وليد سعد … أحدث ثورة فى عالم التلحين وبدأ حياته مطربا في (سهرانة لمين)
كتب : أحمد السماحي
منذ يومين كنت حزينا وامتلأت نفسي بالكآبة ولم أعد قادرا على القراءة والكتابة، وهما دائما الحصن الذي أحتمي به من هموم الحياة، وفجأة (طقت) أو خطرت فى ذهني فكرة وهى أن أسمع ألبومات غنائية منذ سنوات لم أسمعها، وبالفعل أخرجت من مكتبتي الموسيقية والغنائية المكدسة والعامرة بآلاف من الألبومات والسديهات مجموعة من الألبومات النادرة لـ (حسني شريف، ومحمد علي سليمان، ووليد سعد، ياس خضر، أحمد وهبي، وغيرهم)، الحقيقة أنني بعد أن سمعت هذه الألبومات أنتزعتني من همومي الحادة، وتغير (مزاجي) للأحسن ورجعت بلهفة على معشوقتي الكتابة.
منذ أسبوعين كتبت بالتوالي عن (حسني شريف، ومحمد علي سليمان) وهذا الأسبوع في باب (غلاف ألبوم) أكتب عن ألبوم (سهرانة لمين) للموهوب المتجدد والمتطور (وليد سعد) الذي يعتبر واحدا من مبدعي مصر القلائل في عالم الموسيقى، والذي يشتغل في هدوء وصمت ويملؤنا حياة وحبا للحياة ذاتها.
و(وليد) ظاهرة موسيقية رائعة، ليس فى إحساسه اللحني تجهم ولا كآبة ولا جفاف، بل إن ألحانه تمتلئ بكل ما في الشعب المصري من خفة دم، وحرارة، وحيوية، وشجن، واستطاع أن يعبر عن عواطف إنسانية مرتبطة كل الارتباط بالواقع والحياة، ولم يعبر يوما عن عواطف مبتذلة أو متدنية أو بليدة.
استطاع (سعد) بألحانه التى تُحلي أي كلام حتى لو كان ركيكا! نقل الغناء من الطرب الخالص إلى الطرب المعبر، وكانت ألحانه ومازالت تميمة حظ لكل مطرب يريد النجاح وتبوأ القمة، وكان فى جميع مراحله الفنية مجددا ومتطورا، رائدا من الرواد الذين ظهروا فى الـ 25 سنة الأخيرة الذين سيخلد التاريخ الفني أسماءهم بحروف من نور، فكل النغمات الحلوة التى اخترقت قلوب المصريين والعرب في السنوات الأخيرة كانت من إبداع هذا الموهوب الصامت، فـ (وليد) لا يتحدث للصحافة ولا للفضائيات، ليس تكبرا ولا غرورا، ولكن لأن عالم الصحافة الفنية والإعلام في السنوات الأخيرة يعيش في غيبوبة كاملة وتفاهه لا نظير لها، ولا يدرك ماذا فعل هذا الموهوب فى عالم الغناء؟!، فألحانه أسكنت مطربين في قلوب الجماهير من المحيط إلى الخليج، بسبب قدرته كملحن على ترجمة كلمات الشعراء ونقل ما فيها من إحساس وعاطفة إلى قلوب الناس.
ورغم أن صوت (وليد سعد) ليس صوت (أنغام ولا علي الحجار ولا محمد الحلو، ولا محمد ثروت)!، وليس به دلع وشقاوة (سميرة سعيد) ولا طلة وحضور(لطيفة)، ولا قوة صوت (نجوى كرم، وديانا حداد)، ولا رقة وعاطفة (وائل كفوري ووائل جسار)، لكنه يقتلني كإحساس، وإحساسه فى الغناء يشبه إحساس (بليغ حمدي) الذي أعشق صوته وأحتفظ له بكل ما قام بغنائه رغم عدم جمال صوته، لكنه الصدق سواء بالنسبة لـ (بليغ حمدي أو وليد سعد) فصوتهما مليئ بالصدق والإحساس ينقلا إلينا بصوتهما ونبضات قلبهما روح الشعراء الذين تعاونوا معهم.
يتضمن ألبوم (سهرانة لمين) لـ (وليد سعد) ثمانية أغنيات كتب ثلاثة منهم الشاعر المتميز (محمد القصاص) وهم (سهرانة لمين، وخايف) توزيع (أشرف عبده)، و(متغرب) توزيع (مجدي داود)، وكتب المبدع (عوض بدوي) اثنين هما (يا وعدي) توزيع بهاء حسني، (كلمتين) توزيع مجدي داود، أما الشاعر (هاني الصغير) فكتب (أنا تعمل فيا كده) ألحان (إبراهيم كولة) وهى الأغنية الوحيدة في الألبوم التى لم يلحنها (وليد سعد)، وتوزيع الرائع (عادل عايش).
