اطيب من الست امينة حرم السيد عبدالجواد
بقلم : سامي فريد
يقول كل الذين عرفوها في حي السيدة زينب أنها كانت النسخة الثانية من الست أمينة حرم السيد احمد عبدالجواد بطل ثلاثية نجيب محفوظ بل وربما اكثر منها طيبة..
لماذا نقول هذا الكلام؟ سنحكي:
صباح أحد أيام الجمعة في أوائل خمسينيات القرن الماضي أو آواخر أربعينياته كانت الست أم حسن الفار وحسين الفار.. وأخيرا شريف الفار لاعبي كرة القدم بنادي الزمالك والأهلي تقف في مطبخ بيتها تعد طعام الإفطار للأسرة وترتبه على المائدة ليسيتقظ أكبر ابنائها حسن الفار نجم نادي الزمالك في تلك الفترة فيسرع إلى أمه ليقبل يديها ويطلب منها الدعاء لفريقه بالفوز اليوم في المباراة.
وترفع الأم ذراعيها إلى السماء وتدعوه لكبير أبنائها بأن ينصره الله على من يعاديه ويجبر خاطره.. ويجلس الابن سريعا إلى السفرة ليتناول لقمتين من طعام الأفطار بسرعة وهو يعد أمه بأن يشتري لها فستان البيت الذي يليق بها لو استجاب الله لدعائها وفازوا على الأهلي..
وقالت الأم تحتضن ولدها: مجبورين الخاطر إن شاء الله يا ابني .. وخرج حسن الفار مطمئنا لدعاء أمه ليلحق به بعد وقت قصير شقيقه الأصغر حسن الفار (نجم ساعة لقلبك بعد ذلك في برنامجه الشهير مع المعلم سلطان الجزار)، ويسرع حسن إلى أمه ليقبل يديها ويطلب منها أن تدعو لفريقه ليفوز في مباراة اليوم على نادي الزمالك وبعدها أن فازوا فستشتري لها الطرحة التي وعدها بها.. ثم يجلس إلى السفرة ليتناول شيئا من الطعام بسرعة.. وترفع الأم ذراعيها إلى السماء لتدعو الله له أن ينصره وينصر فريقه على من يعاويهم ويجبر خاطرهم .. ويقبلها الابن ويخرج مسرعا ودعواتها ترن في أذنيه..
اما أصغر الابناء شريف الفار جناح أيسر الزمالك فله حكاية أخري نحكيها في غير هذا المكان وهي حكاية تصلح لأن تكون فقرة (تهلك من الضحك) في برنامج ساعة لقلبك.
المهم:
انتهي اليوم أو كاد ليعود حسن الفار متهللا ضاحكا ليقبل يدي أمه ويعانقها قائلا وسط فرصته إن الله قد استجاب دعاءها وأخرج لها الطرحة التي وعد ها بها قائلا إنهم قد كسبوا الزمالك.. وسألته الأم بشيء من الدهشة:
هو ده برضه مش النادي اللي بيلعب فيه اخوك الكبير حسن؟!
ورد حسن:
أيوه يا نينه هو.. إحنا كسبناهم النهادة والبركة فيكي وفي دعاكي وربنا ما يحرمنش منك يا ست الكل.
قالت الأم وقد بدا عليها شيء من الانزعاج:
بس يا حسن أمانة عليكي علشان خاطر أمك ما تجيب سيرة لأخوك حسن عشان ما يزعلش.. ده برضة أخوك الكبير.
وطمأنها حسين وهو يحبس ابتسامته:
اطمنى يا نينه.. مش ح اجيب له سيرة خالص.. هو نا أرضى لأزعل أخويا الكبير!
قالت: ربنا يرضي عليك يا بني ما تكسرش بخاطره.. ما تجيبلوش سيرة خالص.. ده برضه أخوك الكبير.
وطمأنها حسين الفار خالص خالص بأنه لن يخبر شقيقه حسن بهزيمة الزمالك فاطمانت الأم وصار الشقيقان يضحكان طول اليوم من طيبة الأم التي تفوقت على الست أمينة حرم السيد أحمد عبدالجواد وبطل ثلاثية نجيب محفوظ.