لمن تصنع الدراما ؟!
بقلم : علي عبد الرحمن
الدراما هى (محاكاة لفعل إنسان)، هكذا قال أرسطو قديما، وما أعمق القصص والحكايات والموضوعات الدرامية في مجتمعنا وما أحوجنا لدراما تشبه وتجسد وتجمل أيضا واقعنا، وما أبعد دراما اليوم عن مجتمعنا سماتا وملامح، وما أكثر الدعوات المطالبة بدراما تشبهنا، وماأعظم اهتمام السيد الرئيس بنص درامي إبداعي، وما أجمل من دعم الرئيس لمبدعي مصر وحثهم علي إبداع أعمال مصرية خالصة.
وما أكثر الموضوعات التي يمكن للدراما تناولها هذه الآونة، فلدينا إنجازات تسر الناظرين ومواقع تنتظر أحداث الدرام وقصصا مهيأة للنقل دراميا ورواد سيرهم الذاتيه فخر للوطن وأحلام تستحق الترجمه إبداعيا، ومستقبل ننتظره في إبداع درامي يرسم صورة الغد، ولأن لدينا موضوعات درامية تستحق التجسيد، ولأن لدينا مبدعين رواد، ولأن لدينا حاجة ماسة لذلك، ولأن لدينا قيادة داعمة فلابد من حراك إبداعي يفرز معالجات درامية صادقة ينتج عنها نسيج درامي جاذب وأعمال مصرية خالصة تملأ الشاشات وتجمع الجماهير وترفع دخلا منتظرا وترد قوة ناعمة انحسرت وتخدم وطنا وترضي أهله.
هذا الكلام مدخلا للحديث عن الراحل المشير حسين طنطاوي، وزير الدفاع الأسبق، ذلك الرجل الذي أحزن بوفاته كثيرا من المصريين، وأعلنت إثر وفاته مصر حدادا رسميا لثلاثة أيام وشيعته في جنازة رسمية مهيبة وغطت صوره معظم صفحات السوشيال ميديا، ذلك الرجل الذي حارب وانتصر وتولي منصبا وأخلص وواجه ظروفا بالغة الصعوبة وقاوم وحافظ وتحمل وعبر بسفينة الوطن إلي بر الأمان، رغم تطاول البعض عليه فآثر الرجل بلده علي نفسه وفضل مصلحة الوطن على سمعته وسلم الدفة واعتزل وصمت، ولكن كان محل إحترام وتبجيل حتي كرمته مصر عند وفاته.
ولكن إذا كانت الدراما تصنع لمن يستحق مكانا وحدثا وأفرادا فإن قصة حياة المشير تعليما وتدريبا وقتالاوتخطيطا ومواجهه وإنقاذ وولاءا وإخلاصا، هذه القصة هى سنوات من عمر الوطن، أحداثه وحراك أهله، فهل نطمع من مبدعي مصر وكوادرها ومنتجيها في رمضان القادم أن نري دراما (المشير والمحروسه)، أو مسلسل (أيام في حياة مصر)، أو (كشف المستور) عما تعرضت له مصر من تآمر وكيف حمي الله وأولادها المخلصين مصرنا من براثن التآمر والحقد الدفين؟!.
وهل نرى (الاختيار 4) لنلقي الضوء على فترات هامه في تاريخ مصر أيام الاستنزاف وأيام الاستعداد للحرب وأيام حرب أكتوبر وأيام البناء والتنميه وأيام حروب الإرهاب الأسود وتفجيراته وأيام التحريض والتآمر وأيام الضغوط والمقاومة وأيام التحمل والعبور بالوطن وأيام التطاول والصمت وأيام التسليم للقيادة المنتخبة، وأيام الاعتزال والصمت وأيام التقدير والوداع.
إن شخصية المشير وأحداث مصر طوال حياته لهي أحق بالإبداع الدرامي ليعلم شباب مصر ماذا قدم أولاد مصر للوطن، ولتنتشر ثقافة القدوة وليزداد ترسيخ الانتماء للوطن ولتصبح عقيدتنا الوطنيه راسخة ثابته تجاه أمن الوطن وسلامة أراضيه ورفعته وتقدمه، كما يجسدها أبناء القوات المسلحه ولاءا وإنتماءا حسب أسس وتقاليد وعقيدة قواتنا المسلحة سيف الوطن ودرعه وسياج أمنه.
رحم الله المشير طنطاوي وكل من أراد لمصرنا خيرا، وتحيا دوما مصر خير أجناد الأرض ومشرق شمس البشريه ومهد حضارتها ..أم الدنيا مصر.