(سر العلاقة بين طبيب الكلب والديانة الإبراهيمية)
بقلم : محمد شمروخ
فجأة وبعد طول انقطاع وجدت أمامى فجأة الصحفي (آسف.. قصدي الإعلامي الكبير) الأستاذ إبراهيم عيسى ولكن. بغير الوجه الذي كنت أراه به قبل ذلك، إذ أنه كان يبدو غاضبا متجهما، فلم أشأ أن أبادره بالتحية أو بأي حديث يمكن أن يستثير غضبه إلى أكثر مما أرى، فبصراحة أنا أشعر أن شخصيتى ضعيفة قدام الأستاذ إبراهيم ليس بسبب سطوة ولا جبروت لا سمح الله، ولكن لأنى أزعم أننى من (الفانز) بتوع الأستاذ حتى من قبل ما أعرف يعنى إيه فانز.
ولكن فجأة رمقنى الأستاذ بنظرة حادة لم أعهدها فيه تجاهي، غير أنى أيقنت إثرها بأن وجودى هو سبب غضبه، فرحت أراجع نفسي ولكن شعرت بارتياح لما اكتشفت وجود الدكتور جمال عبد الجواد، وهو باحث كبير في مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية في الأهرام، ورغم أنه لا توجد صلة شخصية مباشرة بينى وبينه إلا أننى رجوت أن تلعب الزمالة في مؤسسة الأهرام دورا لصالحى في محاولة تثبيط غضب الأستاذ الكبير الذي يخشى كبار القادة صولته في ساحة الوغى، ويهابه الرماة والكماة والفرسان من المقدمة إلى الساقة ومن الحابل وحتى النابل!
ولكنه لم يعطنى فرصة للانسحاب وبدا على الدكتور جمال أنه غير مهتم بشأنى، بل لا بشعر بوجودى أصلا في مرمى طعنات الأستاذ النجلاء.
وإذا بالأستاذ وقد صرخ فجأة بأمر كاد يسقطنى من فوق جوادى من فرط رعبى من غرابته
– اسجد سجدتين للكلب
– أأ.أأ.أأ
– صلى للكلب”.
(موسيقى متصاعدة يتلوها فاصل إعلاني ثمعبارة تافهة من أقوال مأثورة و.. عدنا).
أظن سعادتك من ساعة مشهد سقوطى من فوق سرج جوادى وأنت بدات في إدراك أنى باهرج !
لكن لا وألف لا.. أنا أتكلم بمنتهى الجدية، فما حدث من السيد الأستاذ الدكتور رئيس القسم بتاع كلية الطب تجاه الممرض المغلوب على أمره، هو نفسه ما حدث لى ولكل مشاهد لبرنامج الأستاذ إبراهيم عيسى، خاصة في أحاديثه المتواصلة عن (فلقان) تجديد الخطاب الديني الذي لا يكل ولا يمل من ترديده وهو يرتاد صهوات الفضاءات الكونية منذ برامج (قناة دريم) زمان وهو يرتدي الجلابية الأفرنحي في ليالي رمضان ليتحدث عن (الرائعان) ثم (الرائعتان) وحتى برنامج (مختلف عليه) في قناة (الحرة) التابعة رأسا لوكالة المخابرات الأمريكية.
– الحرة يا أستاذ إبراهيم؟!
لكن ما علينا.
نعم أدرك المقارنة بين واقعة الطبيب والممرض والكلب وليست المقارنة هنا مع الفارق فكلا من الأستاذ والدكتور لا يهتمان برد فعل الدهماء من العوام من الناس تجاه الدين.
وإيه يعنى لما الدكتور يهزر شوية ولو بلغ هزاره المقدسات ولو كانت الصلاة أو يستهزئ بـ ….. استغفر الله العظيم يا رب وربنا ما قادر أنطقها ولا أكتبها!
لكن السيد الدكتور عمرو باشا يرى نفسه من طبقة أو فئة أو مستوى فوق درجة الآدميين، لأنه يرى أن من يسكنون (القلج أو المرج أو المطرية أو عين شمس أو العباسية) باختصار خط 316 القديم (القلج – عباسية) تحت مستوى خط الكلب.
