سر حضور (جمال عبدالناصر) العرض الخاص لفيلم (رد قلبي) !
كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو ” سيلفي” بلغتنا الآن.
كتب : أحمد السماحي
فرض الكهنة فى عهد قدماء المصريين سلطانهم على الشعب واختاروا له ما يتغنى به ليوجهوه إلى الكمال المنشود، وكانت الأغنية هى وسيلتهم فى ذلك، بل إنهم استخدموها فى نشر العلم والفن والأدب قبل معرفة القراءة والكتابة، وأطلع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر على أوراق البردي المكتوب فيها هذا الكلام، وآمن بما جاء فيها، كما آمن بمقولة (أفلاطون) كبير فلاسفة اليونان القائلة: (يجب أن تستخدم الموسيقى والغناء فى خدمة الدولة كسائر الفنون الأخرى)، لهذا كان يرى أن الفن الصحيح يخدم المجتمع ويعلي من شأنه، وبالرغم من مشاغله الكبيرةكان متابعا جيدا للحركة الفنية في مصر وخارجها.
وأدرك قيمة الفن، واستخدمه للوصول إلى المواطنين وتمرير قراراته السياسية، ورفع الروح المعنوية والانتماء إلى الدولة وحاكمها، فعندما أراد (عبد الناصر) رفع أسهم الجيش المصري لدى المواطنين اقترح على الفنان الكوميدي (إسماعيل ياسين) نظرا لحب الشعب له وذلك بالقيام بسلسلة من الأفلام الكوميدية عن الجيش عام 1955، كما حضر عشرات من العروض الخاصة لكثير من الأفلام، ولم تكن السينما البوابة الفنية الوحيدة التي استخدمها (عبد الناصر)، بل استخدم الطرب أيضا، فكانت (أم كلثوم وعبدالحليم حافظ) جناحيه اللذين طار بهما إلى الجمهور العريض وسخرهما لخدمة الثورة والتغني بأهدافها ومشروعاتها، لهذا لم يكن غريبا أن يحتفي به المطريون، ويذكرون اسمه كثيرا، فعبدالناصر هو الزعيم المصري الوحيد الذى ذكر اسمه فى مئات الأغنيات.
هذا الأسبوع فى باب (سيلفي النجوم) نتوقف بمناسبة ذكرى رحيله الـ (51) عند صورته مع أبطال ومخرج فيلم (رد قلبي)، قصة وحوار (يوسف السباعي)، سيناريو وإخراج (عزالدين ذوالفقار) وبطولة كوكبة كبيرة من النجوم منهم (شكري سرحان، مريم فخر الدين، صلاح ذوالفقار، حسين رياض، زهرة العلا، رشدي أباظة، كمال ياسين، فردوس محمد، أحمد مظهر) وغيرهم من النجوم.
وقد أصر مؤلف الفيلم (يوسف السباعي) ومخرجه (عزالدين ذوالفقار) على حضور الرئيس (جمال عبدالناصر) العرض الخاص للفيلم، واستجاب (أبوخالد) نظرا لعلاقة الصداقة التى كانت تجمعه مع ثلاثة من فريق عمل الفيلم حيث كانوا زملائه في الكلية الحربية وهم (يوسف السباعي، أحمد مظهر، عزالدين ذوالفقار)، فضلا عن أن الفيلم يتناول ثورة 23 يوليو عبر استعراض ملامح الحياة في مصر في مرحلة ما قبل الثورة، وكيف تكون تنظيم الضباط الأحرار وسعيهم لتخليص مصر من الحكم الملكي والظلم الذي كان يعيش فيه الشعب المصري، وتم تجسيد شخصية الضابط (سليمان) خلال أحداث الفيلم، والتي كانت إسقاطًا واضحا لشخصية زعيم ثورة 23 يوليو (جمال عبد الناصر)، وجسد شخصية الضابط (سليمان) خلال أحداث الفيلم الفنان (كمال ياسين).