كتب : أحمد السماحي
منذ أيام طرحت المطربة اللبنانية (باسكال مشعلاني) كليب أول أغنيات ألبومها الجديد الذي قررت طرحه خلال أعياد الكريسماس القادمة، الكليب بعنوان (استنى رايح فين تعالى خدني معاك) كلمات الشاعر المصري (محمد الرفاعي) ألحان وتوزيع زوجها الموسيقار (ملحم أبوشديد)، ميكس وماسترينج (جوزف كرم)، إخراج (وليد فايد).
جاء الكليب مبهجا جميلا يتناسب مع أجواء الصيف الحالية، وظهرت فيه (باسكال) بكامل أناقتها وجمالها مليئة بالأنوثة والإثارة، رغم ارتدائها ملابس بسيطة منها عبائه لبنانية بسيطة وفستان أبيض جميلا ورقيقا مليئ بالورود، وتسريحة شعر بسيطة وعادية، ومكياج خفيف، ونجح مخرج الكليب (وليد فايد) فى تقديم جرعة من الطاقة الإيجابية من خلال اختياره لأماكن التصوير التى اختارها ما بين الجبل والبحر.
ورغم جمال الكليب، لكن (أوديو) الأغنية لا يحمل أي جديد سواء على مستوى الكلمات أو اللحن، فالبنسبة للحن فقد قدم (أبوشديد) لحن جذاب دمج فيه بين المقسوم الشرقي مع الغربي بإيقاع (الهيب هوب) مما أعطى للموسيقى شكلا مختلفا، لكنه شكلا ليس فيه جديد فقد قدمه من قبل أكثر من ملحن في أكثر من أغنية، وكان يمكن أن يحقق نجاحا أكبر لو يحمل كلمات أخرى.
فكلمات الأغنية لا تحمل أي جديد على الإطلاق، لا من حيث الفكرة، ولا المضمون، مجرد كلمات مرصوصة جنب بعض نكتبها لكم حتى تتأكدوا مما نقول :
استنى، رايح فين تعالى خدني معاك
مهما غبت عني بستناك
نفسي أخدك في حضني واضمك
أنا مش هسيبك تعيش، وأموت انا في بعدك
يا حبيبي متسبنيش، انا ليا مين بعدك
قابلت قبلك كتير، محركوش قلبي
جوايا حب كبير، وشوق مالى قلبي
ازاي تكون مرتاح، وانت بعيد عني
والله انا برتاح ، وانت قريب مني
من الملاحظ أن هذا الأسلوب السطحي فى المعالجة الفنية للأغنية أصبح طابعا مميزا في حياتنا الفنية وعند معظم الشعراء، وهو التبسيط الجائر والسطحي، فلا أحد يتعب نفسه في البحث عن مفردات جديدة أو موضوع لم يطرق من قبل، أو حتى طرق مرات قليلة، يا جماعة الخير أرجوكم (بلاش تتفيه) للغناء!، لابد أن تكون الكلمة الشعرية التى تخضع للتلحين شفافة وصادقة ونافعة، وجديدة ومختلفة، وليست مجرد كلمات حلوة، فالشعر لا يطيل من أعمار الناس لكنه يزيد من طاقات الحياة وإقبال الناس على الحياة بسعادة وسرور.
والأغنية تطورت في كل أنحاء العالم من حيث القالب الموسيقى وتراكيبه والموضوعات اليومية التى تتناولها، وليست أغنية كلماتها عبارة عن عناوين أغاني أخرى!