صدقنى هذه هى النظرة الرسمية الكامنة في كثير من قطاعات الطبقة العليا من السادة أعضاء (اتحاد ملاك مصر) من الذين كونوا ثروات طائلة وسكنوا الكمباوندات وصيفوا في الهاسندات على ساحل البحر الأبيض أو شتوا على شواطئ البحر الأحمر في بلدهم مصر (بلدنا نحن سابقا)!
كل هؤلاءهم المسيطر ن والمحركون للمجتمع كله والمجتمع بالضرورة لا يعنى الشعب لأن الشعب يسكن العشوائيات في الريف وحواشي المدن، حيث العمال والفلاحين الذين تبرأ منهم المجتمع المنتجعاتي وصار يقصر حقوق المواطنة على الفئات التى تقضي حياتها ما بين (مراسي) على حوض البحر الأبيض و(مرسى علم) على كوع البحر الأحمر.
إنهم يرون في طبقات الشعب أنهم أخاليط من الحثالة في القرى والبلطجية في الحارات والفواعلية في الريف والسياس أمام الكافيهات والتمرجية في العيادات ومتسولى الإشارات، كل أولئك ليس من حقهم أن يفعلوا أي شيء سوى ما يطلبه منهم السادة الكبراء المترفين من نط الحبل أو الامتثال لأمر السجود للكلب.
هم فقط الذين من حقهم وحدهم أن يقرروا قوانين ويغوا شرائع ولو كانت تمس صميم وجود الناس فأنت أمام الطبيب لا تملك إلا أن تقول (آه) ثم تخرس بعدها واحمد ربنا إنه قبل يكشف عليك يا معفن!
طبيب.. إعلامي.. مثقف.. باحث.. رجل أعمال… حقوقى.. فقط أنت لابد أن تخضع لصاية هذه النخبة الاقتصادية والعلمية والاجتماعية والإعلامية والثقافية
يعنى يقولوا اسجد للكلب وإلا تنط الحبل 7 نطات.
يعنى لا تتحدث عن موقف ضميرك من وقوع الطلاق الشفوى ما دام الشيخ خالد والدكتور سعد قالوا يتنقض .. ولا تفتح حنكك بكلمة عن خانة الديانة لأن الاستاذ إبراهيم وزملاءه في (الهاي كيلاس) قالوا تتشال لأنهم يرون – اخرس واسمع – أن من سمحوا بها ميزوا بين محمد أحمد محمود (وهو أشهر اسم ثلاثى ف ج.م.ع) وبين جاره لطع، شنودة جرجس إسطفانوس.
ثم لا بد من مراعاة أن هناك إخوة ملحدين يزعجهم وجود خانة الديانة التى في بطاقتك مع أنها مدفونة في محفظتك بين كمبيالاتك وإيصالات الكهرباء والمياه وكروت فيزا المرتب والمعاش بتاع أبوك والضمان الاجتماعى بتاع الحاجة سميرة خالة والدتك أصلها ست كبيرة وما تعرفش تتعامل مع المكتة بتاعة البوسطة.
صدقنى الذي يزعجهم بجد في بطاقتى أو في بطاقتك، هو خانات عن المهنة وعنوان السكن ويمكن نوع الجنس لأن فيه ناس في (سان فرانسيسكو) يزعجهم التمييز الذي يؤذي إخوتهم المخنثين!
طيب سيبك من ده كله كده وجرب تقدم على أي وظيفة متوسطة ومهمة وانت ترى التمييز بين المواطنين على حق ولكنه ليس حق ربنا بل حق الشيطان الذي يتلمظ غيظا وهو يرى البنى آدمين يأمرون بعضهم بالسجود للكلب أو ينطوا الحبل سبع مرات، ويطير من الفرحة بهم وهم يدفعون الناس دفعا للخجل من إبراز هويتهم الدينية
فكأن الكشف عن أنك مسلم أو مسيحي هو السبب في هذه الضغائن التى زرعت زرعا في أرض مصر وكأن الموظف لن يعرف دين الواقف أمامه إلا من خانة في بطاقته.
النبي إيه.. بتضحكوا على مين؟!
يعنى الحاج محمد أحمد محمود بعلامة الصلاة التى في جبهته قد كدا أو المقدس شنودة جرجس إسطفانوس والصليب مرسوما على يده كمراجيع وشم في نواشر معصمه لن تعرف ديانة أي منهما إلا بالبطاقة في السجل المدني والمرور والجوازات وقدام ضابط الكمين.
