا يعيش في كهف الماضي ويفتقدون – باستثناء قلة منهم – مقدرتهم على خلق الصورة الشعرية، وبينهم وبين عملية الابداع الشعري مسافة طويلة لكي يقطعوها، نجد (سلامة خلفان) استطاعت بقصيدتها (أنت كما أنت) أن تسطع وتتوهج بقوة، وتقدم مفردات غير مستهلكة، حاملة على أجنحتها الصفاء والصدق، نافضة عن نفسها أثواب الكذب والتخريب في معنويات الإنسان.
وترجم لحن وصوت (مروان خوري) المليئ بالحنية والعاطفة والإحساس كل هذا برقة وعذوبة شديدة من خلال لحن هادئ وراقي يأخد روحك إلى عالم آخر ساحر مليئ بالنجوم والعطور والجمال بعيدا عن ضوضاء وخراب هذا العالم المليئ بالفيروسات وأغاني المهرجانات والتلوث السمعي الذي نسمعه يوميا ونشاهده.
وساعد الموزع (أليكساندر ميساكيان) على إبراز الحالة الرومانسية بكل شياكة من خلال فهمه لطبيعة صوت (مروان) واستخدامه آلات موسيقية كثيرة من التى يفضلها (المطرب) في أغنياته كالبيانو والوتريات، فمس بتوزيعه شغاف القلوب العطشى للحب والغرام.
كلمة أخيرة نهمس بها همس لأمير العشاقين (مروان خوري) نتمنى أن تغير بعض الشيئ في طريقة توزيع أغنياتك لأن ببعضها تشابه كبير.
تقول كلمات قصيدة (أنت كما أنت) :
أنت، كما أنت، يا هِيامي، يا همسَ الغرام
إليك يامن غمرتَ زوايا قلبي بوِدّكْ
وتربّعتَ عرش الهوى بلطفكْ
اليكَ يا وجدي وكياني
اليكَ يا كَلَفي وبياني
اليك أذعَنْتُ الكلماتْ
وصوّرت الذكرياتْ وبعثَرت اللحَظات
بحثاً عنك أو القليل منك.
ذاك المساء وَجدتك في كل زوايا الغرف
ولم أجدك انت وجدتُ صوتَكَ
عطرَكَ.. ضحكتَكْ.. ..إلاّ أنت
وفي ذات المساء،هزَلت من العناء..و اخترت البقاء..
بين جدران الماضي..و لذّة البدايات..
و في تلك البدايات وجدتك انتْ..
و عَشَقتك انت..و تهلّلت بك انت..
وإخترتك أنت..
لتكون بداياتي و نهاياتي معك..
أنت، كما انت.