وكتب الشاعر (مصطفى زكي) واحدة من أرق وأجمل الأغنيات العاطفية التى ظهرت فى حياتنا فى العشرين سنة الأخيرة وهى (نفسي أحضنك دلوقتي)، توزيع (عادل عايش)، الذي وزع أيضا أغنية مليئة بالشجن والإحساس وهى (لازم تنساني) كلمات عصام أنور.
جاء غلاف الألبوم الذي انتجته ووزعته شركة (جيل ميوزيك للإنتاج الفني) بسيطا ويحمل صورة متميزة لـ (وليد سعد)، وعزف أغنيات هذا الألبوم مجموعة من الأسطوات الكبار في عالم الموسيقى حيث عزف على الأكورديون (فاروق محمد حسن)، وتريات الدكتور (خالد فؤاد)، ساكس (سمير سرور)، قانون (ماجد سرور)، براص سكشن الدكتور(مجدي بغدادي) وتم تسجيل الألبوم في استديو (أم ساوند) تحت إشراف المهندس (أمير محروس) الذي نفذ أيضا الديجيتال ماستر، وتم تسجيل أغنية (يا وعدي) فى استوديو (ميوزيكا).
ونظرا لجمال وتميز أغنيات الألبوم التى قدمت حالات غنائية مختلفة مليئة بالعاطفة والحب والشجن سنكتفي بنشر بعض منها.
بعض كلمات أغنية (نفسي أحضنك دلوقتي):
يا حبيبتي فى الليل اللي إحنا علمناه، يحضن أيامنا بشوق وياه
أفتكرتك وأفتكرت إزاي مع الأحزان بعدت
وإزاي على الأيام قدرت، لقيتني وحدي ليكي قلت آه
نفسي أحضنك دلوقتى، وانسي في عينيك الوقت
وأخدك والف الكون ولا مرة ولا مليون
وأن قالوا ده مجنون أقولهم اشتقت….
……………………………
بعض كلمات أغنية (كلمتين):
على الحال ده كتير هسهر واتمنى عينيك تناديني
على الحال ده كتير هتشوفني تداري عينيك من عيني
كلمتين قولناهم، حيرونا معاهم
غيروك مني يبعدوك عني يا حبيبي إنساهم
أنا بيني وبينك بعشق عينك ولا قصدي اجرح فيك
وغلطت سمحني بلاش تجرحني وأعمل خاطر اللي شاريك
وكفاية علينا القسوة يا روحي يومين عشناهم ….
………………………………………….
بعض كلمات أغنية (لازم تنساني):
شوف كنت فين؟! ووصلت لحد فين
قبلتك وأنت مين؟ وأنت دلوقتي مين؟
يا خسارة أحزاني لازم تنساني
معدش بإمكاني أكونلك مرتين
أنت طموحك أناني وزمانك مش زماني
بلاش ترجعلي تاني معدش لك حنين
خلصت بينا الحكاية، خلصت ودي النهاية
كان نفسي تكون معايا ونقدر على السنين
…………………………………..
بعض كلمات (متغرب):
متغرب هوانا يا قلبي عن حضن الأحباب
متغرب هوانا يا قلبي مش ناقصين عذاب
همه اللي وعدوا، همه اللي بعدوا
ولا قولنا هجروا ولا قولنا غدروا
حتى جراحنا بنقول لروحنا
يمكن يا غربة نلاقي الأحبة بعد الغياب
على الفراق صابرين يا صبر المشتاق
من دمعك يا عين من نار الأشواق
مكتوب علينا ولا بإيدينا لا شوق
يخدنا ولا شوق يجينا
………………………
كنت أشعر وأنا أسمع صوت (وليد سعد) الصادق الحساس وهو يغني، بالدموع تفر من عيني فى أغنيات: (نفسي أحضنك، كلمتين، متغرب، لازم تنساني) وأحلق معه فى السماء وهو يغني بنشوة وفرح (أنا تعمل فيا كده، يا وعدي)، وبالحيرة والسؤال وهو يغني (سهرانة لمين؟) وبعد انتهاء أغنيات الألبوم صفقت بكل قوة وحرارة بعد أن انتهى من غنائه الجميل المؤثر الذي غير (مودي) إلى الأجمل والأفضل، فشكرا المبدع وليد سعد.