آه يا عالم يا ….. والنعمة ما قادر أكتبها ولو أنها صارت فخرا بينكم!
هل ستمنع الحكومة أسماء محمد وجرجس وفاطمة وتريزا من أجل ألا يكون يحدث تمييز بين المواطنين.
هل يمكن أن يذكروا لنا واقعة تمييز واحدة تمت بسبب البطاقة أو أن الإرهابيين كانوا يطلعون على بطاقات ضحاياهم قبل قتلهم!
ألم يقتلوا الناس في الكنائس والمساجد والشوارع والقطارات وأتوبيسات السياحة؟!
ألا تذكرون القنبلة الموقوتة في التسعينات التى انفجرت أمام مسجد (الخازندارة) في شبرا لأن الإرهابي الذي زرعها فشل في وضعها أمام كنيسة مجاورة؟!
قال فرقت معاه بطاقات الخارجين من الكنيسة او الجامع!.
ههههه.. لكنها (ههههه مريرة!).
ولا أدرى ما هذا الإلحاح من الإخوة التنويريين على إلغاء خانة الديانة حتى أن الاستاذ إبراهيم اتهم (جمال) عبد الناصر علنا أنه وضع خانة الديانة (خصوصي) في بطاقات المصريين الشخصية والعائلية إرضاء لزملائه من الضباط الأحرار أو أعضاء مجلس قيادة الثورة لأنهم كانوا (جميعهم) من جماعة الإخوان حسب ما ذكر الأستاذ إبراهيم عيسى أمام ضيفه الدكتور (جمال) عبد الجواد في برنامجه على قناة القاهرة والناس.
والذي أحزنني أكثر من هذه الفرية في كلمة (جميعهم) أن الدكتور جمال سكت ولم يعلق على هذه الفرية مع إنى لمحت الكلام في عينيه على مجلس ضم ضباطا من تيارات سياسية ومستويات اجتماعية متنوعة منهم شيوعيون وإخوان واشتراكيون وغالبيتهم غير ممذهبين ولكن (الموضة) هى اتهام كل من ينتمى إلى تجربة يوليو 52 وتصوير مصر قبلها على أنها كانت جنات تجرى من تحتها الأنهار، لأن كان فيها (فاطمة وماريكا وراشيل مع حسن ومرقص وكوهين)!، لكن كوهين وراشيل تركا مصر وأخذا منها الخير كله لأن أسلافهما من اليهود هم الذين بنوا مصر الليبرالية كما بنى أجدادهم الهرم والأريزونا والباريزيانا، ولكن جاء من بعدهم من بنوا عشوائيات شارعي فيصل وخاتم المرسلين.
لا بقى ‘حنا هنرجع تانى لشال داعش.
لامؤاخذة.. لابد من إلغاء الشوارع التى تحمل أسماء دينية فيعنى إيه كنيسة في الهرم مشهورة بكنيسة خاتم المرسلين، وأخرى في فيصل اسمها كنيسة التوحيد لأنها في شارع فيه جامع اسمه مسجد التوحيد.. هي ناقصة لخبطة.
هل أحدثكم عن مسجد مشهور بجامع المطرانية في نجع حمادي؟!
صدقنى يا عزيزي المواطن الذي يستعروا منه ومن بطاقته ومن محل سكنه ومن شغلانته، كل المطالبين بإلغاء خانة الدين في البطاقة لأن أكتر حاجة بتغيظهم هى اللخبطة دى!
بأقول لكم إيه أنا زهقت.. تلغوا الخانة تلغوا النوع.. إياكش تلغوا السجل المدني ذات نفسه.
أنا اعتبرت نفسي كأنى قطعت البطاقة من زمان!
بس يمكن ترجع تانى ونلاقيهم بيطالبوا بإعادة خانة الديانة تاني بس تحت اسم الديانة الإبراهيمية.
وماله هو مش سيدنا (إبراهيم) جد الكل وسيد الكل وإمام الكل وبنصلى عليه مع سيدنا محمد كل يوم 5 مرات غير النوافل؟!
– تصدق انت بنى آدم عبيط؟!.. إياك يا فقرى تكون فاكر إن الديانة الإبراهيمية هى دين سيدنا إبراهيم؟!
– لا يا راجل.. أمال بتاعة إبراهيم مين؟!
– هههههههههههه بس (هههههههههههه مريرة تانى!).