2021 هو عام الأغنية المنفردة (السينجل) بامتياز !
* حلمي بكر : الأغنية السنجل خطر علي المطربين لأنهم يدخلون أنفسهم في دائرة فوق قدراتهم
كتب : أحمد السماحي
يمكن أن نطلق على عام 2021 ونحن مرتاحي الضمير عام الأغنية المنفردة (السينجل) بامتياز، ورغم أن الظاهرة ليست جديدة لكنها تحولت من ظاهرة إلى واقع نعيشه، حيث أن هناك اتجاه عام بين كثير من المطربين على الاكتفاء (بالسينجل) تفاديا للمغامرة بإطلاق ألبوم كامل فى توقيت لا يسمح بتحقيق أي مبيعات بعد انتشار القرصنة على الإنترنت منذ سنوات طويلة.
فرغم أن موسم الصيف أوشك على الانتهاء إلا أنه لم يطرح فيه أي مطرب مصري ألبوما غنائيا حتى الآن فى ظاهرة تحدث لأول مرة، وعدد المطربيين العرب الذين طرحوا ألبومات غنائية كاملة يعد على أصابع اليد الواحدة، منهم المطربة (أحلام) التى طرحت ألبومها (فدوة عيوني)، وباقي المطربين العرب كلهم من شركة واحدة هى (روتانا) وهؤلاء المطربين هم (عبادي الجوهر) الذي طرح ألبومه (عبادي 2021)، و(عبدالمجيد عبدالله) الذي طرح (عالم موازي)، ماجد المهندس (واحش الدنيا)، عاصي الحلاني (كل الفصول)، فؤاد عبدالواحد (حلم ولا علم)، فريدة (أعملها بزعلة)، شيما هلالي (سبع بحور)، عامر زيان (إذكريني).
كل المطربين مع السينجل
وطرح عدد كبير جدا من المطربين المصرين والعرب أغنيات (سينجل) جديدة، فلا يوجد مطرب مصري ولا عربي فى 2021 إلا وطرح أغنية واثنين، وبعضهم طرح ثلاثة وأربعة، من هؤلاء مطربتنا الكبيرة (أنغام) التى طرحت أكثر من أغنية، وكذلك أصالة، ولطيفة، محمد عبده، نبيل شعيل، راغب علامه، راشد الماجد، نجوى كرم، وائل جسار، وائل كافوري، محمد فؤاد، عمرو دياب، علي عبدالستار، علي الحجار، مدحت صالح، هاني شاكر، محمد منير، محمد الحلو، رامي صبري، هيثم شاكر، محمد محسن، كارمن سليمان، نيكول سابا، حكيم، دياب، مصطفى حجاج، مجد القاسم، تامر عاشور، خالد سليم) وغيرهم .
حماقي والديفا ومحي
أما الديفا (سميرة سعيد) فقررت طرح أغنيات ألبومها الجديد على طريقة (السينجل) أي طرح كل فترة أغنية، حتى تصل كل الأغنيات للجمهور، وتحقق نجاحا كبيرا، بعدها تقوم بجمع هذه الأغنيات وطرحها فى (C.D) غنائي جديد، أو فلاشة، ونفس الفكرة يتبعها حاليا (محمد حماقي) الذي يطرح أغنيات ألبومه الجديد على فترات، أما المطرب الرقيق (محمد محيي) فيطرح منذ بداية عام 2021 أغنيات ألبومه الجديد.
بكر: السينجل خطر
الموسيقار الكبير (حلمي بكر) اعتبر تقديم أغنيات (السينجل) ليست شيئا مبتكرا، ولكنه أسلوب يقدم من أيام (عبد الحليم حافظ)، حيث كان يقدم كثير من المطربيين أغنية أو اثنتين فى العام، ويرصد رد فعل الجمهور حولهما، وما يحدث حاليا حالة فقر ومحاولة للمطرب لأن يروج لنفسه فالكثيرون لايدركون أن الغناء يحتاج إلى تخطيط وفى ظل تسريب وسرقة الألبومات يخشى المنتج على أمواله وبالتالى يكون (السينجل) هو الحل أمامه.
وعن مواصفات الأغنية (السينجل) التي تطرح في الأسواق وتحقق نجاحا يقول: لابد أن تتوافر لها مقومات خاصة غير موجودة للأسف عند معظم المطربين والملحنين والشعراء الموجودين حاليا، هذه المقومات هى مطرب (جامد) صاحب شعبية كبيرة، كلمة جديدة لم يتطرق إليها أحد من قبل، لحن معبر غير مستهلك، وهذه المقومات أو العناصر رغم أنها تبدو للبعض بسيطة إلا أنها أصبحت نادرة في الوسط الغنائي لأننا أصبحنا في زمن (التيك أواي)! المهرجانات، وأنا هنا لا أشكك في قدرة المطربين الذين اتجهوا أخيرا إلي الأغنية (السنجل) لأن لديهم إمكانات صوتية جيدة ومعروفة للجميع، ونجوم كبار، ولكني أشكك في قدرة الشعراء والملحنين الموجودين حاليا علي الساحة.
ويتساءل بكر قائلا: أين الشاعر الذي يقدم موضوعا جديدا لم يتطرق إليه أحد من قبل لا سيما وأن حروف اللغة العربية 28 حرفا تم استغلالها جميعا منذ بداية الغناء؟!، بالإضافة إلي أن مواضيع الحب والهجر والفراق والخيانة واحدة لم تتغير منذ قديم الأزل وتم تناولها ومناقشتها كثيرا، وإذا وجد الكلام الجديد – وهذا استحالة – أين الملحن الذي يصيغ هذا الكلام في لحن معبر يتدفق عذوبة وجمالا لمدة خمس دقائق أوحتى ثلاثة دون أن يشعر المستمع بأي ملل؟!.
ويختتم (بكر) حديثه قائلا: الأغنية السنجل خطر علي المطربين لأنهم يدخلون أنفسهم في دائرة فوق قدراتهم، وإذا كان البعض منهم يتحجج بتجارب (أم كلثوم، وعبدالوهاب، وعبدالحليم، ونجاة، ووردة، وفايزة أحمد) وغيرهم من نجوم الجيل الذهبي للأغنية فهؤلاء كانوا أصواتا حقيقية وبجوارهم شعراء وملحنون على درجة كبيرة من الثقافة والوعي والموهبة.